تواصل الدعاية الإسرائيلية تحريضها على الجامعات
الأمريكية والكتل الطلابية فيها، التي خرجت للتضامن مع الشعب الفلسطيني في
غزة،
وإدانة الحرب الإسرائيلية عليها، حتى وصل الأمر بالمؤسسات الرسمية الإسرائيلية لأن
تعقد مؤتمرات وحلقات نقاش لبحث مخاطر هذه الظاهرة.
وتدعي أوساط
الاحتلال أن هذه الظاهرة تسببت بزيادة
كبيرة في حالات معاداة السامية في جامعات الولايات المتحدة منذ هجوم السابع من
أكتوبر، واندلاع الحرب على غزة، والادعاء الإسرائيلي عن تورط الأطراف الخارجية
التي تضخ الأموال للكتل الطلابية في هذه الجامعات.
روبرت ماي باحث شؤون الشرق الأوسط بجامعة بن غوريون،
كشف أن "الجامعة عقدت مؤتمرا Camera on Campus بالتعاون
مع برنامج DIPLOCAT،
المخصص للطلاب الدوليين، بحضور الصحفي الكبير مايكل ستار من صحيفة جيروزاليم بوست،
وأور يساكر مدير معهد أبحاث "الحركة الأمنيّة"، لتثبيت فرضية مفادها أن
زيادة المظاهرات المعادية لدولة الاحتلال التي تنكر حقها في الوجود، مع استمرار
حرب غزة، تجعل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود أقلّ أمانًا بكثير، أمام ارتفاع
عدد الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة بنسبة 103.5% مقارنة بعام 2022،
من 3,697 حادثة إلى 7,523 حادثة".
وأضاف في مقال نشره موقع
زمن إسرائيل، وترجمته
"
عربي21" أنه "بالتوازي مع زيادة الحوادث المعادية للاحتلال، أصبحت
المظاهرات العنيفة في الجامعات الأمريكية ظاهرة شائعة ومثيرة للقلق، فقبل بضعة
أسابيع في 11 يونيو جرت مظاهرة عنيفة بجامعة كاليفورنيا (UCLA) أقام فيها 100 شخص مخيمًا تسبب في أضرار
جسيمة للممتلكات، ورددوا هتافات معادية للسامية، ورفعوا راية تحمل اسم الشهيد باسل
الأعرج الذي اغتاله الاحتلال في الضفة الغربية قبل أعوام، فيما زعمت منظمة ADL، أن معظم قادة الاحتجاجات ضد الاحتلال
يطالبون الجامعات بتبني سياسات من شأنها الإضرار بشكل مباشر بالطلاب وأعضاء هيئة
التدريس المؤيدين للاحتلال، وطردهم منها".
وأوضح أن منظمة (طلاب من أجل العدالة في
فلسطين) Students For Justise In Palestine- SJP هي
الأكثر حضورا في هذه الفعاليات، ونشرت منشورًا على إنستغرام تدعو فيه للانضمام
للنضال في الجامعة ضد الاحتلال ومؤيديه، واتهامه بتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية ضد
الفلسطينيين في غزة، ونشرت على وسائل التواصل رموز "عاشت المقاومة، القوة
لمقاتلينا من أجل الحرية، وإكراما لشهدائنا"، مستعينا باقتباسات من الأسير
الفلسطيني الشهيد وليد دقة، حتى وصلت المظاهرات لجامعة كولومبيا رائدة المظاهرات
المناهضة للاحتلال، وفي 4 مايو، أقامت المنظمة خيامًا في الحرم الجامعي لجامعة
ميتشيغان، احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على مخيمات اللاجئين في غزة، وطالب
إدارة الجامعة بالتوقف عن المشاركة بتمويل الاستثمارات المتعلقة بالاحتلال، ورسم
كتابات على جدرانها تحمل عبارة "الانتفاضة".
وبيّن أن "SJP لا
تتصرف من تلقاء نفسها، بل يوجد لديها فروع في جميع أنحاء الولايات المتحدة تحت
مسمى National Students For Justice in
Palestine- NSJP (طلاب وطنيون من أجل العدالة في فلسطين)،
تأسس عام 2010 بهدف تنسيق وتنظيم أنشطة SJP في
الجامعات منذ إنشائها، ودعت العديد من منفذي العمليات المسلحة ضد الاحتلال لإلقاء
محاضرات حيّة، ونقل عن معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة ISGAP، أن SJP مدعومة من لجنة
المقاطعة الدولية BNC،
وهي تحالف تدعمه المنظمات الفلسطينية، والآن تتم محاكمتها بزعم الدعوة من أجل
الكفاح المسلح ضد الصهاينة".
جوناثان شانزر، نائب رئيس معهد أبحاث الدفاع عن
الديمقراطيات، زعم أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي في 2016 أن
"هذه المنظمة الطلابية تستفيد من دعم الموارد المالية التي تحصل عليها منظمة
"المسلمون الأمريكيون من أجل فلسطين"
(AMP)، التي انخرط كبار مسؤوليها سابقًا في منظمات
مرتبطة بتمويل المقاومة، بما فيها حماس، خاصة صندوق إنقاذ الأرض المقدسة (HLF) المصنفة ضمن المنظمات
"الإرهابية" منذ 2001 بسبب تحويل الأموال إلى حماس تحت ستار التبرعات
الخيرية، ويشغل ثلاثة من كبار مسؤوليها مناصب إدارية في AMP".
يكشف هذا
التحريض الإسرائيلي عن قلق الاحتلال من دور
هذه المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية في تعزيز حركة مقاطعة الاحتلال حول
العالم، ونشر الرسائل المناهضة له في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة،
دون إخفاء دوافعها الحقيقية المؤيدة للفلسطينيين، وحقهم الأخلاقي في قتال الاحتلال.