تحولت جلستا الأربعاء والخميس من قضية التخابر، المتهم فيها الرئيس محمد
مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، إلى ما يشبه المسرحية الكوميدية، حيث سيطرت حالة من الضحك على المتهمين والدفاع والصحفيين.
وتبادل
القاضي شعبان الشامي، رئيس
محكمة جنايات القاهرة، والمتهمون
السخرية خلال فضّ أحراز القضية، التي تبين أن كلها ليست إلا مقاطع فيديو عادية، وصورا شخصية وأدوية وكتب مسموح بتداولها.
ويواجه مرسي ومرشد الإخوان محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر و33 آخرين من أعضاء الجماعة، اتهامات بالتخابر لصالح جهات أجنبية، بهدف زعزعة الأمن الداخلي والإضرار بمصالح
مصر.
وبدأت السخرية في حديث القاضي للمتهمين يوم الأربعاء، حينما سأل المتهمين قائلا: ''فين البلتاجي والعريان''، فردّ صفوت حجازي عندهم جلسة أخرى"، فقال القاضي لحجازي ''سلملي عليهم أصلهم وحشنَي''، مما أدى إلى تعالي الضحكات داخل الجلسة.
وفي بداية الجلسة طلب الدفاع من المحكمة، دخول عضوها اليسار إلى القفص الزجاجى لتجربة الصوت, إلا أن القاضي رفض وقال له: "هدخلك إنت وما تخفش هخرجك".
صوت القاضي وحش
ووجه
المتهمون حديثهم للقاضي قائلين: "مش سامعين أي حاجة"، فردّ القاضي: ''أنا سامعكوا والصوت واصل، هو أنا صوتي وحِش''، فطلب البلتاجي من القاضي، رفع صوته كي يسمع المتهمون داخل القفص الزجاجي، فرد عليه الشامي: "أنت عليك حاجات يا بلتاجي"، الأمر الذى أثار ضحك كل الحضور، ثم قال له القاضي "معلش أنا صوتي تعبان شوية ادعيلي بالشفاء" فرد البلتاجي "إحنا معانا في القفص دكتور أنف وأذن وحنجرة".
وكانت أكثر المواقف التي أثارت عاصفة من الضحك، قيام القاضي بفض أحراز القضية التي تضمنت مقاطع فيديو ومستندات عادية.
وبدأ القضي بالحرز الأول، الذي تضمن أجهزة كمبيوتر محمول، ومظاريف وقال: "إنها تخص المتهم أحمد عبدالعاطي، وأيمن هدهد وعصام الحداد وأسعد شيخة ومحمد رفاعة الطهطاوي".
وهنا ثار المحامي على كمال، وقال لرئيس المحكمة: "إنه لا يوجد بين المتهمين شخص يدعى أيمن هدهد، وطلب من المحكمة إثبات ذلك بمحضر الجلسة".
كما تضمن الحرز الخامس، مظروفا خاص بالمتهم خالد سعد حسين، وبداخله كتاب "مجموعة رسائل الإمام حسن البنا"، وكتاب "من رسائل المرشد العام لجماعة الإخوان" وهي كتب عادية تباع في المكتبات المصرية يمكن لأي شخص اقتناؤها.
دواء للبرد ضمن الأحراز
أما الحرز السادس، فقال القاضي إنه: "ضبط مع المتهم فريد اسماعيل، وقبل عرضه طلب القاضي من المحامين والمتهمين التركيز قائلا: "ركزوا بقى عشان الحاجة دي مهمة جدا، وقرأ المكتوب في المظروف قائلا: "سينرج" معرفش إيه دي، الأقوى والأسرع، انتو بتحبو الحاجات دي قوي، الأقوى والأسرع لعلاج الجيوب الأنفية".
وهنا ارتجت القاعة بالضحك وصاح المتهمون - وبهم عدد من الأطباء – "ده دوا يا فندم دوا لعلاج الحنجرة" فحاول القاضي إخفاء حرجه وقال لهم :"طب وانتو زعلانين ليه" فرد صفوت حجازي "لا إحنا مش زعلانين، طالما هي دي الوثائق السرية اللي إحنا متهمين بتسريبها لدول أجنبية".
كما تضمنت الأحراز مقطع فيديو لاجتماع مجلس شورى الجماعة، ويحضره بديع والشاطر ومرسي وآخرون، فعلق المتهمون أن الفيديو ليس به صوت، فرد القاضى: "الفيديو واضح ده اجتماع وقاعدين بيشربوا شاي كمان".
أما الحرز الثامن، فتضمن مقطع فيديو لكلمة ألقاها مرشد الإخوان عند إنشاء حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة، أكد فيها أن الحزب يضم المسيحيين والمسلمين، يقف في وجه الظلم والفساد"، وعقب انتهاء الفيديو صفق المحامون وقال أحدهم: "والله كلام جميل، أين الاتهام؟ كيف للنيابة أن تضم هذا الفيديو للأحراز، وليس له علاقة بالقضية؟ فلم يستطع القاضي الرد وقال لمحام آخر: "خده جنبك أصله بيشوشر علينا".
وتضمن الحرز الحادي عشر عشر، الصور للمتهم خليل أسامة العقيد المعروف إعلاميا بـ "حارس خيرت الشاطر"، قال عنها القاضي إنها "صور له وهو صغير وحاطط صباعه في بقه"، ثم أعطى الصور للمحامين قائلا لهم: «فيها حاجات حلوة كتير وهتعيشوا" فرد أحدهم "واضح إننا هنستمتع بالرحلة".
وكان الحرز الثاني عشر، مقطع فيديو للمتهم نفسه وهو يطلق قذيفة من مدفع "جرينوف" فى منطقة صحراوية، وعقب القاضي على الفيديو متسائلا "ده مدفع رمضان ده ولا إيه؟، مما أثار ضحك المتهمين والمحامين، فرد عليه صفوت حجازى قائلا: "القاضي ده نكتة".
السينما حرام
وسخر القاضي مرة أخرى من دفاع المتهمين، الذي طلب ندب لجنة فنية من معهد السينما لفحص الأحراز، فقال القاضي ''معهد السينما ليه؟ السينما حرام ملناش دعوة بيها'.
كما تضمن حرز آخر، عبارة عن مذكرة موجهة إلى المستشار محيى حامد مستشار رئيس الجمهورية، من الدكتورة باكينام الشرقاوى مساعد الرئيس للشئون السياسية، بشأن مطالب خبراء الثورة التعدينية فى مصر، ووثيقة صادرة من الثورة المعدنية بعنوان "وثيقة النهضة للثورة المعدنية"، وهو ما أثار استغراب الدفاع الذين صاحوا "إيه الغلط في دي كمان؟".
والحرز الثالث عشر، عبارة عن هاتف محمول، وصور للمتهم إبراهيم الدراوي مع قيادات من حركة حماس، فقال الداروي: "إنه صحفي وإن الصور المحرزة كانت ضمن حوارات صحفية له مع قيادات فلسطينية، وسبق نشرها في صحف مصرية مثل الأخبار والمصري اليوم.
وفي نهاية الجلسة طلب الدفاع، استدعاء رئيسي المخابرات العامة والحربية للإدلاء بشهادتيهما، كما طالب نقل خيرت الشاطر وعصام العريان وعصام الحداد إلى مستشفى القصر العيني الفرنساوي لتلقي العلاج، وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى جلسة 22 ابريل الحالي.