أعرب رئيس الحكومة الإماراتية وحاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن أمله في ألا يترشح وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، في انتخابات الرئاسة المقررة في وقت لاحق من العام الجاري.
وقال آل مكتوم في حوار أجراه مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الاثنين، رداً على سؤال بشأن رؤيته لمستقبل وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، "آمل أن يبقى في الجيش، و(أن يترشح) شخص آخر للرئاسة."
واعتبر حاكم دبي أن مصر أصبحت في حال "أفضل كثيرا" في ظل غياب الرئيس محمد مرسي، الذي انقلب عليه الجيش في تموز/يوليو 2013.
من جانبه يرى المتحدث باسم الجبهة السلفية في مصر أن الإمارات تفضل حليفها المرشح السابق للرئاسة أحمد شفيق وتعتبره أحق من السيسي.
وأضاف لـ "عربي 21" " الإمارات تريد أن يكون هناك ديكتاتورية عسكرية مستترة في مصر، حتى لا يبدو الذي حصل في مصر انقلاب، باعتبار السيسي هو الذي قاد الانقلاب، وهو الذي سيصبح رئيسا".
كما لقيت دعوة آل مكتوم هجوم وسخرية العديد من النشطاء على مواقع التواصل.
وقال أحدهم معلقا على الفيسبوك "الكلام ده و هو باعت ملابس مستعملة .. طيب لو كانت جديدة .. كانوا أعلنوا مصر إمارة من الإمارات ؟؟؟"، وأضاف آخر "طبعا ده مش تدخل في شؤون مصر... الراجل بيتكلم بفلوسه.. وبعدين ده باعت 7 طن ملابس سكند هاند استعمال خارج حالتهم كويسة خالص!!!".
وتعتبر الإمارات الداعم الرئيسي للانقلاب العسكري في مصر، والممول المالي الأكبر له.
وكان قائد الانقلاب العسكري الفريق السيسي قال إنه سيترشح للرئاسة اذا "طلب الشعب"، وذلك في إشارة واضحة الى أنه قد يحسم موقفه قريبا. وأكد السيسي أنه لكي يترشح لابد أن يحصل كذلك على "تفويض من الجيش".
"ارفعوا العقوبات عن طهران"
ودعا رئيس الحكومة الإماراتية إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران، معرباً عن اعتقاده بأن طهران صادقة في ما تقوله عن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.
وقال إن "إيران جارتنا ولا نريد أي مشاكل..ارفعوا العقوبات وسوف ينتفع الجميع."
وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة الإيرانية صادقة في ما تقوله عن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي الذي تشك حكومات غربية بأن الغرض منه صناعة أسلحة نووية.
وأوضح "تحدثت إلى (الرئيس الإيراني السابق محمود) أحمدي نجاد، وقال لي "إذا أطلقتُ صاروخاً على إسرائيل، فكم سأقتل من الفلسطينيين؟ وحينئذٍ ستدمر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مدن بلادي.. لست مجنونا كي أذهب إلى هذا الحد.. إنه سلاح من الماضي".
ويذكر أن إيران توصلت مع مجوعة دول (5+1) إلى اتفاقية حول برنامجها النووي في جنيف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يضمن لطهران حقها في تخصيب اليورانيوم.
"الأسد سيرحل"
وبشأن النزاع في سوريا، وبسؤاله عن عدم انخراط الإمارات في الأزمة مثل قطر، قال آل مكتوم "ربما لدى قطر سبب أو رؤية، لكن هنا.. لا نريد التدخل لدى آخرين.. يجب أن نساعد ولكن لا نتدخل"، في إشارة منه إلى دعم اللاجئين السوريين الذين دفعهم الصراع في بلدهم إلى دول مجاورة مثل الأردن وتركيا.
وعن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، توقع الشيخ آل مكتوم رحيله عن المشهد في نهاية المطاف، قائلا إن "الأسد سيستغرق وقتا طويلا.. لكن إذا قتلت شعبك فليس بوسعك البقاء.. سترحل في نهاية المطاف."
التعامل مع إسرائيل
وبشأن قضية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، تعهد رئيس حكومة الإمارات بأن تتعامل بلده مع إسرائيل في المجالات كافة بشرط توقيع اتفاقية سلام.
وقال "سوف نفعل كل شيء مع إسرائيل .. سنتاجر معهم ونرحب بهم .. لكن وقعوا اتفاقية سلام (أولا)".
وتطرقت المقابلة كذلك إلى قضية الأمريكي الذي سجن بعد إدانته "بالسخرية من شباب الإمارات" من خلال المشاركة في إعداد مقطع مصور ساخر.
وردا على سؤال بشأن إن كانت المعاملة التي تلقاها الشاب الأمريكي عادلة، أجاب الشيخ
مكتوم بالنفي.
لكنه استدرك قائلا "نحاول تغيير هذا. لسنا مثاليين ونحن نحاول تغيير هذا. (عند حدوث) أي أخطاء، نذهب ونحاول التغيير. لسنا مثاليين لكن نبذل قصارى جهدنا".