بدأ المئات من السلفيين مساء السبت، في مغادرة منطقة
دماج بمحافظة صعدة، شمالي
اليمن، تنفيذا لأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين
الحوثيين والسلفيين.
وبحسب مصادر مقربة من زعيم السلفيين في المنطقة، الشيخ يحيى الحجوري، فقد أفضى اتفاق رعاه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي السبت، إلى خروج المنتمين للتيار السلفي ممن ليسو من أبناء المنطقة منها، والتوجه إلى مدينة الحديدة، غربي البلاد.
ويقضي الاتفاق، وفقا للمصادر، بـ"وقف إطلاق النار، وتسليم جميع المواقع المحيطة بدماج، بما فيها المواقع الجبلية، ونشر مراقبين من الجيش على هذه المواقع، وفتح الطرقات من مدينة صعدة إلى دماج".
وأوضحت المصادر أن الحجوري، الذي قُتل نجله عبد الرحمن بنيران الحوثيين قبل أكثر من شهر، طالب الرئيس اليمني ولجنة الوساطة الرئاسية بتعويض المتضررين السلفيين في النزاع مع الحوثيين، ومعاملة قتلاهم كشهداء ومعالجة جرحاهم، فضلا عن التزام الحوثيين بعدم ملاحقتهم أو التعرض لهم في أي مكان يستقروا فيه.
وأضافت أن زعيم السلفيين سيقوم بإنشاء مركز تعليمي جديد في الحديدة، عوضا عن معهد دار الحديث السلفي القائم في دماج.
وحسب المصادر، فقد تم الاتفاق بعد ضغوط مارسها الرئيس هادي، الذي فوضه
السلفيون لاقتراح حل ينهي صراعهم مع الحوثيين.
ووفقا لوثيقة منسوبة للشيخ الحجوري، يقضي البند الثاني من الاتفاق بـ"جعل مدة أربعة أيام بلياليها للخروج من دماج أنا "يحيى الحجوري" ومن أراد من طلابي إلى محافظة الحديدة ونخرج بأشيائنا آمنين".
وأفاد سكان محليون في دماج بإن المئات من السلفيين بدأوا مساء السبت بمغادرة المنطقة.
وتمكنت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء النزاع بين الحوثيين والسلفيين، صباح السبت، من دخول دماج، من أجل بدء التنفيذ الميداني لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
وكان طرفا النزاع في دماج قد وقعا، مساء الجمعة، اتفاقا لوقف إطلاق النار، بحسب مصادر سلفية.
ودارت مواجهات مسلحة بين الحوثيين والسلفيين في دماج، على مدار ثلاثة أشهر، أسفرت عن مقتل أكثر من 204 وجرح نحو 610 في صفوف السلفيين، بحسب مصادر سلفية، في حين يتكتم الحوثيون عن ذكر عدد الضحايا في صفوفهم.
ويتهم السلفيون، الحوثيين منذ سيطرتهم على دماج بحصار المنطقة، وقتل أبنائها نظرًا لعدم قبولهم الاحتكام إلى سلطات الحوثي في محافظة صعدة، حيث يسيطر الحوثيون على جميع مناطق المحافظة، باستثناء دماج ذات الغالبية السلفية.
في المقابل، تقول جماعة الحوثي إنها تقاتل من أجل إخراج مقاتلين أجانب مسلحين وجماعات "تكفيرية" من المنطقة.