عاد تنظيم "
داعش" من جديد إلى أضواء
هوليوود، للتشويش على التعاطف الكبير الذي حظيت به القضية
الفلسطينية ورفض حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع
غزة والتي اندلعت منذ السابع من
تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتهدف إعادة "داعش" إلى الأضواء من جديد لتذكير المجتمعات الأوروبية بأن الفلسطينيين عرب، وخلط الأوراق بين
المقاومة الفلسطينية وتنظيم داعش.
وظهر الربط الذي
يبدو ممنهجا في
مسلسل "The Veil " الذي يقدّم الفلسطينية اللبنانية يمنى
مروان والبريطانية الأمريكية إليزابيث موس، وأنتجته وعرضته شركة "أف إكس" الأمريكية،
حيث يحكي قصّة عميلة جهاز الاستخبارات البريطانية (MI6) ايموجين سالتر (إليزابيث موس)، التي
تذهب إلى الحدود السورية التركية لمساعدة هاربة من "داعش" تدعى "عديلة الإدريسي" (يمنى مروان).
ويبدأ المسلسل
بتظاهر إيموجين التي تلعب دورها موس بأنها "عاملة في منظمة غير حكومية
بريطانية في مخيم للاجئين" على الحدود بين سوريا وتركيا حيث تلتقي بعديلة
لأول مرة. ونظرًا لظروفهما، فإن لكل منهما صراعات وولاءات خاصة بهما.
ويحاول النص استخدام
كل أنواع الكليشيهات حول "داعش"، والبطلة العربية والمسلمة القادمة من
عائلة جزائرية فرنسية، وسرعان ما تصبح الفتاة الصغيرة شيوعية ويسارية رافضة لكل
شيء، قبل أن تجد في "داعش" ضالتها وتذهب لتقتل النساء والأطفال والأبرياء.
وما يؤكد سطحية
النص أن الفتاة لا تنكر الأمر ولا ترفضه، بل تقبله بحسب النص، ولا تستطيع الإجابة
أو التعامل مع قضية معقّدة من نوع: لماذا أنتِ مع "داعش"؟ ولماذا فتاة
من بيئة يسارية تنتمي إلى تنظيم إسلامي شديد التطرّف؟
المسلسل يغفل ما يحدث في فلسطين خاصة وأنه أنتج وعرض في وقت حدوث الحرب على غزة ومعركة "طوفان الأقصى"،
كما يغلف إظهار الوجه الحقيقي للمؤسسات الدولية والمجتمع المدني.