قالت صحيفة يديعوت إن مسار المفاوضات والتفاوض السياسي المتمثل بأوسلو قد سقط؛ لأن الفرق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أصبح كبير جدا، ووصل لساحة حرب بين حكومة
إسرائيلية تتمسك بالوضع الراهن إلى الأبد، وسلطة فلسطينية يائسة تحاربه بدعم دولي يزداد قوة، محذرة من أنّ هذا الوضع "باعث على الانفجار".
وهاجمت الصحيفة، الأحد، الاجتماع الجاري في الأمم المتحدة مؤكدة أنّ "مقدار الأكاذيب التي قيلت على ألسن رؤساء الدول، كل واحد بلغته وأسلوبه، يفوق كل وقاحة وكل خيال".
وتهكمت على "أعضاء الوفود في القاعة الذين كرموا كل أكذوبة بالتصفيق" جزاء على الكذب والتضليل الذي مارسوه.
وجاءت هذه المقدمة لتمهد الطريق أمام الصحيفة لتوجيه النقد الشديد لكلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس، التي اتهم فيها إسرائيل بارتكاب مذبحة وإبادة في غزة، معتبرة أنّ خطبته لم تشذ عن قاعدة الأكاذيب التي مورست في الأمم المتحد، وهي بمثابة إعلان حرب على إسرائيل، وفقا ليديعوت.
وأضافت يديعوت "إن ليبرمان على حق؛ فأبو مازن ليس شريكا، وهو لم يعد شريكا منذ شباط الماضي حينما بين لفريق السلام الأمريكي أنه يئس من احتمال التوصل إلى اتفاق بالتفاوض، وقد بقي عنده مساران الأول إمكان تجدد الإرهاب، وقد رفضه رفضا باتا؛ والثاني بدء هجوم دبلوماسي على إسرائيل عن طريق مؤسسات الأمم المتحدة بما يسوء الأمريكيين، وهذا هو ما يفعله الآن".
وأكدت الصحيفة أنّ عباس يهدف من خطبته أمام الأمم المتحدة إلى "ثلاثة أهداف؛ الأول محاولة أن يفرض على حكومة إسرائيل تسوية لا تريدها بعقوبات دولية؛ والثاني مع فرض ألا ينجح الأول أن يعاقب إسرائيل على الأقل بإضعافها في الساحة الدولية؛ والثالث أن يبرهن للشارع الفلسطيني على أنه ليست حماس وحدها التي تناضل إسرائيل؛ فهو أيضا يناضل إسرائيل بحسب طريقته. وقد قويت هذه الحاجة بسبب قدرة حماس على القتال التي أظهرتها طوال مدة العملية في غزة".
ونوهت إلى أن عباس "ينوي أن يطلب من مجلس الأمن أن يحدد موعدا ملزما لإحراز الاتفاق وليحدد نتيجته مسبقا وهي دولة فلسطينية في خطوط 1967 عاصمتها القدس، واذا أعلنت الولايات المتحدة أنها تنقض ذلك فسيعود مع الاقتراح نفسه إلى الجمعية العمومية، ولن يكون ملزِما لكنه سيكون دفعة لدعوات مقاطعة إسرائيل في غرب أوروبا. وستكون المرحلة التالية هي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وقد التزم أبو مازن في وقت مضى ألا يتجه إلى هناك، لكن سيصعب عليه أن يقف بعد أن بدأ حملته. وهذا ما يحدث لمن يتهم غيره بمذبحة شعب".
وامتدحت الصحيفة "أبو مازن" واصفة إياه بأنّه "رجل دمث الخُلق من الناحية الشخصية لكنه خصم لدود لسياسة حكومة إسرائيل الحالية ولسياسة أكثر حكومات إسرائيل منذ 1967 في الحقيقة".
وقدرت الصحيفة بأنّ "خشية الغرب للإرهاب الإسلامي الجديد وجماعات كداعش أو جبهة النصرة وغيرهما ليست من مصلحة إسرائيل بالضرورة؛ لأنه في الوقت الذي أخذ ينشأ فيه حلف غربي عربي على الأعداء الجدد تقوى الحاجة إلى معادلة الصورة بمساعدة قضية عربية عامة وإسلامية عامة، وأين تكون المعادلة؟ في الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية، فقد سجل نشاط مشابه قبيل الغزو الأمريكي للعراق في 2003".
وختمت الصحيفة بالقول إنّ نتنياهو سيتحدث الإثنين في الأمم المتحدة عن حل الدولتين، ولن يصدقه أحد سوى أعضاء وفد إسرائيل، مشددة على أنّ "نتنياهو محتاج إلى أبو مازن إن لم يكن مثل شريك حقيقي فمثل ورقة تين. وقد سقطت ورقة التين فلم يعد يوجد ما يستر الخدعة".