أكد المختص والمتابع للشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة أن مشاركة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين
نتنياهو برفقة أفيغدور ليبرمان، ونفتالي بينيت، وايلي شاي، رغم نصح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لهم بعدم الذهاب، في مسيرة "الجمهورية" بباريس عقب الاعتداءات الأخيرة التي أدت لمقتل 17 فرنسيا، تعني أنه "حدد معالم الحكومة الإسرائيلية القادمة"، متوقعا أن من سبق ذكرهم "سيكونون من أعمدة الحكومة الإسرائيلية القادمة".
دفن الفرنسيين اليهود الأربعة
وكشف جعارة في حديثه لـ"عربي21"، أن طلب نتنياهو بأن يدفن الفرنسيون اليهود الأربعة الذين قتلوا في اعتداءات فرنسا في
فلسطين المحتلة، وموافقة باريس على ذلك يعني أنهم "إسرائيليون وليسوا فرنسيين"، مفسرا بذلك إصرار حكومة "إسرائيل" على دفنهم في فلسطين المحتلة، وكان نتنياهو خاطب اليهود الفرنسيين ويهود أوروبا بقوله: "إسرائيل ليست فقط المكان الذي تتوجهون إليها للصلاة، بل دولة إسرائيل هي وطنكم"، في إشارة منه إلى دفعهم للهجرة نحوها، ما دفع رئيس وزراء فرنسا للرد بقوله: "فرنسا بدون يهود فرنسا لا تكون فرنسا"، وبيّن المتابع للشأن الإسرائيلي أن الأداة الإعلامية الإسرائيلية تقول بالحرف الواحد: "نحن نستقبل الفرنسيين اليهود بأذرع مفتوحة"، موضحا أن هناك فقط "7000 فرنسي قدموا لإسرائيل خلال عام 2014، من أصل 100 ألف مهاجر فرنسي ذهب معظمهم إلى كندا وأمريكا".
البرامج الإسرائيلية الاستيطانية
وشدد جعارة على خطورة ما يدور في فرنسا حاليا، وهو أن يتم "تهجير اليهود الفرنسيين وليس هجرتهم باتفاق بين الحكومتين الفرنسية وإلاسرائيلية، ولكن من خلال ضغوطات هنا وهناك لترحيلهم إلى فلسطين المحتلة"، موضحا أن "البرامج الإسرائيلية الاستيطانية ما زالت قائمة"، وكان نائب رئيس الكنيست المتطرف موشي فيجلين قد دعا إلى العمل على قدوم مليون أو نصف مليون يهودي من العالم، حسب جعارة الذي أكد أن حكومة نتنياهو اعتبرت أن قدوم "شحنة من الهنود اليهود لإسرائيل هي احد إنجازات الحكومة.
ويرى المختص أن نتنياهو سينجح في استغلال حادثة فرنسا، حيث دعا لاستيعاب "القادمين الجدد من اليهود الفرنسيين"، مطالبا بإغلاق الباب أمام "السياسة الصهيونية التي تريد تحويل يهود العالم الى إسرائيليين"، وحذر جعارة من ذلك بقوله "إن تحويل يهود العالم من يهودي إلى إسرائيلي، أي مقيم على أرض فلسطين المحتلة هي مشكلة المشاكل، وخطر كبير على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية".
ضرب الحركات الإسلامية
ومن جانبه اتهم الباحث في مركز الدراسات المعاصرة الدكتور إبراهيم أبو جابر في أم الفحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بتحريض الدول الغربية على المساعدة بضرب بعض الحركات الإسلامية الموجودة في المنطقة، مدعيا نتنياهو أن هناك ارتفاعا في وتيرة ما أسماه بالإسلام المتطرف"، ولم يستبعد الباحث في حديثه لـ"عربي21"، أن تكون "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 هي أحد هذه الأهداف، إضافة الى الحركات الإسلامية الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، وهذا همه، وحزب الله في جنوب لبنان.
الدولة اليهودية هي الهجرة القادمة
وأوضح أن أحد أهداف نتنياهو هو "زيادة الضغط على الحركات الإسلامية الموجودة في سوريا والعراق، سواء كانت متطرفة أو غير متطرفة"، مشددا على أنهم استغلوا ما حصل بفرنسا "للتحريض على الإسلام؛ فالحرب على الإسلام واحدة"، وقال "هم يحاولون دوما أن يظهروا اليهود أنهم الضحية والحلقة الأضعف في المعادلة، وبالتالي يجب الدفاع عنهم ومساعدتهم"، وأكد أبو جابر أنه من الواضح أن نتنياهو "سيركب الموجة"، لأنه يريد استغلال حادثة فرنسا من أجل "دفع اليهود الفرنسيين للهجرة إلى فلسطين"، مؤكدا أن رأس مال "الدولة اليهودية هي الهجرة القادمة من الخارج إلى الداخل من أجل زيادة عدد السكان اليهود".
وبلغ عدد الزعماء الذين شاركوا في مسيرة "الجمهورية" المناهضة للإرهاب في باريس نحو 50، من ضمنهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأعرب الزعماء عن تضامنهم مع الشعب الفرنسي، على خلفية الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها باريس.