قالت صحيفة "إندبندنت" في افتتاحيتها، إن ثمانية عشر عالما وباحثا من الحائزين على جائزة
نوبل، ناشدوا الباحثين والأكاديميين في
السعودية شجب جلد وسجن المدون السعودي
رائف بدوي.
وتبين الافتتاحية أن الحائزين على نوبل طالبوا في رسالة مفتوحة نظراءهم في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا بـ"إسماع صوتهم وهم يطالبون بحرية
المعارضة"، والوقوف مع بدوي، الذي أحدثت قضيته "هزة حول العالم"، كما يقولون.
وتشير الصحيفة إلى أن الموقعين على الرسالة ألمحوا إلى أن فشل الباحثين السعوديين في الدفاع عن
حرية التعبير قد يؤدي إلى تهميشهم في المحافل الأكاديمية الدولية، وهو تهديد مبطن للسلطات السعودية، التي تحاول الترويج لبلادها على أنها مركز من مراكز البحث العلمي.
وتبين الافتتاحية أن عددا من الباحثين والأدباء وقعوا على الرسالة المفتوحة، منهم الروائي الجنوب أفريقي جي أم كويتزي، وكُتبت شخصيا لرئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، البروفيسور جين لوي تشاميو. وهي الجامعة التي أنفقت المملكة عدة مليارات من الدولارات لبنائها، وافتتحت رسميا عام 2009.
وحذرت الرسالة، التي تلقتها "إندبندنت"، قائلة: "قد يتم قطع التعاون الدولي بسبب الغضب على القيود المشددة التي تمارسها الدولة على حرية التفكير والتعبير، التي لا تزال مفروضة على المجتمع السعودي".
وأضافت الرسالة أنه "ليس لدينا شك في أن أعضاء الهيئة التعليمية في جامعة الملك عبدالله يشاركوننا القلق، ويعرفون بالحكم المشدد الذي صدر ضد رائف بدوي، الذي أنشأ منبرا مفتوحا للنقاش، وقد أحدث الحكم صدمة في أنحاء العالم كله".
وتذكر الصحيفة أن محكمة سعودية قد حكمت في أيار/ مايو الماضي حكما بالسجن على بدوي لمدة عشرة أعوام وألف جلدة، تقسم على خمسين جلدة في الأسبوع، لأنه استخدم موقع "الليبراليون السعوديون" لانتقاد المؤسسة الدينية السعودية. وأحيلت قضيته بعد التضامن الدولي معه إلى المحكمة العليا للنظر فيها بعد تعليق جلده، الذي أجل لأن الأطباء نصحوا بأن حالة بدوي الصحية تمنع من تطبيق الدفعة الثانية من الجلدات.
وأضافت الرسالة: "نحن واثقون من أن الأصوات المؤثرة في جامعة الملك عبدالله ستسمع وهي تطالب بحرية المعارضة، فدونها لن تعيش المجتمعات الأكاديمية".
وتؤكد الرسالة أنه "حان الوقت لتفكير جديد، خاصة بعد خروج الملايين إلى شوارع باريس، وتلك المسيرة التي لقيت دعما من الحكومة السعودية"، بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أنه تم اختيار جامعة الملك عبدالله؛ لأنها الذراع الرئيس الذي يسمح للسعودية بالتنافس دوليا في مجال البحث العلمي والتكنولوجي.
وتفهم "إندبندنت" أن هناك حالة من عدم الارتياح بين طاقم الجامعة الأجانب؛ نظرا لسجل البلد الكارثي في مجال حقوق الإنسان، وقد يرفض البعض التعاون إن تم تجاهل الرسالة.
وتلفت الافتتاحية إلى أن الجامعة، التي سميت على اسم العاهل السعودي، حيث عبر عن أمله في حفل الافتتاح أن تكون الجامعة "منارة للسلام والأمل والتصالح"، هي جامعة معروفة ومحترمة دوليا، وأول جامعة يدرس فيها الطلاب والطالبات معا، ويسمح للطالبات بقيادة السيارة داخل حرمها، ونزع النقاب أثناء المحاضرات.
وتفيد الصحيفة بأن من بين الموقعين على الرسالة العالم البيولوجي البريطاني سير جون سالستون، الذي حصل على الجائزة مناصفة في علم الفيزيولوجيا والدواء عام 2002.
ونقلت عنه الصحيفة قوله إن قضية بدوي مهمة؛ لأنها "مؤثرة على حرية التغبير والحرية الأكاديمية بشكل خاص"، ليس في السعودية فقط، ولكن في أنحاء العالم كله.
ويضيف سالستون: "نعتقد بأنه من المناسب الإشارة إلى أن المناخ لجامعة جيدة يجب أن يكون قائما على الانفتاح وحرية الخطاب. ورائف بدوي، كما نفهم، كان رجلا مدونا مسالما يعارض أمورا تقف على التضاد مع الممارسات السعودية الحالية، ورغم ذلك فهي متناغمة مع الحرية الأكاديمية، ونعتقد أنه من الصواب دعمه بهذه الطريقة"، بحسب الصحيفة.
وقال إن الحكومات الغربية قد تشجب العقوبة التي تمارسها السعودية على بدوي في الساحات العامة، ولكن أي فعل تقوم به هذه الحكومات مقيد بالمصالح التجارية، وهو ما يدفع بالضرورة الأكاديميين للتعبير عن مواقفهم والقيام بأفعال. وقال: "علينا أن نعمل في الوقت كله من أجل حرية التعبير".
وتختم "إندبندنت" افتتاحيتها بالإشارة إلى ترحيب منظمة العفو الدولية/ أمنستي إنترناشونال، التي تقود حملة للإفراج عن بدوي، بالرسالة. وقالت كيت ألين، مديرة المنظمة في بريطانيا، إنه "قد طال انتظار الوقت الذي تتعرض فيه السعودية لضغوط من الأطراف كلها، كي تفتح أبوابها وتسمح للمواطنين بالتعبير عن أفكارهم بحرية ودون خوف من الاعتقال أو الجلد في الساحات العامة".
وهذه أسماء الموقعين على الرسالة:
مارتن تشالفي – نوبل للكيمياء (أمريكا)
جي أم كويتزي- نوبل للآداب (جنوب أفريقيا/ أستراليا).
كلود كوهين – تاندوجي – نوبل للفيزياء (فرنسا).
ريتشارد إرنست - نوبل للكيمياء (سويسرا).
غيرهارد إرتيل- نوبل للكيمياء (ألمانيا).
شيلدون لي غلاشو – نوبل للفيزياء (أمريكا).
دادلي هيرسباخ- نوبل للكيمياء (أمريكا).
بريان جوزيفصان – نوبل للفيزياء (بريطانيا).
مارتن كاربلاس – نوبل للكيمياء (أمريكا).
هارولد كروتو- نوبل للكيمياء (أمريكا/ بريطانيا).
يوان لي- نوبل للكيمياء (تايوان/ أمريكا).
رودلف ماركوس- نوبل للكيمياء (كندا/ أمريكا).
جون بولاني- نوبل للكيمياء (كندا).
ريتشارد روبرتس – نوبل للفيزيولوجي والأدوية (أمريكا).
جون سالسون- نوبل للفيزولوجي والأدوية (بريطانيا).
جاك شزوستاك – نوبل للأدوية (أمريكا).
إريك وايزخاوس – نوبل للفيزيولوجي (أمريكا).