اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كلاً من "
الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله" اللبناني، بتدريب ودعم معظم "الفصائل الشيعية العراقية" التي تقاتل في
سوريا، و"إشاعة الفوضى من خلال إذكاء الصراع الذي يحمل بعدا طائفيا في المنطقة".
جاء ذلك في تقرير للشبكة، أوضح أن "شهادات العديد من النشطاء السوريين الذين ينتمون لعوائل من الأقليات، أكّدت حجم الحشد والتخويف الذي مارسه النظام في الشهور الأولى – وما زال- في مناطق الأقليات"، فضلاً عن "استقدام مقاتلين وفصائل شيعية تقاتل مع النظام السوري" في أواخر عام 2011، حيث "اعتقل الثوار مقاتلين ينتمون لجيش المهدي" التابع "للزعيم الشيعي العراقي" مقتدى الصدر، ومقاتلين ينتمون للواء أبو الفضل العباس.
ولفت تقرير الشبكة إلى أن دعوات القتال في سوريا هي "لحماية المراقد الشيعية عامة ومرقد السيدة زينب خاصة"، و"ترافقت مع بروباغندا حشد طائفي تبثّها وسائل إعلام متنوعة من الصحف اليومية إلى الفضائيات إلى وسائل الإعلام الاجتماعي"، وأن "دخول حزب الله اللبناني في الصراع بشكل معلن في نيسان/ أبريل 2013، في القصير وريفها"، شكلت نقطة تحوّل مهمّة بالنسبة "لمساندة
المقاتلين الشيعة بشكل معلن للنظام"، وبدأت تظهر في سوريا فصائل عراقية تقاتل إلى جانب النظام بشكل علني.
وأشار التقرير إلى أن المقاتلين العراقيين واللبنانيين كانوا السمة الغالبة للمقاتلين الموالين للنظام على "أساس طائفي"، ليتدفق بعد ذلك مقاتلون من جنسيات مختلفة أفغانية وباكستانية ويمنية وحتى جنسيات إفريقية، وذكر التقرير قائمة بـ "أبرز المنظمات الشيعية المقاتلة إلى جانب النظام في سوريا"، أتى كل من لواء أبو الفضل العباس ولواء ذو الفقار وكتائب حزب الله العراق وكتائب سيد الشهداء وقوات الشهيد محمد باقر الصدر – منظمة بدر الجناح العسكري ولواء كفيل زينب - عصائب أهل الحق وحركة حزب الله النجباء في مقدمتها، فضلاً عن "مشاركة قوات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بشكل فعلي في القتال"، ما أدى إلى خسارتهم عدداً من الشخصيات القيادية، التي أجريت لها مراسم تشييع رسمية.
ولفتت الشبكة أن التقرير يهدف إلى "التعريف بمجموعات المقاتلين الشيعة التي تقاتل إلى جانب النظام في سوريا، وخلفياتها الفكرية وارتباطاتها الإقليمية وبروباغندا الحشد الطائفي التي تمارسها"، متهماً إيّاها إلى جانب النظام السوري، بارتكاب انتهاكات ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب.
وطالبت الشبكة "تقديم كافة المتورطين بتلك الجرائم إلى المحاكم من أجل القصاص العادل، والطلب من المجتمع الدولي وضع تلك الميليشات على قائمة الإرهاب، على غرار تنظيم "الدولة لإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة".
وتطرق التقرير إلى أبرز حوادث "التطهير الاثني" التي شاركت فيها تلك الفصائل فضلاً عن عمليات القصف العشوائي والقتل وعمليات الحصار والتعذيب، حيث أورد التقرير قائمة بالمذابح التي ارتكبت في سوريا وحملت صبغة تطهير طائفي، مثل "مجزرة الذيابية والنبك في دمشق، ومجزرة في خناصر، وقرية رسم النفل بريف حلب"، وغيرها من المجازر في محافظات سورية مختلفة.