قال القيادي في حركة
فتح حسام خضر، إن هناك تباينا كبيرا في البرنامج السياسي بين حركتي فتح وحماس، وبالتالي جولات المصالحة هي "إبر مخدرة ما لم يكن هناك اتفاق جذري".
وأوضح خضر لـ"عربي 21" إن "حركة فتح لازالت تصر على أن المفاوضات هي الوسيلة المناسبة بغض النظر عن تعثرها على مدار 20 سنة، وحماس ترى في المقاومة الخيار الاستراتيجي والحل.
ودعا خضر حركة
حماس لـ"التوجه إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لأن ملامح المشروع السياسي القادم، وفق تعبيره، بدأت تتبلور بشكل واضح، وأن الدولة الفلسطينية ذات سيادة وحدود مفتوحة في قطاع
غزة، ولن يكون هناك دولة ما بين البحر والنهر، وأن الإدارة الذاتية على السكان هي أفق أي حل قادم في
الضفة الغربية".
واستدرك قائلا: "بالتالي يمكن أن نكرر تجربة
باكستان الشرقية، بالإشارة إلى بنغلاديش، والغربية باكستان حاليا، عندما استقلت كأغلبية مسلمة عن الهند عام 1948، كانت وحدة سياسية واحدة ولكن مناطق جغرافية متباعدة، وبالتالي أصبح هناك كيان مستقل اسمه باكستان ونحن في طور إنتاج هذا النموذج".
وقال إن "تعارض المصالح أيضا بين قيادات فتح وحماس يلعب دورا كبيرا في الانقسام والخلاف السياسي، فتح لم تسلم بنتائج الانتخابات ولم تقبل أن تأخذ حماس دورها السياسي، ومن هنا بدأ وضع العصي في الدواليب، وكل هذا التراكم أدى إلى اقتتال عنيف راح ضحيته الكثير، حتى عندما وقعت المصالحة كنت أراهن على استمرارها، وكنت من أوائل من دعوا لها لكني كنت أعلم أن الأمور صعبة الحل؛ يوجد عقليتان مختلفتان ورؤيتان مختلفتان".
وبالنسبة لإعادة إعمار غزة أكد خضر أن الإعمار "يحتاج إلى شرعية سياسية فلسطينية، لكنه نوه أن المجتمع الدولي قد لا يتحمل استمرار حالة الدمار في قطاع غزة، لأن ذلك سيؤثر مستقبلا على الوضع الداخلي للقطاع وإسرائيل، فالمجتمع الدولي غير معني أن يثور القطاع، لذلك يرى أن حكومة الوفاق هي الأقدر على إنجاز الإعمار".
ودعا القيادي الفتحاوي إلى إيجاد قاسم مشترك بين حركتي فتح وحماس، من خلاله توحد الجهود؛ منوها إلى أن الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني "من سابع المستحيلات أن تجري في المدى المنظور".
وأضاف: "من هنا المشكلة قائمة، والحوارات بمثابة حبوب تسكين وإبر تخدير بدون حل جذري".
وحول توقعاته لمستقبل المصالحة واللقاء المرتقب بين الحركتين، قال عضو المجلس التشريعي السابق: "دعنا نقول بصراحة ما دام يوجد ناطقون إعلاميون بفتح ليسوا بالمستوى المطلوب فالأمور ستبقى متوترة، وأيضا حماس عندها أجندتها السياسية التي تحتكم إليها ضمن رؤيا غير فلسطينية والإسلام السياسي، وبالتالي من الصعب عودة الأمور كما كانت في السابق، ومن الممكن أن يدخل محمد دحلان على خط حماس عن طريق دول الخليج ويحدث مصالحة بين حماس ودحلان".
وعبر عن تخوفه من أن يفضي ذلك إلى "كيان فلسطيني في قطاع غزة".
ويستعد وفدان من حركتي فتح وحماس لعقد لقاء في غزة حول تطبيق المصالحة، يتناول صلاحيات حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة، وقرار الحرب والسلم مستقبلا.