قال المرشّح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية الباجي قايد
السبسي، إنّه لا يملك عصا سحرية لإنقاذ
تونس من الوضع الصعب الذي تعيشه اليوم، في حال فوزه في السباق الرئاسي الذي يجري يوم 21 كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري.
وأضاف السبسي في حوار على الفضائية الوطنية الأولى مساء الخميس، إن "الناس يجب ألا يفهموا أننّي سأخلّص تونس خلال السنة الأولى من الحكم، من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لأنّ هناك تراجعاً في كل المجالات"، بحسب تعبيره.
تحسين العلاقة مع دول الخليج
وربط السبسي بين تحسّن الوضع الاقتصادي التونسي و"بين تحسين العلاقة مع دول الخليج وبعض الدول الكبرى، وهذا لن يكون في عام ولكن خلال 5 سنوات"، معتبراً أن "تشكيل حكومة وطنية لها مصداقية هو الخطوة الأولى نحو خارطة طريق من أجل تطوير تونس وتحقيق الاستقرار وتعزيز الاستثمار".
وردّ السبسي على اتهامات منافسه محمد منصف
المرزوقي له، بأنّه من رموز النظام السابق وليس ديمقراطياً، وأنّه يهدّد الحياة السياسية بالتغوّل بعد تصدّر حزبه لنتائج الانتخابات البرلمانية، ردّ بأنّ هذا الكلام غير صحيح وأنّه يقول له ولحملته "الله يهديكم"، مستشهداً بقوله تعالى: "من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً".
واستنكر تصريحات المرزوقي بأنّ فوزه سيكون بالتزوير، معتبراً هذا الملف من مشمولات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وحدها.
لا أحد في مأمن من الإرهاب
وفيما يتعلّق ببرنامجه للقضاء على الإرهاب قال السبسي، إنه لن يطرح مسألة محاسبة من تسبّب في ذلك "لأنّنا سنسقط في محاسبة بعضنا في الماضي والحاضر مع أنها ظاهرة ترتبط بالملفات الاجتماعية والاقتصادية والأوضاع الإقليمية، ولا أحد في مأمن منها وخاصة الدول الغربية"، بحسب تعبيره.
وتابع قوله، إن تونس وحدها غير قادرة على التغلّب على هذه الظاهرة "وهذا يفرض علينا العمل مع شركاء، وخاصة دول الجوار والدول الكبرى والتوافق معهم على المستوى الاستراتيجي للقضاء على هذه الآفة".
الأجر الأدنى المضمون
ووعد السبسي برفع الأجر الأدنى المضمون ليبلغ 500 دينار تونسي (270 دولاراً) مع نهاية الفترة الرئاسية، مؤكّداً أنّ ميزانية الدولة تسمح بذلك وهو ليس ضدّ رفع الأجور منذ السنة الأولى من الحكم، "لكن لا بُدّ أن يكون الرفع ضمن حوار مع الأطراف الاجتماعية"، بحسب تعبيره.
واعتبر السبسي أنّ المكسب الوحيد الذي تحقّق من الثورة هو حرية التعبير والتظاهر والأحزاب والمنظمات، متعهّداً بحماية حرّية التظاهر والصحافة وحقوق المرأة، والعمل وفق قانون الأحوال الشخصية وتحقيق المساواة الكاملة بينها وبين الرجل.
التقشّف على حساب الثقافة
ولفت إلى أنّ من سوء الحظ أن يكون التقشّف في ميزانية الدولة دائماً على حساب الثقافة، وألا تمنح ما تستحقّه رغم دورها الرئيسي في تنمية المجتمع وتطوّره، واعداً بإعطائها الأهمية التي تستحقّها.
وحول سؤال يتعلّق بسبب ترشّحه لرئاسة تونس، قال السبسي إنّه تعلّم ألا يبقى على الربوة يتفرّج، مؤكّداً أنّ الوضع الذي عاشته تونس خلال الثلاث سنوات الأخيرة دفعه للترشح.
ويتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية كل من المنصف المرزوقي، الرئيس المنتهية ولايته، والمرشّح المستقل والمدعوم من أحزاب ثورية، والباجي قايد السبسي، مرشّح حزب نداء تونس الذي يعتبره الكثيرون امتداداً لحزب التجمّع المنحل، الذي كان يرأسه الرئيس السابق بن علي.
وللإشارة، فإنّ الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري وضعت جملة من الضوابط المعتمدة في المناظرات التلفزيونية المتعارف عليها بين مرشّحي الأدوار الثانية من الرئاسة، التي على ضوئها تمّت محاورة كلا المرشّحين محمد منصف المرزوقي والباجي قايد السبسي بعد إجراء قرعة الأولوية.