نشرت صحيفة هآرتس
الإسرائيلية تحليلاً للمحلل عاموس هرئيل قال فيه إن
حزب الله ليس حريصاً على فتح جبهات جديدة، كما أن إسرائيل لا تبدو حريصة على الذهاب إلى حرب شاملة.
ويبدأ هرئيل تحليله بالقول إنه يعلم أن من الصعب على الإسرائيليين أن يسمعوا هذا التحليل، خاصة أن الجنديين اللذين قتلا يوم الأربعاء في "هاردوف" لم يدفنا بعد، إلا أن رد حزب الله على الضربة الجوية التي قتلت جهاد مغنية وستة مقاتلين من حزب الله بالإضافة إلى عدد من العسكريين الإيرانيين والتي اتهمت بها إسرائيل كان رداً محسوباً ومحدوداً.
ويشير المحلل الإسرائيلي إلى أن رد حزب الله على الضربة الموجهة لمقاتليه كان بضربة ضد سيارات للجيش الإسرائيلي (أي أهداف عسكرية) حيث وجهت الضربة لسفوح "هاردوف" على الشارع المؤدي إلى قرية الغجر، ولحد الآن لم يقم الحزب بأفعال أكبر، كما لم يقم بفتح جبهات جديدة.
وكان الرد الإسرائيلي لضربات حزب الله هو ضرب مواقع محتملة للحزب عبر الحدود مع
لبنان، فمدى استمرار هذا الحال يعتمد على القرار الذي ستتخذه الحكومة الإسرائيلية بالتشاور مع المؤسسة العسكرية، ويبدو أن إسرائيل لا تريد تصعيداً.
ويتابع المحلل: "حتى لو أراد نتنياهو أن يعرض مدى صلابته في التعامل مع المساس بأمن إسرائيل قبل الانتخابات إلا أن حرباً شاملة مع الحزب أمر آخر تماماً، فمن الصعب تصور نتنياهو يفكر بأن حرباً شاملة مع حزب الله ستنتهي بانتصار واضح يقوي من فرصه الانتخابية".
ويخلص الكاتب إلى أنه "من الواضح أن مصلحة رئيس الوزراء تكمن في إنهاء دوامة العنف قريباً، وكما هو الحال دائماً، يجب الفصل بين الكلام والفعل، فعلى مر السنوات أصبح من الممكن بالنسبة لإسرائيل ولبنان معرفة نوايا الآخر، فإذا هدد نتنياهو بالقضاء على حزب الله واكتفى الطيران العسكري الإسرائيلي بضرب تلال فارغة في جنوب لبنان سيعرفون في لبنان أن إسرائيل ترغب في إنهاء هذه الجولة".
ويقول الكاتب إنه من تحركات حزب الله لحد الآن أصبح واضحاً تماماً أنه لا يسعى لخروج النزاع عن السيطرة، إلا أن التساؤل المطروح، وستظهر إجابته في الأسابيع القادمة، هو حول نظرة حسن نصر الله لوفاة مغنية الذي له مكانة خاصة في حزب الله بسبب والده القائد العسكري المقتول عماد مغنية، فإن تجاوز حزب الله الخط الأحمر، وهاجم أهدافاً إسرائيلية في الخارج أو ضرب في العمق الإسرائيلي، فان هذه ستكون إشارة إلى أن هناك تصفية حسابات شخصية.
وتقول الصحيفة إن المنطقة التي وقع فيها هجوم "هاردوف" يوم الأربعاء تستعد للأسوأ، ويجب التحقيق في أساليب العمل، وخاصة أن الثمن كان غالياً، ولأن التوقيت كان حساساً.
وتضيف: "يجب علينا أن نأمل أن تكون هذه الضربة المؤلمة نهاية للدورة الحالية من القتال بدلاً من أن تتسبب بتصعيد العنف، وحتى لو انتهت هذه الدورة يجب الاستمرار في مراقبة التطورات في الشمال".
وينتهي تحليل الصحيفة الإسرائيلية إلى القول: "من المعقول أن نفترض أن حزب الله سيستمر بالاعتماد على قوافل الأسلحة الإيرانية القادمة عبر سوريا إلى لبنان. فهل ستقوم إسرائيل تحت هذه الظروف بضرب تلك القوافل مع علمها أن حزب الله يستطيع تجديد ضرباته لإسرائيل من الحدود اللبنانية؟".