انتقد عبد الموجود الدرديري أحد قاة الإخوان في الخارج، حزب النور السلفي، وقال في مقابلة مع موقع "هاف بوست" إن قادته من الانتهازيين السياسيين، وإن أيديهم ملوثة بدماء
المصريين.
وأضاف أن قادة الأزهر لا يمثلون المؤسسة الدينية، وأن الأزهر تحول لمعقل الاحتجاجات.
وأكد أن الإخوان لم يسعوا للسلطة من أجل السلطة، وأنهم حاولوا التغيير، ولكن الجيش كان يخطط للانقلاب على الديموقراطية منذ سقوط مبارك.
ونبه إلى أن المشكلة لم تنبع من الإخوان، ولكن من الليبراليين الذي فشلوا في التواصل مع الجماهير، ولهذا قرروا التحالف مع العسكر.
وقال إن هناك ثالوثا غير مقدس يجمع الساسة ورجال الأعمال والإعلام من جهة، والجيش والشرطة والقضاء من جهة أخرى، من أجل البقاء في السلطة.
أين مرسي؟
وقال إن أحدا لا يعرف شيئا عن مصير الرئيس المنتخب محمد مرسي، حتى عائلته التي لا يسمح لها بزيارته، و "هناك مجموعة من المحامين الذين يريدون زيارته، لكن لم يسمح لهم، فهو محتجز في مكان لا أحد يعرفه ولا نعرف إن كان قد تعرض للتعذيب أم لا".
وتساءل الدرديري عن سبب عدم ظهور مرسي في المحكمة، وأشار إلى أن "هناك قلقا حول سلامته والمحاكم هي من تتحمل مسؤولية سلامته".
وكان الدريري وهو باحث في علم اللغويات وعمل في الجامعات الأمريكية، قد سافر لجنوب إفريقيا لحضور جنازة الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا، وقال: "لقد رفضت المؤسسة الحاكمة في جنوب إفريقيا دعوة الحكومة المصرية، وذهبت إلى هناك حاملا نيابة عن مرسي رسالتين لعائلة مانديلا ولرئيس جمهورية جنوب أفريقيا".
وقال إنه من المثير مشاهدة الشبه بين مانديلا ومرسي، و"نعتقد أن مرسي قد تحول إلى مانديلا العربي أو مانديلا الجديد في القارة الإفريقية. فقد عمل مانديلا للحفاظ على المؤسسات الديموقراطية، ولقد تعلمنا الكثير من تجربته والتقينا مع قادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وأكدوا لنا مواصلة التصميم، وقدموا لنا إشارات ومفاتيح حول الثورة الناجحة. فهو كفاح من أجل الحرية وحقوق الإنسان وحكم القانون. ونصحونا بعدم التفاوض مع الجيش حتى يطلقوا سراح المعتقلين ويعودوا لثكناتهم".
من هو الإرهابي؟
وعلق على قرار الحكومة المؤقتة، بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، قائلا إن من قامت بتصنيفنا "هي الحكومة غير الشرعية التي تمارس الإهارب ضد الشعب، وهي الحكومة التي قتلت آلافا من المصريين، فمن هو الإرهابي هنا؟ هل القاتل أم المقتول؟"، مضيفا: "هذه هي لعبة قديمة تمارسها أي قوة سياسية لإسكات الآخر".
وأكد الدرديري أن الاخوان لن يسكتوا؛ "لن نسكت، فلدينا حركة اجتماعية- سياسية عمرها 85 عاما، والإرهابيون لا يشاركون في البرلمان ولا الانتخابات خمس مرات، والإرهابيون لا يبنون المستشفيات و المدارس، ولن نعترف بالانقلاب وسنواصل مقاومته بكل الوسائل السلمية حتى نكسره".
وشدد الدرديري على سلمية الحركة التي تريد تحقيق الديموقراطية وحكم القانون وحقوق الإنسان، وزاد: "ونريد تحقيق هذا لأننا أول حكومة منتخبة في مصر، لا يمكنك اختطاف رئيس وحل البرلمان وقتل الآلاف، وتصمنا بالإرهابيين".
وأكد أنْ لا أحد يعترف بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.
وفي رده على سؤال حول عدم قدرة الإخوان على تغيير الحكم في مصر التي يحكمها العسكر منذ عقود أجاب: "لم نكن نريد أن يتحول مرسي لديكتاتور جديد، وأردنا أن يحكم بناء على القانون وبناء على البرلمان الذي حل. صحيح أنه من الصعب تحقيق الديموقراطية سريعا، وتحتاج لوقت، لكن كنا نعتقد أنه لو أكملنا دورة الديموقراطية لكان بإمكاننا تنظيف البلد من العناصر الفاسدة".
وأوضح أنه لو عاد الإخوان للحكم مرة أخرى فسيتحركون سريعا "وبدون خوف ضد العناصر الفاسدة في الجيش". وتابع: "قمنا بعمل هذا على قاعدة محدودة، كان علينا عمل هذا مع الشرطة والقضاء والإعلام وبيروقراطية الدولة، وكان علينا تنظيف الدولة من العناصر الفاسدة والمتحيزة والتي حاولت تشويه سمعة الأبرياء في مصر".
جيل جديد
وقال إن التخلص من النخبة الفاسدة كان الخطوة الأولى، أما الخطوة الثانية فقد كانت توفير المناخ لمنح الطبقة المتوسطة الفرصة للحصول على حياة أفضل. "كنا نريد تحقيق هذا، وكنا نريد تحديد الحد الأعلى والأدني للراتب. في مصر هناك من يحصل على مليون جنيه مصري في الشهر، ومن يحصل على 200 جنيه مصري في الشهر".
واعترف الدرديري بأنه كان لا بدّ من التحرك بسرعة، وقال: "كان لدي تقارير تتحدث عن خطط للانقلاب منذ سقوط مبارك".
وألقى الدرديري باللائمة على الجانب الليبرالي، حيث قال: "نحن روحيا علمانيون، ولا أجد أية تضارب بين العلمانيين ونحن، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالديموقراطية وحقوق الإنسان. دعونا نترك الأمر الآن للمصريين ليقرروا، هذا قرار مصري. المشكلة لم تكن فينا نحن، بل في الليبراليين الذين خسروا الانتخابات، ولهذا عرفوا أنهم فشلوا في التواصل مع المصريين ولهذا وقفوا مع العسكر".
ويرى الدرديري أن ما حدث في جزء منه هو صراع بين المدينة والريف، وأن هناك ثالوثا غير مقدس بين الساسة ورجال الأعمال والإعلام ممن يريدون البقاء في السلطة من جهة، وبين الجيش والقضاء والشرطة من جهة أخرى.
موقف الغرب
وعن موقف الغرب من الإخوان وأن الدول الغربية وجدت سهولة في التعامل مع مبارك لأنها تعرف تفكيره وتجد التعامل معه أحسن من التعامل مع الإخوان، أجاب الدرديري بأن هذا التقييم صحيح لكن ينقصه بعد النظر لأن الغرب يحب التعامل مع الذين يمثلون المصريين ويخدمون مصالحهم أفضل. "أتذكر أنني كنت في وفد زار واشنطن لزيارة مركز بحث، وطلب مني مرسي أن أخبر الأمريكيين أنه يجب عليهم التعامل معنا على قدم المساواة. وأي علاقة بين مصر والولايات المتحدة يجب أن تقوم على ثلاثة مبادئ: تفاهم متبادل، واحترام متبادل، ومصالح متبادلة".
ويرفض الدرديري قول من يقول إن الإسلام السياسي مشروع فاشل؟ فهو لا يرى المصطلح معبرا عن علاقة المسلم بالسياسة، وأوضح أن "فشل حزب الحرية والعدالة لا يعني فشل الإسلام، بل تجربة واحدة هي التي فشلت، فلا فرق بين الإسلام والسياسة. ويجب تقييم التجربة بكاملها، لدينا نجاحات كثيرة وبعض الفشل ولم تنته التجربة بعد".
لا نسعى للسلطة
وعن الاتهامات الموجهة للإخوان وتعطشهم للسلطة وأنهم يؤمنون بالوسيلة تبرر الغاية، قال الدرديري: "لا نؤمن بالغاية تبرر الوسيلة، فالسلطة هي وسيلة لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، ونحن جزء من العالم، ونحن مستعدون لإعطاء العالم أكثر مما نأخذ منه، ولو كنا نريد هذا لفعلناه تحت حكم ناصر، ووصلنا للسلطة عبر السبل الديموقراطية".
وعن موقف الأزهر ووقوفه متفرجا على القمع ضد الإخوان، أجاب بأن موقع الأزهر هو موقع إسلامي هام ولكن موقفه كان خيانة للمصريين، فقد سيطر العسكريون على قيادة الأزهر التي قال إنها لا تمثل الأزهر لأن كل التظاهرات في القاهرة تخرج من الأزهر "ولا أشعر أن الأزهر خانني".
وعن السلفيين وحزب النور، قال إن "حزب النور هو قصة أخرى، فلحزب النور التاريخ للتعامل مع الأجهزة الأمنية التابعة لنظام مبارك، وهؤلاء سياسيون انتهازيون على الرغم من أنهم وقفوا ضد الثورة منذ البداية، وأصدروا الفتاوى داعية المصريين إلى عدم المشاركة في الثورة. والآن لسنا نحن وحدنا من يشعر بالخيانة من حزب النور بل وأعضاؤه كذلك". وأضاف: "قد تختلف معي سياسيا ولكن لن تدعم قتلي، هذه جريمة. وأرفض لقاءهم لأن أياديهم ملوثة بدماء المصريين".