دانت السلطات
المصرية المؤقتة، الخميس، وعلى غير عادتها، ما وصفته بـ"التصعيد الكبير" من قبل الحكومة السورية بقصف قواتها للمدنيين في مدينة حلب بالبراميل المتفجرة و"استشهاد" العشرات منهم، معتبرة ذلك "وحشية ملحوظة".
وفي بيان أصدرته وصف بالأشد من نوعه، إذ يحمل إدانة واضحة للنظام السوري منذ الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز/ يوليو، دانت الخارجية المصرية المؤقتة، التصعيد من قبل الحكومة السورية بقصف قواتها للمدنيين في مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، و"استشهاد" العشرات منهم خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن مصر تتابع ببالغ القلق التقارير التي تتناول الأوضاع المأساوية في المدينة نتيجة قصفها.
ومنذ يوم الجمعة، موعد اختتام الجولة الأولى لمفاوضات "جنيف2" حول
سوريا، بدأ النظام السوري بتصعيد وتيرة قصف أحياء في مدينة حلب، ومدن وبلدات في ريفها بالبراميل المتفجرة، ما أوقع نحو 300 قتيل إضافة إلى عشرات الجرحى، بحسب ناشطين.
والبراميل المتفجرة هي سلاح سوفييتي قديم، عبارة عن براميل معدنية محشوة بمواد شديدة الانفجار إضافة إلى برادة حديد وشظايا معدنية صغيرة، وانتهج النظام السوري استخدامه مؤخراً في قصف المناطق السكنية خاصة في ريف دمشق وحلب.
وأشارت الخارجية المؤقتة في مصر، إلى أن مصر تُذّكر بموقفها الرافض بالكامل لكافة أشكال استهداف المدنيين، وضرورة احترام أطراف النزاع لقوانين الحرب وقواعد القانون الدولي الإنساني، على نقيض ما كان عليه موقفها قبيل زيارة وفد
الائتلاف السوري المعارض.
واعتبرت أن "التصعيد من جانب الحكومة السورية واتباع هذا النهج (قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة) خلال هذه المرحلة الحساسة، إضافة إلى ما يتسم به من وحشية ملحوظة لا يخدم هدف تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية".
وأشار البيان إلى أن مصر تأمل في أن تقترب التسوية السياسية للأزمة السورية خلال الجولة المقبلة من مفاوضات "جنيف 2"، مقررة في 10 شباط/ فبراير الجاري، وأن تتسم فترة المفاوضات بالتهدئة المتبادلة من أجل تهيئة الأجواء المناسبة للتوصل إلى الحل المنشود لانتقال سوريا إلى مرحلة سياسية جديدة.
وربط مراقبون، بيان السلطات المؤقتة الذي حمل الإدانة الأشد من نوعها للنظام السوري منذ الإطاحة بالرئيس مرسي، مع زيارة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا إلى القاهرة، المدعوم من المملكة العربية السعودية، بدأها الأربعاء، وتزامنت مع اختتام رئيس وزراء الحكومة المؤقتة حازم الببلاوي زيارة رسمية إلى المملكة، الأربعاء أيضاً، وهو ما يشير إلى تحول ملحوظ في موقف السلطات الحالية من الشأن السوري، وهي التي افتقرت منذ قيامها إلى مواقف وطنية وعروبية، بحسب مراقبين.
يذكر أن الرئيس مرسي كان دائمًا يدعو إلى إنصاف الشعب السوري من بطش نظلم بشار الأسد، ويجاهر بمناصرته للثورة السورية الشعبية وانتقاده المستمر لنظام بشار الأسد، في حين أن رموز الدولة العميقة والمناهضين للرئيس مرسي قبل الإطاحة به، كانوا ينتقدون مواقفه وبشنون عليه الهجوم تلو الهجوم ويعلنون تأييدهم للأسد.