سخر كاتب إسرائيلي، من رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو
بعد تشبيه نفسه بالزعيم البريطاني الأشهر في العصر الحديث "ونستون
تشرشل"، والذي تغلب على الزعيم النازي أدولف
هتلر في الحرب العالمية الثانية.
وقال الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت: "تشرشل عرف
كيف يتكلم، لكنه كان يتصرف أيضا بعكس ما هو الحال مع نتنياهو"، مضيفا أن
"تشرشل وقف وحيدا ضد آلة
الإبادة النازية، وأنقذ العالم الحر، لكن نتنياهو
وقف وحيدا أمام آلة تدمير باقي خصومه الإسرائيليين، واتهامهم بأنهم فوضويون".
وأشار بن كاسبيت في مقال نشره موقع
"
ويللا" وترجمته "
عربي21" إلى أن الرئيس السابق للقيادة
الوسطى بالجيش الإسرائيلي غادي شامني، سخر أيضا من هذه المقارنة
"السخيفة"، مؤكدا أن هناك اختلافات عميقة بينهما، بل يمكن تشبيه نتنياهو
بزعيم آخر وهو "لويس السادس عشر" ملك فرنسا، وزوجته ماري أنطوانيت، التي
اقترحت على الفرنسيين الجائعين تناول الكعك، بينما لم يجدوا رغيف الخبز.
وأضاف أن "هناك عدة نقاط تؤكد الاختلاف العميق
بين تشرشل ونتنياهو، سواء باتجاه العلاقة مع الحليف الوثيق وهي الولايات المتحدة
الأمريكية، والعلاقة مع الجيش وقادته أثناء الحرب الجارية، والانفصال عن الشعب،
فضلا عن عدم القدرة في التعرف على المخاطر ومواجهتها".
وأوضح أن "نتنياهو فشل في إنقاذ الدولة من
الانهيار والاستسلام، بينما أدرك تشرشل الخطر في ألمانيا النازية، وتصرف نحوها
(..)، نتنياهو أدرك الخطر القادم من الأعداء المحيطين بدولة
الاحتلال لكنه أدمن
الخطابات الافتتاحية، والعروض التقديمية، ونشر الملصقات، لقد تكلم وتحدث وحذر
واستنكر وأثبت وأكد وهدد، لكن ذلك كله لم يتحول إلى أفعال، لأنه ببساطة فضّل عدم
القيام بذلك، مما أدى إلى الكارثة الحالية".
وأشار إلى أن "نتنياهو بعكس تشرشل دأب على الظهور
متعجرفًا ومنتفخًا ومتغطرسًا ومحبًا للمتعة، ولم يحرك ساكنًا للوفاء بوعوده
الانتخابية بإزالة التهديدات المحيطة بالدولة من مختلف الحدود، بل انحدر إلى الخلف
وترك الأعداء يملون قواعد اللعبة، يهددونا، يسلحون أنفسهم، ويبنون وحشا رهيبا على
السياج الحدودي، فيما اعتقد بكل سذاجة أنه يستطيع من خلال خطاباته تغيير التاريخ،
لكنه في الممارسة العملية، كان يؤمن بدرجة أقل، والنتيجة أنه اختار العار مرة بعد
مرة، في كل جولاته التصعيدية ضد حماس وحزب الله".
وأوضح أنه "منذ أن أصبح نتنياهو رئيساً للوزراء
مرة أخرى في 2009، تجاهل وعوده، واختار السياسة المعاكسة، فقد أطلق سراح يحيى
السنوار، ومعه 1027 أسيرا من حماس، وتجنب المواجهة مع الحركة، أما تشرشل فمنذ
توليه رئاسة الحكومة في بلاده اقترحوا عليه أن يتفاوض مع هتلر، ويقبل شروطه، وينقذ
بريطانيا، لكنه ازدراهم، وقال في خطابه الشهير: "لا أستطيع أن أقدم سوى الدم
والكدح والدموع والعرق"، أما نتنياهو فقد دأب على إظهار غطرسة ونرجسية لا
أساس لها من الصحة، حتى أنه قبل أسابيع قليلة من كارثة هجوم السابع من أكتوبر التي
ستُكتب باسمه إلى الأبد، ذهب في إجازة أخرى".
وكشف أن "نتنياهو طوال العام الذي سبق السابع
من أكتوبر، رفض الاستماع للتحذيرات، والتقى رئيس أركان الجيش عدة مرات، ورفض
بازدراء ثلاثة تحذيرات مكتوبة بشأن الخطر المباشر لحرب إقليمية، لكنه دأب على
وصفها بأنها مبالغ فيها، رغم أن الجنرال غادي آيزنكوت رئيس الأركان السابق أعلن
صراحة أن الأيام التي سبقت هجوم أكتوبر هي أكثر خطورة مما كانت عليه قبل حرب يوم
الغفران 1973، وكذلك فعل زعيم المعارضة يائير لابيد، وأفيغدور ليبرمان، جميعهم
أعلنوا تحذيرات جادة، لكن نتنياهو كان مشغولا بالترفيه مع زوجته، حتى جاء يوم
السابع من أكتوبر ليجرف كل التصريحات عن القوة الإسرائيلية، وتفوقها على أعدائها،
وبات أحلك يوم في تاريخ الدولة".
وختم بالقول إن "المقارنات الإسرائيلية السخيفة
لوضع نتنياهو مقابل تشرشل لا تتوقف، لا سيما على الصعيد الدولي، ففي حين أدرك
الأخير أهمية التحالف مع القوة الأكبر في العالم للانتصار على النازيين، فإن
نتنياهو على العكس تماما، دأب على مهاجمة حليفه الاستراتيجي، الولايات المتحدة،
بكل ما يستطيع، رغم تحذيره من مخاطر ذلك، لكنه تجاهل كل ذلك، وزرع بذور الصدع مع
الحزب الديمقراطي، ويشعر بالاشمئزاز من كل رئيس أمريكي، ما دفع الرئيس السابق
باراك أوباما لوصفه بأنه "براز الدجاج"، وإطلاق الرئيس الحالي جو بايدن
عليه لقب "كاذب لعين"، فيما فضل الرئيس الأسبق بيل كلينتون عدم الاتصال
به، بينما حطمت زوجته هيلاري ذات مرة سماعة الهاتف بعد مكالمة طويلة معه".