دعت صحيقة "
التايمز" البريطانية في افتتاحيتها لدعم دولة كردية، وقالت: "من بين أنقاض
العراق بدأت دولة جديدة تتشكل، إنها كردستان. وهي منطقة الحكم الذاتي الواقعة شمال العراق والتي تمتلك لغتها الخاصة وثقافتها الخاصة، وجيشا مدربا تدريبا جيدا، وعاصمة مزدهرة وشرطة تستخدم كاميرات مراقبة السير وتغريم سائقي السيارت المسرعة. كل هذا داخل حدود العراق على بعد عشرات الكيلومترات من مواقع يرتكب فيها الجهاديون جرائمهم"، على حد قولها.
وأضافت: "الأهم من ذلك أن سيطرتهم على حقول النفط وحسهم التجاري يعطي
الأكراد إمكانية الانفصال والتحرر قريبا".
وأكدت على أهمية دعم الأكراد بالقول: "يجب دعم حق الأكراد في السعي نحو
الاستقلال. معظم الأكراد الذين يبلغ عددهم 25 مليونا موزعين بين العراق وسوريا وتركيا وإيران، حلموا بدولة خاصة بهم منذ الحرب العالمية الأولى، وحجتهم لكردستان مستقلة لم تكن أكثر إقناعا".
وأوضحت معللة: "في منطقة أصبحت فيها الحدود التي رسمها المستعمر قبل قرن تتفتت يمكن لكردستان أن تكون مثالا في الاستقرار، ولكن انفصالها عن العراق يجب أن يتم بخطوات مدروسة. كما يجب أن تكون الدولة الناشئة ديمقراطية حقيقية تحترم حقوق الأقليات وقوية، بما فيه الكفاية لتتحمل ضغط الدول المجاورة. ويجب أن تقدم صورة مغايرة لما يجب أن تكون عليه العراق، وتتميز على الخلافة التي تسعى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لفرضها، ومتميزة عن حكم الزعيم العراقي نوري
المالكي والسوري بشار الأسد حيث يتصرفان كواليين إيرانيين".
وتابعت: "لو تم الاستقلال مرة واحدة عن طريق مواجهة بين الجيش الكردي (البيشمركة) والقوات العراقية، فسيشكل هذا نكسة للقضية الكردية. ولكن على الأكراد أن يركزوا الآن على أجندة عملية تحافظ على وجودهم في الدولة العراقية، وفي الوقت ذاته تخفيف العلاقة مع بغداد بشكل كبير".
وأشارت للاتهامات المتبادلة بالقول: "يتهم المالكي الأكراد بحماية قادة داعش وغيرها من الحركات الجهادية، ولكنه يقول ذلك لإثارة الذعر، فهو يعرف أن الاندفاع نحو دولة كردية مستقلة سيضعف من ادعائه بأنه الرجل الوحيد القادر على المحافظة على عراق موحدة، ولذلك فهو يمرغ سمعة الأكراد. وبفعله هذا فهو يلعب على مخاوف أمريكا التي بالرغم من تضامنها المبهم مع الأكراد، إلا أنها استثمرت في العراق بشكل كبير، بحيث يعز عليها أن تراها تتشرذم. والنتيجة هو ما نراه وما اعتدنا عليه من مراوغة إدارة أوباما".
ورغم ذلك، فإن الصحيفة تحذر القيادة الكردية "على رأسها الرئيس مسعود برزاني بأن تتقدم بحذر. وقد أعلن عن استفتاء حول الاستقلال الذي يتوقع إجراؤه في بداية الخريف. وهذا التصريح يجب وصفه بأنه تعبير عن نية وليس رصاصة الانطلاق نحو تقسيم العراق. وإن كان الأكراد يريدون أن يحققوا حلمهم فعليهم المشاركة في إعادة ترسيم الحدود. وإن كانوا يريدون أن تكون كركوك تحت سيطرتهم فيجب إعطاء ضمانات لغير الأكراد الذين تريد حكمهم، ويجب تقسيم عائدات النفط بشكل عادل بين الأراضي السنية والشيعية والكردية".
وأخيرا فقد "شكلت كردستان على مدى العقد الماضي الجزء الوحيد من عراق ما بعد صدام الذي أعطى أملا بالسلام والازدهار، فقد استخدم الأكراد إرثهم المشترك كعامل قوة بدلا من تشجيع الطائفية، وهم يستحقون الاستقلال، ولكنهم سيحتاجون للصبر والسرية والقيادة المؤهلة للوصول إلى الهدف"، وفق الصحيفة.