يتعرض الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ الاجتماع
المصري الشهير ورئيس مركز "
ابن خلدون للدراسات الإنمائية"، لحملة تحريض واسعة في الصحف المصرية وصلت إلى فرض حصار عليه، بعد أن قررت صحيفة "الوطن" وقف نشر مذكراته، وأرجعت ذلك الى قيامه بسب
السيسي، فيما تلقى النائب العام بلاغين ضد إبراهيم، وهاجمه صحفيون أمنيون بضراوة، وطالبوه بتقديم اعتذار فوري.
وفي إجراء، فسره مراقبون، على أنه يكشف غضب الرئيس عبد الفتاح السيسي على عالم الاجتماع المعروف، قال بيان صادر من جريدة الوطن: "أن تحصل على أخطر الحلقات المفقودة في مذكرات الدكتور سعد الدين إبراهيم، فهذا انفراد صحفي شديد الأهمية لأسباب عدة، وبرغم ذلك، ومع أهمية الانفراد، قررت "الوطن" وقف نشر المذكرات بعد "السب والقذف" العلني من جانب الدكتور سعد الدين إبراهيم في حق الرئيس عبدالفتاح السيسى على فضائية الفتنة الجزيرة (تقصد قناة: الجزيرة مباشر مصر)".
وأضافت "الوطن": "قرار وقف النشر ليس دفاعا عن شخص الرئيس فحسب، وإنما أيضاً عن كرامة وطن يبحث عن شاطئ أمان وسط أمواج الإرهاب العاتية"، على حد تعبيرها.
وأضاف البيان: "نحن مع حق القارئ فى المعرفة، ولكن احترامنا لحق الوطن فى الحياة أكبر. وإلى الدكتور سعد نقول: ربما جرجرك مذيع الفتنة إلى منطقة البذاءة؛ حيث يتمكن من توجيه لدغة سامة -كالعادة- إلى الدولة فى شخص رئيسها.. لكننا نربأ بك أن تكون السم في أنياب الأفعى، ونربأ بـالوطن أن تنشر سموما على صفحاتها".
وكان سعد الدين ابراهيم احتد على مذيع قناة "الجزيرة مباشر مصر" أحمد طه في برنامج "حوار خاص"، عن طريق "الفيديو كونفرانس"، عندما سأله طه: هل تجاوز السيسي الخطوط الحمراء فيما يتعلق بحقوق الإنسان؟، فرد إبراهيم: "لم يتجاوزها".
فوجه له طه سؤله: "متى -من وجهة نظرك- يكون السيسي قد تجاوز الخطوط الحمراء، ويجب الوقوف أمامه من قبل مركز ابن خلدون"، فأجاب إبراهيم منفعلا: "يا أستاذ حرام عليك، إنت عاوزني أشتم لك السيسي"، وهو ما نفاه طه، لكن إبراهيم فاجأ الجميع بالقول: "طيب يلعن أبوه.. إبن كلب".
هجوم صحفي
والأمر هكذا، هاجم الكاتب الصحفي حمدي رزق (المعروف بصلاته بأجهزة الأمن وجهاز المخابرات العامة) سعد الدين إبراهيم في مقاله بجريدة "المصري اليوم" الإثنين بعنوان: "خطيئة الدكتور سعد الدين إبراهيم"، وقال فيه: "صُعقت والدكتور الكبير يسب الرئيس المؤدب عبدالفتاح السيسى على "الجزيرة مباشر" بملء فيه.. ماذا جرى لك يا دكتور حتى تفقد أعصابك وتسب الرئيس؟.
وأضاف رزق: "ليس لك عذر يا دكتور أو لغيرك فى شتم الرئيس بأبيه.. قطع لسان من يشتم الرئيس، وغير مقبول منك الصمت (حتى ساعته) على زلة لسانك.. لنعتبرها منك زلة لسان فضائية إلى أن يثبت العكس، وتعتذر علانية للرئيس، عيب أن تشتم الرئيس، وعيب ألا تعتذر، ألا تشعر بقسوة الإهانة التى وجهتها للسيد الرئيس؟
وتابع رزق: "أخطأت يا دكتور سعد، خطأ كبيرا لا يقع فيه كبير، وخطأ الكبير كبير، وخطأ الكبير يستتبعه اعتذار كبير، يمسح الإهانة، ويكف عنك سباب الغاضبين، ولهم حق.. لقد سببت حبيب المصريين، وهو من هو.. لم يمسسك بسوء، ولم يمسك عليه حرف إهانة للمختلفين".
بلاغان لمحاكمة جنائية
البلاغ تقدم به الدكتور سمير صبرى المحامي. وقال فيه: ظهر سعد الدين ابراهيم على قناة الجزيرة العميلة، وأثناء الحوار معه تطاول بسب رئيس الدولة المصرية، وسب والده، بأسلوب حقير، أساء فيه إساءة بالغة للدولة المصرية وهيبتها، وأهان بذلك كل أفراد الشعب المصري".
وأضاف البلاغ أن مسلك سعد الدين ابراهيم وتطاوله على رئيس الدولة المصرية يشكل إهانة بالغة لمصر وشعبها مما يتعين معة إحالته للمحاكمة الجنائية.
وقدم صبري حافظة مستندات تحتوي على أسطوانة مدمجة مؤيدة لبلاغه، والتمس تحقيق الواقعة، وإحالة سعد الدين إبراهيم للمحاكمة الجنائية.
بلاغ آخر ضد الدكتور سعد الدين إبراهيم تلقاه نائب مأمور قسم شرطة بنها، بمحافظة القليوبية، من عبد الخالق الطوخي، يتهم فيه إبراهيم بأنه قال عن السيسي: "يلعن أبوه.. ابن كلب"، في تصريحاته على فضائية "الجزيرة مباشر مصر".
وقدم عبدالخالق أسطوانة مدمجة "سي دي" يحتوي على ما تضمنته المداخلة من عبارات مسيئة للرئيس السيسي، حيث تم تحرير المحضر، تمهيدا لاستكمال الإجراءات، بحسب تقارير صحفية.
والدكتور سعد الدين إبراهيم أحد أكبر الداعمين للانقلاب العسكري في مصر، ومن أشد المناهضين للإخوان المسلمين، وكان قد طالب من قبل حكومة الببلاوي بتحويل المدارس والمساجد في مصر لمعتقلات من أجل استيعاب عناصر "الإخوان الإرهابية"، الذين يبلغ عددهم 700 ألف، للقضاء على هجماتهم الإرهابية، على حد قوله!