تزايدت في
مصر خلال الأيام الأخيرة ظاهرة قيام أهالي بعض القرى والمدن في المحافظات المختلفة بقطع الطرق، احتجاجا على
انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة، مما يعطل مصالحهم، ويربك حياتهم، ويمنع الطلبة من مراجعة دروسهم استعدادا لامتحانات نهاية العام التي تجري في المدارس والجامعات حاليا.
وكانت صحف الثلاثاء انتقدت ما اعتبرته: "فشل الحكومة في امتحان الكهرباء خلال أول وثاني أيام الموجة الحارة (الأحد والإثنين)، مشيرة إلى فصل التيار لمدة 12 ساعة، ووصول العجز في محطات الكهرباء لثلاثة آلاف ميجاوات، وتخفيف الأحمال منذ التاسعة صباحا، والإظلام التام في أوقات الذروة بمعظم أنحاء البلاد".
والأمر هكذا، قام العشرات من أهالي قرية البوها التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بقطع طريق السنبلاوين - ميت غمر أمام القرية الإثنين،، بسبب انقطاع التيار الكهربائى.
وأشار الأهالي إلى أن الكهرباء مقطوعة بالقرية منذ مساء الأحد مما تسبب فى فساد الكثير من الأجهزة والأطعمة، وغلق المحال التجارية وخسارتهم.
وفي قرية أتميدة التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية أيضا قام الأهالي بقطع الطريق المؤدي للمنصورة، احتجاجا على تكرار انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، حيث وضعوا الحجارة في منتصف الطريق، مما أدى الى توقف حركة المرور.
وطالب الأهالي بضرورة حل هذه المشكلة، أو تحديد مواعيد ثابتة لإنقطاع الكهرباء.
وفي القاهرة، تجمع عدد من أهالي مساكن القومية العربية بحي إمبابة أعلى الكوبرى الدائرى الإثنين، وقاموا بقطع الطريق، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لمدة قاربت أربع ساعات.
وتذمر المواطنون من انقطاع التيار الكهربائى نظراً للارتفاع الشديد فى درجة الحرارة، الذى أدى إلى الإضرار بالأجهزة والمؤن داخل المنازل والمحال التجارية.
وفي محافظة الغربية، قام نحو مائة مواطن من أهالي قرية الهياتم التابعة لمركز المحلة الكبري بقطع طريق "طنطا–المحلة" أمام مدخل القرية الأحد، ومنعوا حركة سير السيارات باتجاهي الطريق، احتجاجا على استمرار انقطاع التيار الكهربائى عن القرية.
كما أصيب خمسة مساجين بسجن قسم أول طنطا، بحالات إغماء واختناق، بسبب توقف المراوح داخل الزنازين، نظرا لانقطاع التيار الكهربائي.
وتلقت مديرية أمن الغربية، إخطارا بالواقعة، وتبين استدعاء سيارة إسعاف، وقام المسعفون بإسعاف الحالات، بينما قامت قوات الشرطة بالاتصال بشركة الكهرباء لتوصيل التيار الكهربائي.
وفي أسوان ساد السخط الشديد في أوساط الأهالي، من جراء انقطاع المياه والتيار الكهربائي معا منذ صباح الأحد، وهو الأمر الذي تكرر في غالبية محافظات مصر.
وطال انقطاع الكهرباء العديد من المؤسسات والمصالح الحكومية، ومن بينها محكمة شمال القاهرة التى اضطرت إلى تأجيل القضايا كافة المقرر نظرها الإثنين إلى الأسبوع المقبل بسبب انقطاع التيار الكهربائى.
ولقي ثلاثة مواطنين من أسرة واحد مصرعهم في محافظة السويس الأحد، وتفحمت جثثهم بسبب حريق نشب بأحد المولدات الكهربائية الذي حاولوا تشغيله بسبب انقطاع الكهرباء داخل قرية محمد كريم بالسويس.
وقال مصدر أمني، إن التحقيقات أكدت أن الحريق نشب بسبب محاولة احد المواطنين بالقرية تشغيل مولد كهرباء بسبب انقطاع التيار، وفي خلال محاولة تشغيل المولد عاد التيار الكهربائي للقرية، مما أدى إلي نشوب ماس كهربائي أشعل النيران داخل منزله.
وأكد المصدر، أن المتوفين هم مزارع وزوجته ونجلته الطفلة، بينما تمكن نجله من النجاة لكنه أصيب بحروق متوسطة.
وكان نشطاء دعوا للامتناع عن دفع فواتير الكهرباء.. فيما قال المهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة المؤقتة إن هناك اتجاهًا لزيادة أسعار الكهرباء خلال الفترة المقبلة للفئات الأكثر استهلاكا. وأضاف -في تصريحات صحفية الإثنين-: "ليس من المعقول أن تتساوى أسعار من يسكن فى العشوائيات مع من يسكن فى فيلات وقصور".
وكان وزيرا الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر والبترول والثروة المعدنية المهندس شريف إسماعيل توقعا أن يستمر تخفيف أحمال الكهرباء عن بعض المناطق على مستوى الجمهورية، وذلك بالتناوب، للحفاظ على استقرار الشبكة الكهربائية، نظرا للارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تشهده البلاد حاليا، مما أثر سلبا على إمدادات الغاز الطبيعي، وبالتالي على قدرات التوليد بمحطات الكهرباء.
جاء ذلك في بيان صحفي مشترك للوزيرين مساء الإثنين أعربا فيه عن اعتذارهما لهذا الأمر، وأهابا بالمواطنين عدم استخدام الأجهزة المنزلية كثيفة الاستهلاك، خلال فترة الذروة من الساعة السادسة مساء حتى الحادية عشرة مساء، للمعاونة في تقليل فترات تقليل الأحمال.