شدد الجنرال الإسرائيلي البارز إسحاق بريك، على أن جيش
الاحتلال لا يعترف بعدم تحقيقه الهدف الرئيسي من عدوانه على قطاع
غزة وهو إسقاط حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، مشيرا إلى أن "قيادة الجيش العليا تواصل خداع الجمهور عبر إيهامهم بأن المزيد من الضغط سيحقق أهدافهم".
وقال بريك في مقال نشره في صحيفة "معاريف" العبرية، إنه "لا يوجد خداع أكبر من الادعاء بوجود حاجة عملية للفوز وإسقاط حماس، وبالتالي يجب الاستمرار في الحرب، مقارنة بالاعتبارات الإنسانية لإطلاق سراح الأسرى بالتفاوض".
وأضاف أن "
نتنياهو يدعي أن وقف القتال من أجل إطلاق سراح الأسرى سيجلب كارثة أخرى على إسرائيل"، واصفا هذا الطرح بـ"الكذب، لأنه لم تعد هناك أي فرصة لإسقاط حماس، بغض النظر عن مدة الحرب".
وأشار إلى أن "هؤلاء القادة المخادعين (قادة الاحتلال) نسوا أن يذكروا أن 80 بالمئة من مئات الكيلومترات من أنفاق حماس ما زالت قائمة، وأن عدد مقاتلي حماس يصل إلى عشرات الآلاف"، مشددا على أن "قتل قادة حماس وحزب الله لا يقربنا من النصر، لأن لديهم دائما بدائل".
ولفت بريك إلى أن قدرات حماس "لا تزال قائمة"، واعتبر أنه "حتى لو قررت حماس التوصل إلى اتفاق هدنة الآن يستمر لعدة سنوات، فإنها ستبقى تهديدا حقيقيًا على دولة إسرائيل لأن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من إسقاطها".
وبحسب الجنرال الإسرائيلي، فإن كل يوم يمر من العدوان على غزة "يعمق عملية انهيار دولة إسرائيل"، موضحا أن "الجيش يتآكل، خاصة جنود الاحتياط الذين لا يمكنهم تحمل العبء وحدهم لأنه ليس لديهم بدائل. الكثير منهم يشيرون بأقدامهم إلى أنهم غير مستعدين للاستمرار في نمط التجنيد المتكرر لجنود الاحتياط، وهي عملية تهدد سلامة جيش الاحتياط".
ولفت بريك إلى أن "استمرار القتال يؤثر وسيف يؤثر بشدة على اقتصاد إسرائيل، نحن الآن معزولون عن العالم، كما لو كنا مصابين بالجذام، والعقوبات الاقتصادية علينا تزداد. يتم استثمار مبالغ طائلة في الحرب وليس هناك من يعيدها. الدولة مضطرة لاقتراض المال بفائدة عالية بسبب خفض التصنيف الائتماني؛ هناك هجرة عقول إلى الخارج، عقول كانت تدفع عجلة الاقتصاد. العجز يتزايد يوما بعد يوم".
وعلى الصعيد الدولي، فإن "كل يوم يمر فيه القتال يعمق عزلة إسرائيل في العالم. فقط القرارات الأخيرة من محكمة لاهاي ستؤدي إلى عزلة إسرائيل في العالم، كما لم تشهدها سوى دول قليلة من قبل"، بحسب الجنرال الإسرائيلي.
وداخليا، أوضح بريط أن "الكراهية المتقدة داخل إسرائيل، التي تتعمق كلما استمرت الحرب، تمزق الدولة من الداخل"، موجها نداء إلى نتنياهو ومؤيده بأن جيش الاحتلال "لن يتمكن في الوضع الحالي من تحقيق النصر على حماس".
ورأى أنه على الرغم من هذه الحقائق، إلا أن نتنياهو ومؤيديه "يريدون الاستمرار في الحرب على حساب إطلاق سراح الأسرى واستمرار انهيار الدولة في جميع المجالات التي ذكرتها".
وفي ختام مقاله، شدد بريك على ضرورة وقف القتال وإطلاق سراح الأسرى عبر التفاوض، معتبرا أن ذلك ضروري من أجل "إعادة بناء الجيش المنهك الذي يفتقر إلى الدبابات وقطع الغيار والذخيرة، وإعادة بناء اقتصاد إسرائيل، والعلاقات الدولية، وتعزيز صلابة المجتمع لكي نعود إلى الطريق الصحيح"، على حد قوله.