سياسة عربية

ماذا فعلت "حنظلة" في الوحدة 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية.. فشل متتال

تشكل عملية الاختراق ضربة قاسية للبنية التحتية السيبرانية الإسرائيلية- صحف عبرية
أعلنت مجموعة "حنظلة" عن تنفيذ عملية اختراق سيبراني استهدفت شبكة شركة "سيليكُم" الإسرائيلية، التي تُعد واجهة لوحدة 8200 الاستخباراتية. وتمكنت المجموعة من التسلل إلى الشبكة والبقاء فيها لعدة أشهر، حيث جمعت 40 تيرابايتًا من البيانات الحساسة، شملت مراسلات ووثائق مالية وإدارية. 

وأكدت المجموعة أنها قامت بمسح جميع البيانات من خوادم الشركة، ما منحها سيطرة كاملة عليها. 

ولا تُعد هذه العملية الأولى من نوعها، إذ استهدفت "حنظلة" سابقًا مؤسسات إسرائيلية أخرى، مثل مركز الأبحاث النووي "سوريك"، والبريد الإلكتروني لوزير الحرب الإسرائيلي السابق. 

تأتي هذه الهجمات في إطار ما وصفته المجموعة بتمرير رسائل سياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد سلسلة اغتيالات استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية.

ولم تقتصر عملية الاختراق السيبراني التي نفذتها مجموعة "حنظلة" على جمع البيانات الحساسة، بل تصاعدت لتشمل محوًا كاملًا لجميع البيانات الموجودة على خوادم شركة "سيليكُم" الإسرائيلية ونسخها الاحتياطية.

وبذلك أصبحت المجموعة الجهة الوحيدة التي تحتفظ بهذه المعلومات، مما يمنحها ورقة ضغط قوية في مواجهة المؤسسات الإسرائيلية. 

وأرفقت المجموعة في بيانها، المنشور عبر منصاتها على "إكس" و"تليغرام"، مقاطع فيديو تُظهر واجهات التحكم المستخدمة لإدارة الأنظمة الأمنية ومراقبتها داخل الشبكات المرتبطة بوحدة 8200. تُعد هذه الخطوة تعزيزًا لمصداقية ادعاءاتها وتأكيدًا على اختراقها العميق للشبكة. 

وتشكل عملية الاختراق التي نفذتها مجموعة "حنظلة" لشبكة شركة "سيليكُم" الإسرائيلية ضربة قاسية للبنية التحتية السيبرانية الإسرائيلية، خاصة أن الشركة تضم في صفوفها كبار ضباط وحدة 8200، المعروفة بخبراتها المتقدمة في مجال الأمن السيبراني والهجمات الإلكترونية. 

ويأتي هذا الاختراق في توقيت حساس، ما يمنح العملية أبعادًا تتجاوز الجانب التقني لتصل إلى تمرير رسائل سياسية وأمنية مباشرة إلى النظام الإسرائيلي. يُبرز هذا الهجوم قدرة "حنظلة" على استهداف أبرز العقول السيبرانية في الاحتلال الإسرائيلي، مما يضع تحديات كبيرة أمام منظومة الأمن السيبراني الإسرائيلية.

كما تواصل المجموعة إلى اختراق البريد الإلكتروني لوزير الحرب السابق بيني غانتس، الذي نشرت له صورًا شخصية مع فتيات. كما كشفت المجموعة بيانات شخصية لمسؤولين إسرائيليين، مثل الملحق الدفاعي لدى دول بنلوكس، موشيه تيترو، والسفير الإسرائيلي في ألمانيا، رون بروسر، الذي تضمنت تسريبات بريده الإلكتروني معلومات دبلوماسية حساسة قد تؤثر في العلاقات الخارجية الإسرائيلية. 

تستمد المجموعة اسمها من شخصية "حنظلة" الكاريكاتورية التي رسمها الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، وتربط عملياتها بالجرائم الإسرائيلية في غزة، وخصوصًا اغتيالات قادة المقاومة. وفي بياناتها المنشورة عبر "تليغرام"، أعلنت تصعيدها ضد الاحتلال، مشيرة إلى أن عناصر الموساد ووحدة 8200 "لن يكونوا في مأمن بعد اليوم". 

الوحدة 8200.. فشل استخباراتي 
تُعد الوحدة 8200 إحدى أكبر وأهم وحدات مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وقد تأسست في منتصف القرن العشرين. تتمثل مهامها الأساسية في التنصت وفك التشفير لتوفير المعلومات والتحذيرات للقيادة المركزية وهيئة الأركان الإسرائيلية. 


ورغم التقنيات المتطورة التي تعتمد عليها الوحدة، تعرضت لانتقادات واسعة بعد فشلها في التنبؤ بعملية "طوفان الأقصى"، مما أثار تساؤلات حول كفاءتها في التعامل مع التهديدات المفاجئة. 

ويشكل هذا الإخفاق نقطة تحول في سمعة الوحدة، التي لطالما اعتُبرت ذراعًا أساسيًا في منظومة الأمن السيبراني والاستخباراتي الإسرائيلي.