ذكر ناشطون في
حمص أن الأمم المتحدة تسعى لوقف لإطلاق النار في حي
الوعر المحاصر في حمص، في حين تعرض الحي لقصف من جانب قوات النظام السوري، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وهو ما اعتبره الناشطون فشلا لوقف إطلاق النار.
وقال الناشط الإعلامي مهند الخالدية إن "الأمم المتحدة تحاول فرض اتفاق في حي الوعر بحمص لوقف إطلاق النار بين طرفي النزاع، بهدف إدخال 12 ألف حصة غذائية للمحاصرين هناك".
وبيّن مهند في حديث خاص لـ"عربي 21" أن الاتفاق الذي تم تحت إشراف الأمم المتحدة كان الغرض الأساسي منه إدخال المساعدات الغذائية للمحاصرين، مؤكداً أن ذاك الاتفاق لا يتضمن إخراج المدنيين، وإنما فقط تأمين المساعدات الغذائية الأساسية لهم، ليتبع ذلك عملية تهدئة بين الطرفين بغرض الحفاظ على حياة المدنيين هناك.
وأضاف أنه كان من المفترض أن يأتي المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا ليراقب سير
وقف إطلاق النار، إلا أن النظام خرق الاتفاق، إثر استهدافه الحي بقذائف الهاون ومدفعيات الدبابات ما أدى إلى مقتل شخصين، كما نشر قناصيه على أسطح المباني العالية ما أوقع ضحية ثالثة بنيران القناصة.
وتابع مهند أن هذا الأمر دعا لجنتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر اللتين دخلتا تحت إشرف الأمم المتحدة إلى التراجع بذريعة عدم توفر حماية، ولم يتم إدخال أي حصة غذائية إلى المحاصرين الذين أتموا أربعين يوماً من
الحصار الكامل، حيث لم يتم إدخال أي شيء من أساسيات الحياة، بعد سنة كاملة من الحصار الجزئي.
ونشرت مواقع مؤيدة للنظام منشورات تسخر فيها من إدخال الحصص الغذائية للمحاصرين هناك، وتتهم الأمم المتحدة بدس "بسكويت" عالي الطاقة يمنح المحاصرين هناك القدرة على الصمود، ودعت في الوقت نفسه من أسمتهم بـ"نسور الوطن"، أي قوات النظام السوري، إلى الاحتفال سوية ليشربوا نخب خرق وقف إطلاق النار.
كما دعت صفحات ومواقع أخرى موالية للنظام إلى أخذ قرار الحسم العسكري الذي أعلنه النظام منذ شهر بجدية كاملة، وعدم السماح لتلك المساعدات الغذائية بالدخول إلى الوعر، لأنها قد تساعد الناس على الصمود نتيجة تناولهم "البسكويت عالي الطاقة".
من جهة أخرى، أكد مهند الخالدية أننا قد نكون أمام سيناريو شبيه بسيناريو مخيم اليرموك في دمشق، نتيجة وجود عدد ضخم من السكان هناك تركوا ليلاقوا مصيرهم المجهول عن طريق سياسة التجويع التي يمارسها النظام، إذ منعت المواد الغذائية عن 150 ألف إنسان. وبين الفينة والأخرى قد تدخل بعض الخضار إلى الحي لكن بكميات قليلة جداً، بينما يمنع دخول أي شيء قابل للتخزين حتى لو كان ملحاً أو سكراً، بينما يؤمّن الناس باقي احتياجاتهم عن طريق الزراعة وما تبقى من المعلبات، أي أنهم باتوا يعيشون على التخزين الذي كاد ينفد.
وأشار الناشط الإعلامي إلى أن هذا يزيد الوضع سوءاً، خاصة أن الشتاء القادم على سوريا قد ينذر بكارثة إنسانية تطال هذه الأحياء المحاصرة، إذ إن الكهرباء تقطع عن الحي لفترات طويلة جداً قد تمتد لأيام، وعندما يتم وصل الكهرباء يتم تغذية محطة الوصل الهاتفي الواقعة في الحي، ولولا المحطة لحُرِم الحي من الكهرباء بشكل كامل، حاله كحال باقي المناطق السورية المحاصرة، بينما يعتبر الوقود كالغاز والمازوت والبنزين من رفاهيات الحياة، إذ يبلغ سعر أسطوانة الغاز 20 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 100 دولار، حتى أن أكثر من نصف العائلات لا تستطيع الطبخ نتيجة انعدام الوقود، ناهيك عن التدفئة.
وأضاف مهند أنه في الشتاء الماضي قضى أكثر الأهالي فصل الشتاء بالتدفئة بأحطاب الأشجار، إلا أن هذه الأشجار باتت مورد قوت لهم لا يستطيعون قطعها.
وباتت كل البيوت بلا نوافذ ولا أبواب، بينما تبرعت منظمة اليونيسف بشوادر للبيوت تقي الناس الأمطار والثلوج، إلا أنها لا تقي من البرد الذي يتعرض له الناس هناك، ليترك آلاف الناس هناك هذه الأيام رهينة قرار النظام بوقف إطلاق النار للحفاظ على ما تبقى من المدنيين هناك.
يشار إلى أن حي الوعر شمال غرب مدينة حمص يعاني من وطأة الحصار من قبل قوات النظام، ويضم ما يقارب 15 ألف عائلة و150 ألف شخص من النازحين إليه ومن سكانه الأصليين.