أعلن
حزب الله اللبناني اليوم الجمعة، قصف أجهزة تجسس في موقع "بركة ريشا" الإسرائيلي، فيما قصفت مدفعية
الاحتلال بلدة كفر كلا الحدودية جنوب لبنان، وسط قلق أممي من التوتر المستمر بين الجانبين.
وقال حزب الله في بيان؛ إن عناصره "استهدفوا
الأجهزة التجسسيّة في موقع بركة ريشا الإسرائيلي (قبالة بلدة البستان اللبنانية)، بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة".
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأن قوات الاحتلال استهدفت بالقصف المدفعي أطراف بلدة كفركلا الحدودية جنوب لبنان.
من جانبه، تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، عن
اعتراض "هدف جوي مشبوه"، تسلل من لبنان إلى منطقة أصبع الجليل قرب
الحدود.
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين تل أبيب
و"حزب الله"، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان
الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع "المصادقة" على خطط عملياتية لـ"هجوم
واسع" على لبنان.
ومنذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية
وفلسطينية في لبنان أبرزها "حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا
عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلّف مئات بين قتل وجريح معظمهم بالجانب
اللبناني.
ويرهن "حزب الله" وقف القصف بإنهاء
إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع
غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما أسفر عن أكثر من
124 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء.
وفي سياق متصل، أعربت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع
للأمم المتحدة، رافينا شمداسان، عن قلقها البالغ إزاء التوتر المستمر على الحدود
الإسرائيلية - اللبنانية.
وقالت شمداسان: "نشعر بقلق بالغ إزاء هذا الوضع
(التوتر على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية)، حيث لقي مئات الأشخاص حتفهم، وأصيب
الآلاف، وشرد عشرات الآلاف".
وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، تتزايد الخطابات
المزعجة"، مكررة دعوتها إلى "تخفيف التوترات ووقف الصراع". وأشارت إلى أهمية إجراء تحقيق شامل في
عمليات قتل المدنيين المبلغ عنها.
بدوره، دعا مبعوث الجامعة العربية إلى احتواء
التصعيد الدائر جنوب لبنان مع إسرائيل، وإنهاء الشغور الرئاسي اللبناني الممتد منذ
أكثر من 19 شهرا.
جاء ذلك في بيان للجامعة العربية، الجمعة، في ختام
زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي لبيروت، التي
بدأها الأربعاء.
ووفق البيان، اختتم السفير حسام زكي "زيارة
رسمية أجراها إلى لبنان موفدا شخصيا من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو
الغيط".
وأجرى زكي "عددا من اللقاءات مع كل من رئيس
مجلس النواب، نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وقائد الجيش
(العماد جوزاف عون،) ومشاورات مع القيادات السياسية والبرلمانية، شملت مختلف مكونات
الطيف السياسي اللبناني"، وفق البيان.
وأكد حسام زكي أن "الجامعة العربية تعول كثيرا
على حكمة القيادات اللبنانية، والوعي التام لخطورة التحديات المحيطة بلبنان، على
الصعيدين السياسي والميداني".
وأوضح أن "الزيارة كان لها طابع تضامني مع
لبنان وشعبه، وحملت شقين؛ الأول يتعلق بالتصعيد في الجنوب اللبناني، حيث يشهد
لبنان تحديات خطيرة تهدد أمنه واستقراره، وكذلك أمن واستقرار المنطقة برمتها في
حال توسعت
الحرب على الحدود الجنوبية".
وأكد أنه "لا سبيل لاحتواء التصعيد الحالي في
الجنوب اللبناني دون وقف إطلاق نار تام بغزة، يشمل كذلك وقف المواجهات في الجنوب
اللبناني"،
مشددا على "ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤوليته لوقف هذه الحرب المستعرة".