ارتفاع أسعار السجائر في مصر يشكل أزمة غضب جديدة - (وكالات محلية)
تسود في مصر حاليا موجة من الغضب بين قرابة 14 مليونا و600 ألف مصري يمثلون جملة عدد المدخنين في البلاد، بخلاف الآلاف من تجار الجملة والتجزئة وأصحاب أكشاك السجائر بالمحافظات المختلفة، وذلك بعد صدور قرار جمهوري الأحد بتعديل الضريبة على أسعار السجائر، بما يرفع أسعارها بقيمة تتراوح بين 175 و275 قرشا.
فقد أبدت شعبة السجائر والدخان في اتحاد الصناعات استياءها من القرار. وقال إبراهيم الإمبابي، رئيس الشعبة، إنه لم يتم إبلاغهم بالقرار. وأضاف أن الشركات العاملة في القطاع فوجئت به في الصحف، مبديا اعتراضه على زيادة الضريبة على أنواع السجائر كافة.
وأضاف -في تصريحات صحفية- أن "الحكومة بقرارها ساوت بين الفقراء والأغنياء، كان بلاش البوكس والكليوباترا بتوع الفقراء، ويعملوا اللي هما عاوزينه في المارلبورو والميريت".
وأوضح أن المستهلك وحده هو من يتحمل أي قرارات بشأن زيادة الأسعار، وليس الشركات، معتبرا أن صناعتي الدخان والاتصالات بمثابة طوق النجاة للحكومة عند البحث عن موارد إضافية جديدة للخزانة العامة.
وكانت الشركة الشرقية للدخان أصدرت بيانا ذكرت فيه الأسعار الرسمية للسجائر، عقب زيادة الضريبة، متجاهلة تحديد أسعار سجائر الشريحة العالية، والمستوردة.
وتضمن البيان أنواع كليوباترا وفلوريدا ورقية، بسعر بيع للمستهلك 750 قرشا بدلا من 625 قرشا، وبوسطن ولايت وهوليود وبلومنت ومونديال وكابيتول بسعر 750 قرشا بدلا من 650 قرشا، وكليوباترا بوكس بسعر 8 جنيهات بدلا من 7 جنيهات، وسوبر ستار 850 قرشا بدلا من 7 جنيهات.
وتقول الإحصاءات إن 48.9% من المصريين بين الفئتين العمريتين من 25 إلى 44 عاما، ومن 45 إلى 64 عاما يداومون على تدخين السجائر.
وأكد مدخنون أن الأسعار الجديدة لن تجعلهم يقلعون عن التدخين، لكنها ستجعلهم أكثر معاناة، وفقرا، ومرضا، قائلين إنهم سيقللون طعامهم وشرابهم كي يتمكنوا من مواصلة التدخين!
وسادت موجة من السخرية من القرار على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال أحد النشطاء: "السجاير زادت 50 %.. يعني المالبورو بقت بـ30 جنيها والبوكس بـ10 جنيهات.. في تصوري الشخصي أن الحكومة لم تكتف فقط بسد عجز الموازنة، وإنما تعيد تربية الشعب".
وتساءل آخر على "تويتر": هل من الممكن أن يعاود عدد من المواطنين النزول إلى الميادين مرة أخرى، ومواصلة الرقص على أنغام "بشرة خير" بعد زيادة أسعار السجائر والخمور؟
وقال ثالث: "لو الناس بطلت السجاير الحكومة هتفلس، لأن دخلها من ضرائب السجائر أكبر من دخلها من قناة السويس".
وسخر رسام الكاريكاتير عمرو سليم بجريدة "المصري اليوم" الثلاثاء من الأمر فرسما كاريكاتيرا يسخر فيه من السيسي إذ بدا فيه كما لو أنه يتحدث إلى أسرة مصرية من خلال التلفاز قائلا لها: "وزدونا الضرائب على السجاير والكحوليات، علشان ما تطلعوش ضيقكم من رفع سعر البنزين في شرب السجائر، وتبوظوا صحتكم.. إنتم مش عارفين إنكم نور عينينا واللا إيه؟!
وفي المقابل، قال نبيل عبدالعزيز رئيس الشركة الشرقية للدخان إن قرار زيادة الضرائب على السجائر يحقق العادلة الاجتماعية بين المدخنين، بعد أن وضع فى اعتباره شرائح المجتمع المختلفة.
وأضاف أن القرار الجديد أضاف إلى القيمة المقطوعة السابقة 50 قرشا للسجائر الشعبية لتصبح الضريبة 175 قرشا، وأضاف 100 قرش للسجائر المتوسطة ليصبح مجمل الزيادة 225 قرشا،، وأضاف 150 قرشا للسجائر المرتفعة لتصبح 275 قرشا، بخلاف الـ50% للحالات الثلاث.
وأشار إلى أن السجائر مرتفعة السعر مثل المارلبورو والميريت، ستباع بـ20جنيها، والسجائر المتوسطة، مثل إل إم ورثمان وكينت ستباع بـ16 جنيها، والنيكست والفيسروي ستباع بـ11 جنيها، والكليوباترا والبوكس بـ8 جنيهات.
وأشار عبدالعزيز إلى أن هذا القرار سيحقق للدولة من 5 إلى 6 مليارات جنيه ضرائب إضافية، وبذلك سيرتفع إجمالى الضريبة من 22 مليار جنيه في العام الماضى إلى نحو 28 مليارا هذا العام.