في تناقض مع الموقف الرسمي للحكومة الفرنسية التي تدعو إلى إسقاط نظامه، التقت مجموعة من البرلمانيين الفرنسيين مع الرئيس السوري
بشار الأسد، ضمن زيارة تقوم بها المجموعة إلى دمشق.
وكان الوفد الذي يضم 4 برلمانيين فرنسيين من اليسار واليمين، قد بدأ زيارة إلى دمشق الثلاثاء، في حين أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن هؤلاء لا يمثلون الموقف الفرنسي.
ويقول هؤلاء البرلمانيون إنهم يقومون بـ"مهمة شخصية" في سوريا، رغم قطع
فرنسا العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري وإغلاق سفارتها في دمشق منذ آذار/ مارس 2012. وفي أيار/ مايو من العام ذاته اتخذت فرنسا قرارا مع خمس دول أوروبية أخرى بطرد السفراء السوريين من أراضيها، بسبب تصاعد أعمال القتل والقمع على يد النظام السوري.
ونقلت وكالة فرانس برس عن عضو الوفد جاك ميار، النائب عن الاتحاد من أجل حركة شعبية (يمين)، قوله: "لقد التقينا بشار الاسد لمدة ساعة. وكانت الأمور جيدة جدا"، رافضا في الوقت نفسه تحديد مضمون المحادثات، لكنه أوضح أنه "سنقدم تقريرا لمن يهمه الأمر".
ورغم تنصل الحكومة الفرنسية من الزيارة، واصفة إياها بأنها "مبادرة شخصية وليست رسمية" وأنها تمت دون التشاور معها، إلا أنها منعت مسؤولا سابقا في الاستخبارات الفرنسية من مرافقة الوفد، حسبما علمت "عربي21".
وكان ميار قد أعلن الثلاثاء أن الزيارة "مهمة شخصية لنرى ماذا يحصل والاستماع. ثم سنستخلص منها معلومات".
وتقول الحكومة الفرنسية إن البرلمايين لم "يحملوا أي رسالة رسمية" من باريس.
ويضم الوفد الفرنسي، إضافة إلى ميار، كلا من: جيرار بابت (من الغالبية الاشتراكية)، وجان بيار فيال (عضو مجلس الشيوخ عن الاتحاد من أجل حركة شعبية)، وفرنسوا زوكيتو (عضو مجلس الشيوخ من الوسط). وينتمي هؤلاء لمجموعة "الصداقة الفرنسية السورية" البرلمانية.
وكان أعضاء الوفد قد التقوا الثلاثاء بنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وتناولوا العشاء مع مفتي الجمهورية أحمد حسون، على أن يلتقوا الأربعاء بوزير الخارجية وليد المعلم، بحسب مصدر حكومي في دمشق.
وكان وفد من أحزاب أوروبية يمينية متطرفة قد زار دمشق والتقى الأسد في حزيران/ يونيو 2013. وضم الوفد حينها زعيم "الحزب القومي البريطاني" نك غريفين، وأعضاء في "الجبهة الوطنية الفرنسية" التي أسسها جان ماري لوبن، وأعضاء في حزب "الحركة من أجل هنغاريا أفضل" (جوبيك)، وحركة "شعلة الألوان الثلاثة" الإيطالية، وحزب "الديمقراطيين القوميين" من السويد، و"الجبهة الوطنية" البلجيكية. وكل هذه الأحزاب معروفة بمعاداتها للإسلام والأجانب بشكل عام.
وأطلق لوبن تصريحات عدة يدعم فيها
نظام الأسد، زاعما أنه يواجه "الإرهاب" و"المتطرفين"، وهو ما فعلته أيضا ابنته مارين لوبن التي تقود "الجبهة الوطنية" حاليا، واتهمت مارين فرنسا والدول الغربية بالتسبب بصعود "المتطرفين" بسبب دعمهم لمناهضي الأسد، وفق قولها.
وتكرر باريس موقفها الرسمي الداعي إلى إسقاط نظام الأسد ودعم "المعارضة المعتدلة".