حولت قوات الاحتلال
الإسرائيلي مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، ودفعت نحو 3500 شرطيا إلى شوارعها تحسبا لمواجهات مع
الفلسطينيين فيها.
ومنعت إسرائيل الرجال ممن تقل أعمارهم عن 35 عاما من أداء الصلاة في
المسجد الأقصى، ونصبت المتاريس والحواجز العسكرية للتدقيق ببطاقات المصلين.
وتشهد مدينة القدس أوضاعا متوترة منذ دأبت إسرائيل على حماية اقتحامات للمستوطنين اليهود للمسجد الأقصى في الأسابيع الماضية، ويقول الفلسطينيون إن الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد تهدف لتقسيمه بين المسلمين واليهود.
وفي موجة بدت ردا على الإجراءات الإسرائيلية نفذ شبان عرب عدة عمليات "دهس" بالسيارات استهدفت مستوطنين وجنودا إسرائيليين كان آخرها في القدس عملية نفذها الشهيد إبراهيم العكاري التي خلفت ثلاثة قتلى وأصابت عددا آخر يجروح.
هبة شعبية وعربية
وفي الوقت الذي تحولت فيها ساحات
القدس المحتلة، إلى مواجهات وكر وفر بين الشباب المقدسي وقوات الاحتلال، جابت عدة مسيرات شعبية مناطق الضفة الغربية المحتلة.
حيث أصيب العشرات، إثر اشتباكات بالحجارة مع الجيش الإسرائيلي عند حاجز قلنديا قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.
كما تعرض عدد من المواطنين في منطقة بيت لحم، إلى الاختناق بالغاز المسيل للدموع للدموع بمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية حوسان.
وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، دعا العالم الإسلامي إلى إنقاذ المسجد الأقصى.
وقال القرضاوي في بيان إن "مايحدث للأقصى في هذا الوقت كارثة كبرى، لا يجوز لأمة العرب وأمة الإسلام أن تسكت عليها".
ليبرمان ينتقد المقتحمين
وفي تصريح لافت حمل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان نوابا من اليمين في الكنيست مسؤولية انفجار الأوضاع في القدس.
ووصف ليبرمان في حديث للإذاعة الإسرائيلية، الخميس، اقتحام النواب اليمينيين للأقصى بـ"الممارسات الحمقى"، مشيرا إلى أنهم يسعون لتصدر "عناوين الأخبار الرخيصة".
ويعرف ليبرمان الذي يتزعم حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف بمواقفه العدوانية الرافضة لعملية السلام، والمحرضة على العرب عموما.
فيما كان رد نائب وزير المواصلات الإسرائيلية تسيبي خوتوبيلي المعروفة بميولها لليمين المتطرف، إن ليبرمان لا يستوعب أن الفلسطينيين هم الذين يحاولون تغيير الوضع القائم في الحرم من خلال منع اليهود من دخول أقدس مكان لديهم حسب قولها.
وكان نائب رئيس الكنيست، الليكودي موشيه فيغلين، اقتحم ساحات المسجد الأقصى، الأحد الماضي، ومن ثم النائب عن حزب "البيت اليهودي" شولي معلم، الإثنين، تلتهما النائب، تسيبي خوتوبيلي، الثلاثاء.
الحرب على السيادة
وأبدت صحف إسرائيلية قلقها من تطورات الأوضاع في القدس، وقالت الصحافية الإسرائيلية سيما كيدمون، في مقال نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم إنه "بمجرد ذكر المسجد الأقصى يثور العرب، فعلى الرغم من أن الوضع الراهن هو على وشك الانفجار، إلا أن أعضاء استفزازيين من الكنيست يصرّون، كل صباح، على زعزعة وضع الحرم القدسي، عبر خرق الهدوء، ويقومون بكل ما من شأنه منع التهدئة".
وتؤكد الصحفية الإسرائيلية، سيما كدمون أن "ما يبدو مثل الانتفاضة ويتحرّك مثل الانتفاضة ويصدر أصواتاً مثل أصوات الانتفاضة، فهو من دون شك انتفاضة. مع ذلك هناك من يرى هذه المشاهد ويسمع هذه الأصوات، لكنه يصرّ على عدم استخدام كلمة انتفاضة".
ووصفت كيدمون الأحداث بالقدس مثل "انهيار جبل ثلجي"، محذرة من "محاولات تقزيم حجم الأحداث في القدس ووصفها بأنها انتفاضة هادئة".
من جهته اعترف المحلل العسكري لـ"يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان أن "ما يحدث في القدس، في واقع الحال هو حرب على السيادة، أيّاً كان الاسم الذي يمكن إطلاقه على أحداث القدس: انتفاضة، مقاومة شعبية أو اضطرابات خطيرة".