قال الخبير والمحلل الاستراتيجي
الإسرائيلي بن كاسبيت إنه كان يمكن التوقع من دولة إسرائيل، مع الجيش الإسرائيلي، مع الشاباك، مع الموساد، مع سلاح الجو والاستخبارات الأفضل في العالم، إلحاق الهزيمة بحماس، غير أن الحقيقة هي أن
حماس انتصرت.
وأشار الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة معاريف الإسرائيلية الخميس، إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده
نتنياهو ليحصي الإنجازات "العظيمة" للعملية العسكرية الأخيرة في
غزة.
وقال: "بعد أن كنت "أول من أقنع" العالم بعدم الحديث مع الإرهاب حررت أكثر من ألف فلسطيني مقابل جلعاد شاليط، وبعد أن كنت أول من أعلن بأنه سيسقط حكم حماس أدرت معها مفاوضات وتخاف الصدام بها، وتأتي الآن لتعلن بأن حياة سكان إسرائيل نجت بفضل قرار بتزويد القبب الحديدية بآلاف صواريخ الاعتراض؟ ألا يوجد أي حد للوقاحة، بما فيها وقاحة السياسيين؟".
وتابع: "كان يمكن لنتنياهو أن يخرج عظيما، كان يمكنه أن يمتدح القبة الحديدية، وبدلا من ذلك يحاول أن يلملم -بما يثير الشفقة البائسة- بعض العطف، ويشرح بأنه هو الذي قرر تزويد القبة الحديدية بصواريخ الاعتراض، وهكذا أنقذ حياتنا جميعا".
وأشار الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي تعرض لضغوط شديدة حيث طلب من ضباط كبار إجراء مقابلات في كل وسائل الإعلام "لمساعدة" نتنياهو كي يشرح للشعب الإسرائيلي بأننا انتصرنا، غير أنهم في الجيش الإسرائيلي رفضوا.
والمفارقة بحسب كسبيت أن نتنياهو قال إنه "سيسره إذا ما دخلت قوات أبو مازن إلى غزة"، وذلك بعد أن وظف في السنة الأخيرة كل طاقاته للتشهير بأبو مازن، وتجاهل حكومة التكنوقراط الجديدة التي شكلها وجعله عدو الإنسانية. وفجأة، جعله الأمل الأبيض الأكبر.
وعن مقارنه حماس بالقاعدة وأن القضاء عليها صعب كالقضاء على القاعدة، سخر كسبيت من وعود نتنياهو السابقة بالقضاء على حماس قائلا: "لقد وعد نتنياهو، لكن لسانه يتلوى بسهولة وبسرعة، بينما أفعاله تراوح بعيدا في الخلف. هذه هي الحقيقة".