"دخلنا جامعاتكو علشان نربيكو" .. بهذه الجملة وصفت الصفحة الرسمية لوزارة
الداخلية المصرية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" اقتحام قوات الأمن لعدد من
الجامعات والاشتباكات القوية التي دارت رحاها بين رجال الشرطة والطلبة.
وكتب في الصفحة هذه العبارة على صورة تظهر عشرات الجنود الملثمين رافعين أسلحتهم النارية وهم يسيرون داخل جامعة المنصورة في محافظة الدقهلية بدلتا مصر، في بداية الأسبوع الثاني للعام الجامعي الجديد.
وتشتهر صفحة الداخلية المصرية بنشر صور ومنشورات تهاجم مناهضي الانقلاب العسكري وتصفهم بـ"الإرهابيين"، كما تحرض قوات الجيش والشرطة بشكل علني على التصدي لهم بكل قوة حتى لو وصل الأمر إلى قتلهم دون محاكمة.
وللأسبوع الثاني على التوالي، شهدت عدد من الجامعات المصرية فعاليات متعددة ضد الانقلاب العسكري، ومطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين.
وكان الطلاب المعارضون للانقلاب، دعوا إلى أسبوع جديد من الفعاليات الاحتجاجية تحت شعار "أسبوع كسر الحصار"، في إشارة إلى القبضة الأمنية المفروضة على الجامعات.
وأكدت صفحات طلابية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحراك الثورى بالجامعات لن يظل حبيس الحرم الجامعي، بل سيمتد إلى الشوارع والميادين، مؤكدة أن الطلاب هم من يقررون متى تبدأ اللعبة ومتى تنتهي، على حد قولهم.
الإخوان "يصرون على العنف"
وفي تعليقه على أحداث الأحد، قال مساعد وزير الداخلية للإعلام، اللواء عبد الفتاح عثمان، إن قوات الأمن ألقت القبض على 52 طالبا إخوانيا بعد إثارتهم الشغب وارتكابهم أعمال عنف داخل الجامعات المصرية.
وفي سياق ذي صلة، قال وزير التعليم العالي، الدكتور السيد عبد الخالق، إن الوزارة وضعت قبل بداية العام الدراسي الجديد خططا شاملة لمواجهة ما أسماه "عنف الطلاب"، متهما طلاب الإخوان بأنهم هم من يصرون على التصعيد، وارتكاب "أعمال الشغب" في الجامعات.
وأضاف عبد الخالق، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إم بي سي" مصر، مساء الأحد، أنه طالب رؤساء الجامعات بتوقيع عقوبات مشددة على الطلاب الذين يثبت بعد التحقيق معهم تورطهم في أعمال العنف.
وحول أحداث الأحد، أكد الوزير أن قوات الأمن نجحت في منع الطلاب "المشاغبين" من اقتحام حرم جامعة القاهرة، وأن
اشتباكات عنيفة وقعت بين مجموعة من الطلاب ورجال الشرطة بعد خروجهم من الجامعة و"قطعهم الطريق".
ساحة حرب في قصر العيني
وفي جامعة القاهرة، وخاصة في كلية الطب الواقعة في ضاحية المنيل، اشتبك الطلاب مع ثلاث جهات دفعة واحدة، ففي البداية حاول أفراد الأمن الإداري منعهم من تنظيم مسيرة داخل الكلية، تندد بحكم العسكر وتطالب بالإفراج الفوري عن الطلاب المعتقلين، وطرد الداخلية من الحرم الجامعي، ووقف سيطرة الأمن على الجامعات، لكنهم فشلوا في ذلك.
بعدها تدخل بلطجية قدموا من المنيل، واشتبكوا مع الطلاب بالحجارة وزجاجات المولوتوف، واقتحموا الكلية -التي يوجد داخل جدارنها مستشفى "قصر العيني" أحد أقدم المستشفيات في مصر- واشتبكوا مع الطلاب، ما أدى إلى عشرات الإصابات البسيطة في صفوف الطرفين.
وفي النهاية، تحول محيط كلية الطب إلى ما يشبه حالة ساحة الحرب، حيث شارك في الاشتباكات أفراد من الشرطة السرية يرتدون زيا مدنيا إلى جانب البلطجية، وقوات الشرطة التي اقتحمت الكلية بقوات الأمن المركزي بالمدرعات وأطلقت الأعيرة النارية وطلقات الخرطوش والغاز على الطلاب، ما أدى إلى حالة من الفزع بين الطلاب والمرضى والعاملين في الكلية والمستشفى الجامعي.
وقامت قوات الأمن باعتقال ثلاثة طلاب، تعرضوا للاعتداء من قبل البلطجية على الرغم من وقوعهم في أيدي رجال الشرطة.
كما أن جامعة الأزهر شهدت اشتباكات بين قوات الأمن ومئات الطالبات اللواتي تظاهرن داخل الحرم الجامعي، ما أسفر عن اصابة عدد منهن بإصابات خفيفة.
وشهدت جامعة الزقازيق، الأحد، أحداث عنف بعد اندلاع اشتباكات بين طلاب الإخوان وأفراد الأمن الإداري بالجامعة، بعد انطلاق مسيرة من طلاب الإخوان بدأت في كلية الهندسة وطافت مجمع الكليات العملية حاملين إشارات رابعة، ومرددين هتافات ضد الانقلاب، ومطالبين بالإفراج عن زملائهم المعتقلين.
في أعقاب ذلك، اقتحمت قوات الشرطة الجامعة بالمدرعات والأسلحة النارية لمواجهة الطلاب، ما أسفر عن إصابة عدد من الطلاب، كما تمكنت من اعتقال 17 طالبا تم احتجازهم في مديرية أمن الشرقية.
وخلال كل هذه الاشتباكات، انسحب أفراد الأمن التابعين لشركة "فالكون" في مشهد تكرر في كل الجامعات التي شهدت مظاهرات.