استغلت وسائل إعلام السلطات المؤقتة حادثة اعتقال الدكتور حسن رضا، الذي اعتبرته قوات الداخلية متهما في تفجيرات مديرية أمن الدقهلية، ثمّ "طبّلت وزمّرت" -بحسب ما أفاد نجل الدكتور- لذلك الحدث الذي عدّته دليلا على ضلوع الإخوان في التفجيرات.
وبالغت في إذاعة ذلك وفي بناء القصص حوله. غير أنه -على غير ما توقعت وسائل الإعلام- تمّ الإفراج عنه، وتمّ النظر في اعتقاله على أنه "خطأ غير مقصود".
وقال الدكتور حسن رضا، المدرس المساعد في علم التشريح بكلية الطب في جامعة المنصورة، إنه تم الإفراج عنه بعد اتهامه بالمشاركة في أحداث تفجير مديرية أمن الدقهلية.
وأضاف رضا، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الحمد لله حمدا كثيرا، رجعت، كان خطأ غير مقصود، وأشكر كل الذين دعوا لي ودافعوا عني"، على حد قوله.
وكانت قوات الأمن، ألقت القبض على الدكتور حسن رضا لاتهامه بتدبير التفجيرات الأخيرة بالمنصورة، وهي التي أسفرت عن مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 100 شخص بينهم جنود بالأمن المركزي.
يشار إلى أن الداخلية في السلطات المؤقتة بالترافق مع جهازها الإعلامي، بذلت جهودا حثيثة في نسبة تفجيرات الدقهلية وغيرها إلى الإخوان المسلمين، لتبرير تصنيفهم "تنظيمًا إرهابيا"، كما وتم إعلان ذلك فعلاً قبل أيام دون أدلة تذكر ضدهم، وبدا كأن القرار كان معدّا قبل التفجيرات وجاهزا للنشر!
ضابط حراسة مرسي: لهذه الأسباب.. تفجير المنصورة "مؤامرة"
وفي سياق متصل، قال ضابط سابق في حراسة الرئيس المنتخب محمد مرسي، إن حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية ينبئ عن "ألاعيب مدبرة واتهامات جديدة لجر الشارع
المصري إلى مربع العنف، والدخول في سيناريو الجزائر، وإلصاق كل التهم بجماعة الإخوان المسلمين وتبرير القمع ضدهم".
ودلّل الضابط السابق إلى ما ذهب إليه، بتصريحات لرجل الأعمال نجيب ساويرس، والإعلاميين الموالين للسلطة عمرو أديب وخيري رمضان عبر وسائل الإعلام بحدوث انفجار كبير، فضلا عن تحذير الولايات المتحدة رعاياها من التواجد في مصر قبل الحادث بـ48 ساعة.
وأضاف العميد طارق الجوهري، قائد الحراسة الليلية السابق لمنزل الرئيس مرسي في تصريحات إلى قناة "الجزيرة مباشر مصر"، أن تصريحات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية عن الحادث بأنه تم من الداخل ومن الأعلى، واصطحابه للمعمل الجنائي معه، وأن القنبلة المستخدمة لها تأثير على بعد كيلو متر، "كلها أدلة تُبرئ جماعة الإخوان المسلمين من الحادث الذي ندينه جميعا؛ لأنه دم مصري عزيز على كل مصري ووطني شريف".
ووصف الجوهري اتهام الدكتور حازم الببلاوي رئيس وزراء الحكومة المؤقتة لجماعة الإخوان بالإرهاب، بأنه "كلام خارج المنطق والعقل، خاصة أنه أعلن ذلك قبل تحقيقات النيابة وأصدر الحكم من عنده"، مستبعدًا صحة الرواية الأمنية حول أن الحادث سببه تفجير انتحاري لسيارة بالقرب من مديرية أمن الدقهلية؛ لأن "المديرية تحيط بها الكردونات الأمنية، فضلا عن تصريحات وزير الداخلية التي نفت هذا الادعاء".
وتابع بأن كون التفجيرات حدثت من داخل مبنى المديرية، من شأنه أن ينفي التهمة عن جماعة الإخوان وحتى عن الجماعات الجهادية، موضحا أن ذلك يؤكد أن هناك خيانة من الداخل، و"هناك بالفعل تحقيقات تمت مع بعض اللواءات الذين لم يحضروا اجتماعا مهما كان من المزمع عقده في توقيت حدوث الانفجار، وهناك أقاويل عن علاقتهم بجهات سيادية".
وأشار إلى أنه "من المعروف أن الدقهلية هي أكبر محافظة بها بلطجية، وأن هناك جهات سيادية وأصحاب مصالح يستخدمونهم لنشر الفوضى، وللقيام بحرب شوارع في مصر كلها ومن ثم حرب أهلية؛ لأن سلطة الانقلاب تعلم جيدا أن الجماهير لن تستجيب للاستفتاء على دستور لجنة الخمسين، ومن ثم يبحثون عن شماعة لتسليم الأمر برمته إلى المجلس العسكري".