شكلت
كاميرا فوتوغرافية، حصل عليها راميش
شوكلا قبل 70 عاما، كهدية لعيد ميلاده من والده، بوابة ليصبح من خلالها مصورا لدى
العائلة الحاكمة في
الإمارات.
وكان والد شوكلا أهداه كاميرا من طراز
"رولي كورد"، في عيد ميلاده، وبعد أعوام قرر البحث عن فرصة للعمل، لينتقل
إلى الإمارات عام 1965، مستقلا سفينة من بومباي في الهند إلى ميناء الشارقة.
ووصل شوكلا إلى ميناء
إمارة الشارقة، وفي جيبه دولار واحد فقط، وعدة لفات من أفلام التصوير، واستقل
عربة، ومن ثم دراجة نارية، ليصل إلى دبي، التي كانت حينها عبارة عن قرية صيد تحيط
بها مساحات شاسعة من الصحراء المفتوحة، حيث وثق الصيادين، وغواصي اللؤلؤ، ورعاة الإبل.
وجاءت فرصة شوكلا
الذهبية عندما حضر سباقا للهجن بالشارقة في عام 1968، تواجد فيه شيوخ من عدة
إمارات في البلاد.
والتقط شوكلا صورة
لمؤسس دولة الإمارات العربية الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعدد من
الشيوخ المتواجدين.
وكان المشهد الذي وثقه، لحظة توقيع الشيخ
زايد، على صورة للمصور
الهندي في حلبة لسباق الهجن، وبعد تظهير الصورة عاد في
اليوم التالي، إلى المضمار وعرض الصورة على رئيس الدولة، والذي أعجب بها ووصفه
بأنه "فنان".
وكانت تلك اللحظة فارقة في حياة المصور، حيث
بات يدعى إلى المناسبات الرسمية كمصور فوتوغرافي، وفتحت له أبواب العائلة الحاكمة
في الإمارات، ودفعه حاكم دبي الراحل راشد بن سعيد آل مكتوم للبقاء في البلاد، وقام
بجلب زوجته وابنه بعد 5 أعوام.
وقال ابنه، إن والده
كان يستخدم أحد الأطباق الهندية للطعام، من أجل معالجة الأفلام التي يصورها في
غرفة مظلمة ببيتهم.
ولعبت تارو، وهي زوجة
شوكلا، دورا مهمًا في مهنة زوجها، حيث قامت بتسجيل ملاحظات فنية أثناء توثيق شوكلا
للأحداث. وأثرت تلك الملاحظات على كيفية معالجة الصور لاحقًا، مثل الإضاءة، ومقدار
التعرض، وسرعة الغالق.
في الثاني من ديسمبر/ كانون
الأول من عام 1971، دعي المصور للانضمام إلى لحظة ذات أهمية تاريخية كبيرة في
المنطقة، أي توقيع اتفاقية الاتحاد التي شهدت انضمام 6 إمارات، وهي أبوظبي، ودبي،
والشارقة، وأم القيوين، وعجمان، والفجيرة معا لتشكيل دولة الإمارات.
واختيرت صورة شوكلا
للشيخ زايد أثناء توقيع وثيقة الاتحاد، الورقة النقدية الجديدة من فئة الخمسين
درهمًا، والتي طُبِعت في عام 2021 للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات.
ولكنه لا يزال يمتلك
"المئات" من لفات الأفلام غير المعالجة من تلك الفترة، وينشر صورا لم تر
من قبل للشيوخ في المعارض، بعد معالجتها كل عدة أعوام.