يتعرض رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيمين
نتنياهو لحملة انتقادات داخلية غير مسبوقة على خلفية قراره إلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي للتحذير من مخاطر التوصل لاتفاق "سيئ" بين إيران والدول العظمى بشأن برنامج طهران النووي، رغم اعتراض الرئيس الأمريكي باراك
أوباما.
وباستثناء حزب الليكود، فإن الانتقادات توجه لنتنياهو من جميع ممثلي الأحزاب والحركات السياسية والنخب الثقافية، حيث إنه يتم اتهامه بتهديد العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تعد مركباً من مركبات "الأمن القومي" الإسرائيلي.
وحتى وزير الاقتصاد نفتالي بنات، الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي"، الذي يمثل اليمين المتطرف، فقد ألمح إلى أن إصرار نتنياهو على إلقاء الخطاب في الكونغرس يأتي لاعتبارات انتخابية.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح الثلاثاء، استهجن بنات أن "تسهم القيادة الإسرائيلية في جعل إسرائيل موضوعا للخلاف داخل الكونغرس والرأي العام الأمريكي"، مشيرًا بذلك إلى إعلان عدد كبير من الأعضاء الديموقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب عن مقاطعة خطاب نتنياهو.
وشن المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت هجومًا كاسحًا على نتنياهو، معتبرًا أن كل ما يعنيه هو ضمان مستقبله السياسي ولو أدى الأمر إلى المس بأمن إسرائيل "القومي".
وفي مقال نشرته الصحيفة أمس، أشار كاسبيت إلى أن نتنياهو معني بقطع الطريق على قادة الوسط واليسار، من خلال نقل الجدل الداخلي عشية الانتخابات من التركيز على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي ليس لديه حلول لها، إلى القضايا الأمنية لكي يصور نفسه على أنه "سيد أمن".
من ناحيته، قال حامي شليف مراسل صحيفة "هآرتس" في واشنطن، إن الاتفاق الذي توشك إيران على التوصل إليه مع الدول العظمى يمثل في الواقع "كارثة لإسرائيل، لكن نتنياهو يتعامل معه كما لو أنه هدية من السماء".
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء، حذر شليف من أن إصرار نتنياهو على إلقاء الخطاب في الكونغرس في ظل حالة الانقسام الداخلي في الولايات المتحدة سيقلص من فرص نجاح الكونغرس في إحباط الاتفاق المنتظر.
وفي سياق متصل، حذرت نخب إسرائيلية من أن نتنياهو سيقلص من قدرة المنظمات اليهودية على المناورة ويدفعها للزاوية، علاوة على أنه سيفاقم معضلة الولاء لدى اليهود الأمريكيين، الذين تصوت أغلبيتهم الساحقة للحزب الديموقراطي، الذي يقوده الرئيس أوباما.
وقال شلومو شامير، مراسل صحيفة "معاريف" في واشنطن، في تقرير نشرته الصحيفة اليوم، إن قادة اليهود الأمريكيين في وضع لا يحسدون عليه بسبب "جشع نتنياهو وانتهازيته التي لا تسهم في تحقيق المصالح الإسرائيلية".
من ناحية ثانية، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء، أن هناك من يقترح أن يلقي نتنياهو خطابه أمام الكونغرس في جلسة مغلقة بغية تقليص أثره السيئ على العلاقات بين الجانبين.