لليوم الثاني على التوالي تجددت، الثلاثاء، الاشتباكات بين قوات
الشرطة وطلاب محتجين من أنصار الرئيس المنتخب محمد مرسي بعدة
جامعات مصرية، قامت خلالها الشرطة بتفريق
مظاهرات الطلاب بجامعتي
الأزهر والقاهرة، باستخدام قنابل الغاز.
وتجددت الاشتباكات أمام جامعة الازهر شرقي القاهرة، بين قوات الشرطة والطلاب المحتجين داخل الحرم الجامعي، عقب تجمع الطلاب واتجاههم للتظاهر خارج أسوار الجامعة، حيث أطلقت الشرطة قنابل الغاز باتجاههم، فيما قام الطلاب برشق قوات الشرطة بالحجارة، دون أنباء عن إصابات في صفوف الطرفين.
واحتشدت طاللبات أمام قوات الجيش المصري عند البوابة الرئيسية لجامعة الأزهر بعد تراجعها لدقائق، فيما استمرت الطالبات في الهتاف خارج أسوار الجامعة، واستطاعت قوات الشرطة إخراج أعضاء الموظفين المحتجزين بكلية التجارة، بعد محاصرة الطالبات لهم، مطالبين بفتح تحقيقات موسعة في أحداث الاثنين.
وقال إبراهيم هدهد نائب رئيس الجامعة في تصريحات صحفية إنه تم الإفراج عن الطلاب الذين اعتقلوا الاثنين في جامعة الأزهر على خلفية أحداث العنف التي شهدتها الجامعة، وقامت قوات الشرطة على إثرها باعتقال 58 طالبا.
ولفت المصدر إلى أن الإفراج لم يشمل 17 طالبا لا يزال يتم التحقيق معهم في "التورط بالتحريض على العنف، والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وارتكاب جرائم ضد الشرطة"، فيما لم يتسن تأكيد الخبر أو نفيه من وزارة الداخلية.
وفي جامعة القاهرة قامت قوات الشرطة بتفريق مظاهرة لطلاب حركتي "أحرار" و"طلاب ضد الانقلاب"، المؤيدتين للرئيس المنتخب محمد مرسي، أمام البوابة الرئيسية للجامعة، باستخدام قنابل الغاز، مما أوقع العديد من حالات الاختناق بين الطلاب.
وفي كلية الهندسة بجامعة القاهرة، دخل اعتصام الطلاب داخل مقر الكلية يومه الرابع على التوالي، للمطالبة بالقصاص لزميلهم محمد رضا، الذي لقي مصرعه خلال اشتباكات بين قوات الأمن والطلاب الخميس قبل الماضي.
وشهد محيط جامعتي الأزهر والقاهرة، وميدان النهضة المواجه لجامعة القاهرة، منذ الساعات الأولى لصباح الثلاثاء، استعدادا أمنيا وتواجدا ملحوظا من قوات الجيش والشرطة، تحسبا لتصاعد الاحتجاجات الطلابية.
وفي جامعة المنصورة بمحافظة الدقهلية، نظّم العشرات من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وقفة احتجاجية داخل الجامعة، تضامنا مع طلاب جامعة الأزهر، كما تظاهرت حركة "طلاب ضد الانقلاب"، تلبية لدعوة التحالف لوطني لدعم الشرعية المؤيد لمرسي للتظاهر تحت عنوان "الطلاب يقودون الثورة".
وجابت مسيرة طلابية مؤيدة لمرسي جامعة قناة السويس احتجاجا على ما وصفوه بـ "اعتداءات أجهزة الأمن على طلاب الأزهر، واستمرار الانتهاكات ضد الطلاب بالجامعات المصرية".
ونظّم عدد من طلاب جامعتي دمياط وفرع جامعة الأزهر بدمياط مظاهرة داخل الحرم الجامعي، هتف الطلاب خلالها بشعارات معادية لشيخ الأزهر أحمد الطيب، رافعين لافتات مناهضة للجيش والشرطة.
أما جامعة الأزهر فرع الزقازيق بمحافظة الشرقية، فقد شهدت وقفات طلابية احتجاجية، شارك فيها طلاب وطالبات، رفعوا خلالها إشارات رابعة ولافتات لعدد من الطالبات اللواتي لقين مصرعهن خلال أحداث فض اعتصام رابعة والنهضة، والأحداث التي تلتها.
وجنوبا في المنيا انطلقت مسيرة طلابية بجامعة المنيا تندد بمقتل طالب الهندسة وطالبي الأزهر، وردد خلالها الطلاب هتافات ضد الشرطة والجيش ومنها "يسقط حكم العسكر"، "الانقلاب هو الإرهاب".
وقالت مصادر طلابية إن اشتباكات الاثنين بجامعة الأزهر أسفرت عن مقتل طالبين، وإصابة أكثر من 200 آخرين، وهو ما نفته وزارة الصحة المصرية لاحقا، وقالت إنه لم يسقط أي قتلى، والجرحى 5 طلاب فقط.
فيما قال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة أحمد كامل، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، الاثنين، إنه "لا صحة لسقوط قتيل بين طلاب جامعة الأزهر، خلال اشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن"، مشيرا إلى أن إجمالي حالات الإصابة التي سجلت اليوم بلغت 5 طلاب فقط.
ودافعت وزارة الداخلية المصرية عن دخول قواتها حرم جامعة الأزهر الاثنين، وقالت، في بيان لها، إنها تدخلت بناء على بلاغ من رئيس الجامعة أسامة العبد، للحفاظ على الأرواح، والممتلكات داخل الحرم الجامعي، وانها تعاملت "بحرص بالغ مع مثيري الشغب، وأنها تمكنت من تفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع".
كما أكدت وزارة الداخلية في بيانها لها حول الأحداث ، أنها اعتقلت 58 من مثيري الشغب في جامعة الأزهر والمدينة الطلابية، خلال أحداث الاثنين.
وبدأت أحداث جامعة الأزهر الاثنين عقب تنظيم "حركة طلاب ضد الانقلاب" مسيرة طلابية داخل الجامعة وأمام كلية الطب، احتجاجا على ما وصفوه باعتداءات الأمن المتكررة على الجامعة ليتدخل الأمن لفض المسيرة عقب انطلاقها بدقائق، ثم تطورت الأمور ودخلت قوات الأمن للجامعة.