تفاقمت أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز بمحافظات
مصر، وأصبح الحصول على أسطوانة أو أكثر مصدرا للفرحة "المميتة" أحيانا. فقد توفي مصري فرحا بحصوله على ثلاث أسطوانات دفعة واحدة، له ولأسرته الكبيرة، الاثنين.
وأطلقت صحف مصرية على المواطن المتوفى لقب "
شهيد البوتاجاز"، لينضم بهذه التسمية المجازية إلى قائمة طويلة من ضحايا أزمات "الخبز" و"الوقود" و"الكهرباء" و"الطرق"، الذين تطلق عليهم الصحف المحلية -أملا في رحمة الله- وصف "الشهداء".
فقد توفي ياسر متولي (41 سنة) الثلاثاء، عقب نجاحه في انتزاع ثلاث أسطوانات، بعد ساعات من الانتظار أمام مستودع بمنطقة عين الصيرة. وكشف التقرير الطبي المبدئي عن أن الوفاة حدثت "نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية".
وقال شهود عيان إن المتوفى وضع الأسطوانات على "تروسيكل" مملوك له، وجلس أمامها لحظات فرحا، قبل سقوطه على الأرض، وقد حاول الأهالي إسعافه، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، وتبين بعدها أن هبوطا حادا في الدورة الدموية قد تسبب في وفاته.
وقال رجال المباحث العامة إن الشاب توجه إلى المستودع للحصول على أسطوانات
الغاز بالثمن الأصلي بعد قيام التجار برفع سعر الأسطوانة الواحدة إلى 50 جنيها، ونجح في ذلك. وتحرر المحضر رقم 208 إداري مصر القديمة وباشرت النيابة التحقيق.
وتعاني مصر أزمة طاحنة في أسطوانات الغاز، وشهدت مشاجرات بين الأهالي في بعض المستودعات، فيما وصل سعر الأسطوانة بالسوق السوداء إلى نحو مائة جنيه، نتيجة زيادة الاستهلاك، بسبب البرد والشتاء، فضلا عن عدم عمل المصانع بكامل كفاءتها، بما يتناسب مع ارتفاع استهلاك المواطنين، ما أدى إلى تفاقم الأزمة، بدءا من الأسبوع الماضي.
وعلق الرئيس عبد الفتاح السيسي على الأزمة بالقول، إن الظروف الجوية الأخيرة عطلت السفن المحملة بالغاز ما أدى إليها، وفق وصفه، لكنّ تحسن الأحوال الجوية لم يمنع من استمرارها.