وضعت مؤسسات الدولة
المصرية الدينية، خططا عاجلة، لتنفيذ ما طلبه الرئيس عبد الفتاح
السيسي بإحداث "
ثورة دينية، تصحح المفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، وأصبح الخروج عنها صعبا للغاية".
وبحسب ما نشرته جريدة الأهرام (المملوكة للدولة)، فمن المقرر أن يبدأ شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب الأحد، عقد جلسات عمل متواصلة لاستكمال عناصر "ثورة التصحيح" التي دعا إليها السيسي.
وقال عباس شومان وكيل الأزهر، إن "الطيب وجه بتنفيذ ما جاء في الخطاب، بإصلاح مناهج التعليم، والخطاب الدعوي"، مشيرا إلى أن "هذه الخطوة بدأت منذ عام، وقاربت على الانتهاء فيما يتعلق بجميع المقررات الشرعية والعربية، التي تضمنت معالجات للقضايا المعاصرة كالإرهاب والإلحاد".
شومان قال أيضا، إنه "تم تشكيل لجان برئاسته لاستكمال عناصر تصحيح الخطاب الديني، بما يقوي روح الانتماء للوطن، ويعكس صورة مشرقة لدى الدول التي شوهت صورة الإسلام في أذهان مواطنيها".
وأضاف: "سيتم أيضا تشكيل لجان مع الوزارات المختصة، كالشباب والتربية والتعليم والثقافة، ومختصين في مجال الإعلام، تبدأ عملها على الفور لتنسيق الجهود في المجالات التي تتولاها كل وزارة، ليكون العمل متناغما بين كل الوزارات والمؤسسات بما يحقق المقصود من الثورة الدينية التي دعا إليها السيسي".
وأوضح أن "المحاور الرئيسة لخطة الأزهر ترتكز حول تفعيل التعاون القائم بين الأزهر الشريف ووزارة الخارجية، سواء على مستوى إيفاد الدعاة والأئمة للخارج أم من خلال استقدام الطلاب للدراسة في الأزهر، لتصحيح مفاهيم الدين، ونشر قيم الإسلام المعتدل في العالم".
أما دار الإفتاء، فأعلنت تبنيها لدعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني، حيث قال شوقي علام، مفتي مصر، إن الدار أقرت خطة مكثفة لنشر الثقافة الإفتائية الصحيحة، والتوسع في أعمال مرصد "فتاوى التكفير" ومقولاته، ومواجهة الأفكار المتطرفة، والرد عليها بمنهجية علمية رصينة ومنضبطة، والتوسع في استخدام الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، والاستفادة من التقنيات الحديثة في إطلاق أول قناة على موقع "يوتيوب".
وفي تصريحات صحفية، أعلن علام تبني دار الإفتاء "مشروعا قوميا يهدف إلى تصحيح صورة الإسلام بالخارج، ووضع آليات فَعالة وضوابط علميّة لـمواجهة من يتصدرون للفتوى من غير الـمتخصصين، بالإضافة إلى إعداد الدورات التدريبية للمبعوثين لتدريبهم على مهارات الإفتاء والعلوم الإفتائية، وإعداد برامج تأهيلية لمواجهة التطرف والأفكار المتشددة".
وقال علام إن دار الإفتاء ستبدأ خدمة جديدة بتدشين "دار الإفتاء المتنقلة" التي ستجوب محافظات مصر (27 محافظة) ومراكزها وقراها، لتلقي استفتاءات الناس والرد على تساؤلاتهم.
في الوقت ذاته، عقد مختار جمعة وزير الأوقاف، بحسب ما ذكره في تصريحات صحفية، اجتماعا مطولا مع وكلاء الوزارة وقيادات القطاع الديني، لدراسة توجيهات السيسي، وأقروا خطة دعوية جديدة تتمثل في تفعيل الصالون الثقافي الأسبوعي للوزارة، وتفعيل لجنة القضايا المعاصرة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لتقوم بدورها في دراسة القضايا المستجدة بما يناسب الواقع والعصر مع الحفاظ على الثوابت.
وتشمل خطة الوزارة تفعيل مركز السماحة والوسطية، وتناول القضايا التي توضح عظمة الإسلام من خلال رسالة الأوقاف الأسبوعية، التي تترجم لتسع لغات أجنبية.
وحددت الوزارة 28 شباط/ فبراير المقبل موعدا لعقد مؤتمر دولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تحت عنوان "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه"، وتكوين جبهة عربية قوية لمواجهة الإرهاب.
وكان السيسي، دعا الخميس الماضي، خلال كلمة له في احتفال المولد النبوي الشريف، رجال الدين إلى تصحيح "المفاهيم الخطأ" التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، موضحا أن هناك بعض الأفكار قد تم تقديسها لمئات السنين وأصبح الخروج عليها صعبا للغاية.
وأشار خلال كلمته إلى أن تلك الأفكار تتسبب في معاداة العالم بأسره، قائلاً: "يعني 1.5 مليار مسلم هيقتل الـ7 مليار، علشان يعيشوا، مش ممكن، احنا في حاجة إلى ثورة دينية".