دعا رئيس وزراء الاحتلال
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، الغرب لتوحيد الجهود مع إسرائيل والحكومات العربية "المعتدلة"، لضمان "تحقيق الانتصار على الإسلام المتطرف".
وقد استغل نتنياهو الكملة التي ألقاها في المعبد اليهودي في باريس الليلة الماضية؛ ليذكر الأوروبيين بأن "الإسلام المتطرف هو أخطر تهديد تواجهه الإنسانية في العصر الحالي".
ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية عن نتنياهو قوله: "نحن في إسرائيل والأنظمة العربية المعتدلة والعالم الحر بأسره، مطالبون بتوحيد الجهود من أجل الانتصار على الإسلام المتطرف، هذا خطر يهدد ليس وجودنا، بل قيمنا الأخلاقية".
وأضاف نتنياهو: "لا فرصة أمامنا، إلا الانتصار في هذه المعركة أمام من يحاول إرجاعنا ألف عام إلى الخلف".
وشدد نتنياهو على أهمية ما وصفه بـ"الاستقرار"، وهو ما فسره المعلقون الصهاينة على أنه انتقاد ضمني للغرب الذي شجع التحول الديموقراطي بعيد اندلاع ثورات الربيع العربي.
من ناحية ثانية، فيما يدلل على حرص نتنياهو على استغلال أحداث
فرنسا وتوظيفها في حملته الانتخابية، سخرت وسائل الإعلام الإسرائيلية من قيامه بالمزاحمة من أجل ركوب الأوتوبيس، الذي أقل الزعماء الأجانب من الفندق إلى مكان تنظيم المسيرة، لكي يضمن أن يكون ضمن مقعدا في الصف الأول من المسيرة، إلى جانب رؤساء الدول والحكومات.
وعرضت قنوات التلفزة الإسرائيلية فيديو يظهر فيه نتنياهو والتوتر يظهر عليه، وهو يحاول اختراق صفوف المتواجدين أمام الحافلة، وسط استغراب الكثيرين.
وحرص المعلقون الصهاينة على الإشارة إلى أن حرص نتنياهو على المشاركة في المسيرة، جاء على الرغم من أن الرئاسة الفرنسية لم توجه دعوة له.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، أن الرئاسة الفرنسية خشيت أن تسهم مشاركة نتنياهو في تعقيد الصورة، بحيث يؤدي الأمر إلى الخلط بين ما حدث في فرنسا وتعقيدات الصراع العربي الإسرائيلي.
في ذات السياق، كشفت صحيفة "ميكور ريشون" صباح اليوم النقاب عن أن خبراء من جهازي "الموساد" وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، توجهوا بالفعل إلى باريس لتقديم المساعدات الفنية للأجهزة الأمنية الفرنسية لمساعدتها في مواجهة موجة العمليات الأخيرة.
يذكر أن النخب الأمنية والبحثية وكبار المعلقين العسكريين الصهاينة سخروا من قدرات المخابرات الفرنسية التي فشلت في بناء قدرات "إحباطية" لإفشال مخططات منفذي الهجمات في باريس، على الرغم من أنهم كانوا على قائمة المراقبة لدى الأجهزة الاستخبارية.
وفي سياق متصل، قال المعلق الإسرائيلي البارز حمي شليف، إن إسرائيل تطعن فرنسا في الظهر من خلال دعوتها اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل بعد أحداث باريس.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" صباح الاثنين تساءل شليف قائلاً: "تخيلوا لو أن فرنسا دعت رعاياها لمغادرة إسرائيل بعد عملية نفذها الفلسطينيون في تل أبيب، كما أننا كنا سنهاجم فرنسا ونطعن في مبدئية مواقفها".