طالب زعيم حزب غد الثورة أيمن
نور، بمحاكمة اللواء
عباس كامل، مدير مكتب المشير عبد الفتاح
السيسي بتهمة إفشاء الأسرار العسكرية، وذلك على خلفية التسريب الذي بثته قناة مكملين الفضائية مساء السبت.
وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي 21" إن "كامل تحدث مع شخص أجنبي، هو مساعد رئيس الديوان الملكي السعودي، وأخبره بأنباء ونتائج لها علاقة باجتماع هام لقيادات المجلس العسكري، وهو الأمر الذي يتصل بأسرار عسكرية ومعلومات لم تحدث بعد، فقد تنبأ بمعلومات وأبلغها لجهات أجنبية، وربما تلقى مقابلا ما إزاء هذه المعلومات، خاصة أنه تحدث عن ذهابه للسعودية يوم الأربعاء بطائرة مبكرة، بحسب التسريب".
وأضاف: "هذا الأمر يرقي لمستوى الجريمة وليس لمجرد خطأ، ولذلك نتمنى من الجهات المسؤولة سواء النيابة العسكرية أو النائب العام بضرورة التصدي لهذه الواقعة باعتبارها واقعة تجسس أو تخابر على غرار القضايا التي سمعنا عنها لآخرين".
وشدّد نور على أن محاكمة التي يطالب بها لعباس كامل ستحدث يوما ما، بغض النظر عن اليوم بشكل محدد، لأن هذا هو الوضع الطبيعي الذي من المفترض حدوثه خلال الفترة المقبلة.
وبسؤاله عن رؤيته للاتهامات للرئيس محمد مرسي بالتخابر مع جهات أجنبية، قال:"بعد التسريب الأخير، أعتقد أن كل الأمور بحاجة ماسة للمراجعة وإلى وجود مساحة من العقل".
وسخر نور من تصريحات رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب، التي أنكر من خلالها تماما صحة هذه
التسريبات، وقال إنه لا يوجد
مصري يصدقها، قائلا: "لو صحت هذه التصريحات، فيجب علينا أن نطمئن على صحة محلب، ونقول له حمدا لله على سلامتك".
وأردف "أين كان محلب منذ شهور وهذه التسريبات يتم بثها؟، في حين كان صامتاً تماماً، ويبدو أنه كان في غيبوبة وقد فاق منها اليوم فقط، وهذه الإفاقة متأخرة لكنها بكلام غير مقبول إطلاقاً، فهذه التسريبات منذ أول تسجيل ومن الواضح أنها صحيحة 100%، والجميع يصدقها وكذلك أنا شخصياً".
وحول مدى تأثير هذا التسريب على العلاقات بين سلطة الانقلاب والخليج، لفت نور إلى أن "العلاقات بين مصر وأشقائها العرب سواء في الخليج أو غيره هي بالأساس علاقات شعوب تتأثر أحيانا بمواقف الحكام، خاصة إذا كانت مواقف غير مسؤولة، وهو ما حدث في مراحل تاريخية مختلفة، لكنها في النهاية لا تتوقف على مواقف الحكام".
وأشار إلى أن "العلاقات المصرية العربية ينبغي أن تستمر في أحسن أحوالها، وينبغي أن يدرك الجميع أن من كان يساعد مصر من أجل السيسي فليذهب، ومن كان يدعم مصر من أجل دورها ومكانتها وتاريخها وعطائها فيجب أن يكون دائما على موقفه المبدئي وليس موقفه السياسي أو الشخصي مع أو ضد الحاكم المصري الآن".
وأكد نور على أن السيسي ورجاله وقعوا في أخطاء كثيرة "هدمت كل الأوهام التي بنوا شرعية وجودهم عليها، وجزء من هذه الأوهام زعمه بأنه الرجل القوي الذي يستطيع أن يقيم تحالفات عربية واسعة تساند مصر للخروج من أزمتها، والمنطق الذي كان يتصور أنه سيقيم به تحالفات هو منطق مناقض لطبيعة الشعب المصري ولأخلاقه وقيمه".
وتابع "وهو منطق مناقض أيضًا لكل قواعد التعاون والأخوة بين الدول والشعوب، فهذه الألفاظ غير اللائقة وهذا الأسلوب الذي لا يعبر أبدا عن رجل الدولة يسقط تماما وهم أنه هو الرجل الذي يستطيع أن يقيم هذه التحالفات، كما سقط وهم أنه الرجل القوي والقادر على استعادة الأمن وغيره من الأوهام التي تم الترويج لها باعتباره فارس كل هذه المجالات، وتبيّن للجميع أن ما حدث هو خطوات للخلف كثيراً وليست للأمام".
وأعرب زعيم حزب غد الثورة عن تفاؤله بقرب الخروج من الأزمة الراهنة، فمصر لا تستحق هذا المستوى المتواضع في الإدارة والتفكير والتصرفات، مضيفاً "ننتظر الفرج من الله".
يشار إلى أن قناة "مكملين" الفضائية بثت مساء السبت تسجيلاً مسرباً من داخل مكتب السيسي، وفيه يصرخ خلال مكالمة هاتفية بالشتائم والسباب ضد أبناء الخليج من السعوديين والكويتيين والقطريين.
والحديث المسرب من داخل مكتب السيسي يدور الحوار فيه بين كل من السيسي ذاته، ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، ورئيس أركان القوات المسلحة محمود حجازي.
وأبلغ عباس كامل شخصا يدعى "فهد" وهو مساعد رئيس الديوان السعودي خالد التويجري، بنتائج اجتماع المجلس العسكري قبل أن تصدر، قائلا: "دلوقتي حالاً وانأ بكلمك في اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في نهاية الاجتماع هيصدر بيان من المجلس الأعلى بالموافقة على ترشيح السيسي لرياسة الجمهورية، وقلت أقولك قبلها عشان تبلغ معالي الرئيس ويبقى عارف الأمور ماشية أزاي، وأنا هحجز الصبح بدري يوم الأربع، بحيث إن أنا يعني أوصل في المعاد"، بحسب تعبيره.