قال الكاتب الإسرائيلي زلمان شوفال إن الحادث الذي مات في إطاره الوزير الفلسطيني زياد
أبو عين، وقع على إسرائيل في توقيت صعب جدا.
وأضاف شوفال في مقالته لـ "إسرائيل اليوم"، الإثنين، إن الظروف والتوقيت الحالي اللذين يحملان في طياتهما مشاكل وتعقيدات سياسية، ويخدمان بشكل مباشر الاستراتيجية الفلسطينية. هذه استراتيجية تعمل على نقل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من إطار المفاوضات المباشرة إلى الساحة الدولية.
ونوه إلى أن "التهديد أو نصف التهديد، لرئيس
السلطة الفلسطينية أبو مازن، بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد الحادثة التي مات فيها الوزير الفلسطيني نتيجة نوبة قلبية، لا ينبع من رغبة حقيقية في العودة إلى ما قبل هذا الاتفاق، (الاتفاق الذي يخدم المصلحة الفلسطينية بشكل لا يقل بل من الممكن أكثر مما يخدم مصلحة إسرائيل).
وأشار إلى أنّ الرئيس أبو مازن يعرف جيدا أن ازدياد شعبية حماس وزيادة نشاطها في مناطق السلطة، تهدد أمنه ووجوده على كرسي الرئاسة اذا ما توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
وأكد شوفال أن هدف أبو مازن كان وما زال دفع خطوته السياسية في الأمم المتحدة، وفي أوساط دولية أخرى مثل المحكمة في لاهاي والساحة الدولية والبرلمانات، بالذات في أوروبا، التي تميل أصلا بشكل أوتوماتيكي تقريبا إلى الموقف الفلسطيني وتقبل بدون أي تحفظ كل ادعاء ضد إسرائيل.
من هذه الناحية فإن النتائج القاتلة للحادثة تلعب دورا في صالح أبو مازن. ويبني الفلسطينيون على أن الحرب ضد داعش وسعي الولايات المتحدة للحصول على تأييد واسع من العالم العربي سيجعل الولايات المتحدة مهتمة بحالة الانفعال، الحقيقية أو الوهمية، التي تحدث في أوساط الجمهور العربي في أعقاب موت أبو عين.
لقاء كيري
ونوه شوفال إلى أنّ اللقاء الذي دعا إليه وزير الخارجية الأمريكي كيري مع رئيس الحكومة نتنياهو في روما اليوم، سيناقش أيضا التأثيرات السياسية للحادثة. أي سيحاول التوصل مع نتنياهو إلى صيغة تمنع إمكانية انضمام الأوروبيين للعرب في الاقتراح الذي سيقدم لمجلس الأمن ويعلن عن إقامة دولة فلسطينية بعد عامين أو بصيغة مخففة حول إنهاء الاحتلال في نفس الموعد.
واستدرك بالقول "صحيح أن واشنطن تعارض هذه المبادرات وقد أعلنت عن ذلك أمام الفلسطينيين والأوروبيين، لكنها لا تخفي أنها غير مرتاحة من التواجد في حالة تسلل والاضطرار إلى استخدام حق الفيتو ضد الاقتراح الفلسطيني بالذات كونه سيقدم من قبل الأردن، الحليفة المهمة لأمريكا في الحرب ضد داعش.
وقال إن المهمة الدبلوماسية هي إيجاد صيغة ملائمة في هذا اللقاء السريع في روما، وهذا ليس بالأمر السهل؛ فالقالب صُب وهو يخدم أهداف أعدائنا ومنتقدينا. مضيفا "صحيح أن أبو مازن غير معني لأسبابه بانهيار الأمن في الضفة الغربية، لكنه معني بازدياد التوتر. ومن هذه الناحية فإن موت أبو عين مثل الأحداث في الحرم، يجيب على حاجة وهدف أبو مازن للحصول على إجماع دولي واسع للخطوة وللتاريخ الذي حدده".
واستدرك بالقول "ولكن، مجرد التهديد الفلسطيني بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل يطرح السؤال الذي يلامس أساس كل اتفاق سياسي ممكن مستقبلا: اذا كان الطرف الفلسطيني قادر على إلغاء الترتيبات الأمنية بهذه السهولة وبشكل أحادي الجانب؛ كيف تستطيع إسرائيل الاعتماد على أي شرط أمني بما في ذلك إفراغ المناطق الفلسطينية من السلاح، ومنع الاتصالات العسكرية مع عناصر خارجية، كيف تضمن أن يكون هذا فاعلا ويتم تطبيقه بدون استمرار تواجد الأذرع الأمنية الإسرائيلية في كافة المناطق الفلسطينية؟".