قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون،
الثلاثاء، إن بلاده لن توقف مبيعات الأسلحة من شركات بريطانية لـ"إسرائيل"
بعد مراجعة أحدث تقييم للمشورة القانونية التي قدمتها الحكومة.
وبعد مرور ستة أشهر على شن الحملة الجوية
والبرية الإسرائيلية على
غزة، تتعرض حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لضغوط
شديدة لإلغاء التراخيص التي تسمح بتصدير الأسلحة إلى "إسرائيل".
وقال كاميرون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره
الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن: "أحدث تقييم يبقي الوضع لدينا بشأن تراخيص التصدير
دون تغيير. وهذا يتوافق مع المشورة التي تلقيتها أنا ووزراء آخرون".
وتابع: "وكما هو الحال دائما، سنواصل
مراجعة الموقف".
وزودت
بريطانيا "إسرائيل" بأسلحة
قيمتها 42 مليون جنيه إسترليني (53 مليون دولار) في عام 2022.
وفي الأسبوع الماضي، انضم ثلاثة قضاة كبار
سابقين في المملكة المتحدة إلى أكثر من 600 عضو في العمل القانوني لمطالبة الحكومة
بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل، قائلين إن ذلك قد يجعل بريطانيا متواطئة في إبادة جماعية
في غزة.
ودعت بعض الأحزاب السياسية المعارضة في
بريطانيا الحكومة إلى استدعاء البرلمان من عطلته الحالية وإلغاء تراخيص التصدير، وكذلك
إلى نشر المشورة القانونية التي استندت إليها الحكومة حتى تتخذ موقفها.
وقال كاميرون إن بريطانيا لا تزال تشعر
"بقلق بالغ إزاء مسألة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
ودافع عن قرار عدم نشر المشورة القانونية
بشأن تراخيص تصدير الأسلحة. وقال إن من المبادئ المهمة أن يتصرف الوزراء بشكل متسق
مع المشورة القانونية دون الكشف عنها.
وتابع: "القرار العام هو أن تراخيص
التصدير تلك ستظل سارية ومستمرة".
من جهة أخرى شكّك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن،
الثلاثاء، في إمكان شن "إسرائيل" هجوما على
رفح قبل إجراء محادثات مقرّرة
الأسبوع المقبل مع واشنطن التي تعبّر عن مخاوف من تداعيات عملية عسكرية في المدينة
المكتظة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
قد أعلن، الاثنين، أنه تم تحديد موعد لهجوم بري على رفح، متعهدا بالمضي قدما في القضاء
على حماس على الرغم من المخاوف الدولية من تداعيات تحرّك عسكري في المدينة التي لجأ
إليها أكثر من 1,5 مليون فلسطيني.
وقال وزير الخارجية الأمريكي إن "إسرائيل"
لم تبلغ الولايات المتحدة بموعد لعملية عسكرية محتملة في رفح بأقصى جنوب قطاع غزة،
وإن وفدا إسرائيليا سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للاستماع إلى هواجس لدى الولايات المتحدة
بهذا الصدد.
وصرح بلينكن خلال مؤتمر صحفي في واشنطن
إلى جانب نظيره البريطاني ديفيد كاميرون: "لا أتوقع أي تحرّك قبل تلك المحادثات،
في هذا الصدد، لا أرى شيئا وشيكا".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستشدد مجدّدا
على أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح ستكون "في غاية الخطورة على المدنيين".