اعتبرت كاتبة
إسرائيلية أنه يجب اتباع نهج أكثر تطورا في إعادة بناء الجسور مع الحزب الديمقراطي، بدلاً من دفعه إلى أحضان جماعة "الإخوان المسلمين"، وأنه يجب استغلال الفرصة وتغيير الواقع في صالح "إسرائيل".
وقالت الكاتبة ليلاخ سيغان، في مقال نشرته عبر صحيفة "
معاريف": لا شك أن أشهر صيف 2024 هي توقيت مشوق لزيارة أمريكا، المؤتمر الديمقراطي، وترقب المواجهات وذروة انتخابات عاصفة مع الكثير من الحراكات والتقلبات، التي لا يزال مبكرا المراهنة كيف ستنتهي.
وأضافت أن هذا "توقيت مشوق لسماع يهود أمريكيين، لأن الزاوية التي ننظر فيها إلى الانتخابات من إسرائيل ضيقة للغاية، في حين أننا حين نصل إلى
الولايات المتحدة نكتشف منظورا مغايرا.. تحدثت مع بضعة يهود ليبراليين من محبي إسرائيل وأعربوا لنا عن الكثير من التأييد في السنة الأخيرة".
وأوضحت أن "بعض هؤلاء يتبرعون وينتمون إلى منظمات مؤيدة لإسرائيل، وبعضهم كانوا هنا وعبروا عن تضامنهم مع بلدات الغلاف، وكلهم يخافون جدا مما يحصل منذ 7 اكتوبر، ولا يزال
ترامب هو العلم الأحمر بالنسبة لهم".
وذكرت أن هؤلاء "ليسوا تقدميين في آرائهم بأي حال، يمقتون الموضة السائدة في التأييد للفلسطينيين، بل ولا يتأثرون على نحو خاص بـ هاريس أو بنائبها، ومع ذلك، فهم يخافون دونالد ترامب أكثر بكثير مما يخافون
كمالا هاريس، وفي الخيار السيئ بينها وبين ترامب فإن صوتهم سيذهب إلى كمالا".
وأشارت إلى أنه "رغم ميل ترامب المؤيد لإسرائيل، فهم يؤمنون بأنه إذا ما انتخب للرئاسة، فإن موقفه من إسرائيل لن يكون على الإطلاق ذا صلة، فإذا ما اتخذ خطوات مناهضة للديمقراطية تغير وجه الولايات المتحدة، كما يقولون، فإن هذا سيؤثر سلبا على حياة اليهود الأمريكيين وعلى إسرائيل أيضا".
وبينت أن "لليهود الذين كانوا منذ البداية جمهوريين تكون المعضلة مضنية بشكل أقل، لكن معظم يهود الولايات المتحدة هم ديمقراطيون، وبعضهم يشعرون بأن الحزب الديمقراطي يخون اليهود، في قسم منه على الأقل، ورغم ذلك فإن معظم اليهود الديمقراطيين مع ذلك سيبقون مع الحزب".
وأضافت أن "أولئك الذين تحدثت معهم سمعوا التزام هاريس بدعم إسرائيل في الخطاب الذي ألقته، وهذا أرضاهم، كما أنهم يستندون جدا إلى حقيقة أن هاريس متزوجة داغ أمهوف، يهودي فخور يعرف نفسه كمقاتل مصمم ضد اللاسامية".
وذكرت أن "أمريكا مشغولة جدا بنفسها، وكذا اليهود الأمريكيون، رغم صلتهم بإسرائيل، فهم مشغولون جدا بأنفسهم أكثر مما هم بنا، ويمكن أن نفهمهم فبعد كل شيء نحن أيضا الإسرائيليين مشغولون أكثر بكثير بأنفسنا مما بيهود الشتات"، على حد وصفها.
وقالت إن معظم اليهود في الولايات المتحدة يفهمون الوضع جيدا، هم يعرفون بأن "إسرائيل" تقاتل ضد "جهاديين متخلفين، وقد صدموا بمذبحة 7 أكتوبر بقدر لا يقل عنا، لكنهم يرون أيضا المراوحة التي علقنا فيها ويقولون إن على إسرائيل أن ترتبط بالواقع كي تواصل السير إلى الأمام"، مضيفة أنه "من ناحيتهم، لا يمكن مواصلة القتال إلى الأبد والادعاء بأننا سننتصر على التو، بينما إسرائيل خسرت بشكل واضح في الحرب الإعلامية وفي تأطير الحرب، والحكومة ببساطة لا تريد أن تعترف بذلك".
ولفتت إلى أن هؤلاء كان يرغبون في "رؤية قيادة تعرف كيف توحد حولها القسم الأكبر من الشعب اليهودي في العالم.. واجب جدا عمل هذا في ضوء التصاعد في اللاسامية وأزمة الكثير من اليهود في أرجاء المعمورة.. ولشدة الأسف هذه ساحة أخرى لا تتمكن الحكومة الحالية من التصدي لها ومشكوك فيه أنها حتى تحاول ذلك".
وقالت: "خرجت من هذه المحادثات مع فهم واضح لترشيح هاريس والسبيل الذي تقدم فيه في إسرائيل.. نحن حساسون جدا لكل نبرة مناهضة لإسرائيل، وعليه فنحن لا نفسر بالضرورة على نحو صائب ما يحصل، وصحيح أن هاريس بعيدة عن أن تكون مؤيدة لإسرائيل أو صهيونية متحمسة، لكن بدلا من أن نقرر بأنها ضدنا ونطور العداء تجاهها، فإن الأمر الصائب عمله هو بالذات التقرب منها ومن زوجها أيضا".
واعتبرت أن حملة هاريس "تخاف أن تثير غضب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الفترة الحساسة ما قبل الانتخابات، ولهذا لا تقال ضدهم أمور لا لبس فيها.. لكن قسما كبيرا من الجمهور مل حقا الفوضى المؤيدة للفلسطينيين، إن لم نقل المؤيدة لحماس، وهذه العصابة نجحت مؤخرا في أن تتورط حتى مع السود في الولايات المتحدة، وعليه فإنه يتعين على إسرائيل أن تستغل الفرصة وأن تغير الواقع في صالحها.. علينا أن نتخذ نهجا أكثر ذكاء كي نعيد بناء الجسور للحزب الديمقراطي، بدلا من أن ندفعه إلى أذرع الإخوان المسلمين".