بدأ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر أعمال
مؤتمره، الثلاثاء، رافضا توجيه الدعوة إلى كل من: إيران وقطر وتركيا، في سابقة هي الأولى من نوعها بالنسبة للمؤتمر الذي يعود للانعقاد في دورته الثالثة والعشرين، بعد توقف دام ثلاث سنوات منذ ثورة 25 يناير.
وبدأ المؤتمر جلساته تحت عنوان: "خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية"، برئاسة وزير الأوقاف
المصري الدكتور مختار جمعة، الذي قال إن المؤتمر استبعد
قطر وتركيا وإيران من الدعوة لحضور فاعلياته، لـ"إضرارهما بأمن مصر"، موضحا أن دولا عربية قاطعتهما من أجل مصر، فكيف ? تقاطعهما مصر نفسها، على حد تعبيره.
وأضاف الوزير -في كلمته الافتتاحية أنه لن يتم التواصل بين الأوقاف وتركيا، حتى تعتذر حكومة أردوغان لمصر، وشيخ الأزهر، مع تغيير سياساتها تجاه القاهرة، مشيرا إلى أن المواقف والعلاقات مع الشعوب هي علاقات مع أمة واحدة ? يمكن أن تتخذ شكلا عدائيا.
ونبه الوزير إلى أن الدول التي لم تدع للمؤتمر دُعيت إلى المسابقة الدولية للقرآن الكريم- مضيفا أن جهد الأزهر وشيخه أعادا لمصر ما افتقدته خلال الفترة الماضية في العلاقات الدولية، قائلا: "يكفي الطيب أن يستقبل بما ? يُستقبل به رؤساء دول، حيث استقبلته الكويت ثلاثة استقبالات رسمية في زيارة واحدة".
ومن جانبه، قال الأمين العام للمجلس الدكتور أحمد عجيبة، إن المجلس لم يرسل دعوات لإيران وقطر وتركيا لحضور المؤتمر، بسبب سياستهم المعادية لمصر، وعدم احترامهم لإرادة الشعب المصري، وقيادته الحالية بالدولة.
وأضاف أن المجلس لم يرسل أيضا دعوة للشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، بسبب أفكاره المعادية لمصر، وهجومه على مصر في الفترة الأخيرة، على حد وصفه.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال وزير الأوقاف المصري إن المؤتمر يأتى فى مرحلة دقيقة وفارقة يمر بها الوطن العربي بعد معاناة من موجات التشدد باسم الدين، واقتحام غير المتخصصين، وتوظيف الدين لأغراض سياسية وحزبية، على حد تعبيره.
وتابع: "موجات العنف والإرهاب تنعكس سلبا على مصالح الوطن، وعلاقاته الدولية؛ إذ ينقل الخوف عدوى التشدد إلى الأوطان، وقد حذر العلماء من خطورة إطلاق التكفير بدون دليل قاطع، وإن اقتحام غير المتخصصين للدعوة، وتصدرهم بدون علم إلى مجال الفتوى أدى إلى التضليل والإضلال".
ودعا الوزير المصري إلى أن يقدم المؤتمر حلولا وإسهامات من شأنها القضاء على الفكر التكفيري، والفهم الخاطئ، وأن يخرج بخطة واضحة المعالم ترفض الإرهاب والتكفير، وتضع السماحة والتيسير والوسطية عنوانا للمرحلة القادمة.
وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المُعين، افتتح المؤتمر نائبًا عن رئيس الجمهورية المؤقت، بحضور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وفي كلمته، قال محلب إن قدرنا أن نظل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية خاصة فى مواجهة الإرهاب الغاشم، لتحقيق الأمن، وتصحيح صورة الدين، واتخاذ بعض الجماعات الدين ستارا لمباشرة أعمالها.
وأكد محلب أن الأزهر يرفض كل دعاوى التشدد خاصة فى ظل انعقاد مؤتمر لذلك، فى ظل خطورة الوضع بالمنطقة العربية، مضيفا أن الجرأة على الفتوى بدون علم أمر خطير، مؤكدا وجود وثيقة علمية عن المؤتمر لتوضيح زيف هذه الجماعات، ودعم قيم التسامح، والتعايش المشترك.
ويستمر المؤتمر يومين، ويشارك فيه أكثر من 80 عالما ووزيرا ومفتيا من مصر، و34 دولة. وقد استقبل علماء الأزهر، والعلماء الذين حضروا المؤتمر، البابا تواضروس استقبالا حارا برغم عدم إلقائه كلمة بالمؤتمر. وكان عدم حضور قطر وتركيا وإيران للمؤتمر حديث الضيوف داخل المؤتمر.