شدد الأكاديمي التركي وعضو هيئة التدريس بجامعة "إسطنبول ألتن باش"، إيراي غوتشلور، على اكتمال تأسيس خط جيوسياسي جديد في
الشرق الأوسط في أعقاب تطبيع العلاقات بين
تركيا ومصر وما تلا ذلك من زيارة للرئيس رجب طيب
أردوغان إلى القاهرة.
وقال غوتشلور في مقال نشرته صحيفة "
أكشم" التركية، وترجمته "عربي21"، إن زيارة أردوغان إلى
مصر بتاريخ 14 شباط /فبراير الجاري، تحمل معاني أبعد من تطبيع العلاقات بين البلدين.
وأضاف أنه بهذه الزيارة تم تطبيع العلاقات التركية المصرية برفعها إلى المستوى المطلوب، وفي الوقت نفسه تم إنشاء خط جيوسياسي جديد على محور قطر، الإمارات، السعودية، مصر، وتركيا.
وشدد الأكاديمي التركي على أن هذا الخط الجديد يتضمن تعاونا مهما للغاية لمستقبل الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "السبب الرئيسي لهذا التضامن الذي ظهر في الفترة الجديدة هو أن القوى الإمبريالية، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، تريد استغلال الشرق الأوسط من خلال تقسيمه إلى أجزاء أصغر، أي عن طريق تفتيته. وقد أدركت دول الشرق الأوسط هذا الأمر تماماً وأدركت أن هذا دورها".
وأوضح أن جذور هذا التشكيل الجديد الذي يغطي منطقة الشرق الأوسط تعود تقريبا إلى عام 2017، حيث بدأت السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرض حظر اقتصادي على قطر في 5 حزيران /يونيو من ذلك العام، وقطعت جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بتهمة أنها "تدعم الجماعات الإرهابية" ولها علاقات وثيقة مع إيران.
وفي هذه الفترة بالذات، وفقا للأكاديمي التركي، يمكن اعتبار مساعدة تركيا لقطر في كسر الحصار من خلال إنشاء جسر جوي، بداية لعملية جديدة في الشرق الأوسط. ولاحقا، وعلى الرغم من حادثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وصلت العلاقات المتطورة مع السعودية إلى ذروتها بتوقيع صفقة أسلحة بقيمة 3 مليارات دولار تقريبا.
ولفت إلى أنه بالنظر إلى أن صادرات تركيا الدفاعية في عام 2023 بلغت نحو 5.5 مليار دولار، فيمكن أن نفهم بشكل أفضل مدى أهمية صادرات الأسلحة إلى السعودية.
وتابع بالقول: "ومع ذلك، أستطيع أن أقول بسهولة أن هذه مجرد البداية وسيكون هناك المزيد في المستقبل. على سبيل المثال، تطلب الرياض العديد من المنتجات الدفاعية من أنقرة، وخاصة دبابة ألتاي".
كما مهدت العلاقات المتقدمة بين تركيا والإمارات الطريق أمام التعاون في العديد من المجالات بين البلدين، لاسيما في مجال الصناعة الدفاعية، إذ تعد أبو ظبي الدولة الثانية بعد قطر التي صدرت إليها تركيا أكبر عدد من الأسلحة في الفترة 2018-2022، بحسب مقال الأكاديمي التركي.
ورأى الكاتب أن الحوار مع مصر، الذي بدأ بدء بعد 12 عاما، أرسى الأساس للارتقاء بالتشكيل الجيوسياسي في المنطقة إلى مستويات أعلى. فضلا عن هدف زيادة حجم التجارة مع مصر إلى 15 مليار دولار خلال هذه الزيارة، فإن المفاوضات تستمر بشأن توريد العديد من أنظمة الأسلحة التي تريدها مصر، مثل السعودية، من تركيا.
وشدد الكاتب على أن الصناعة الدفاعية التركية أداة مهمة للغاية يمكن لتركيا استخدامها في تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة، مؤكدا أنه بهذه الطريقة، يمكن تنفيذ السياسة على طول خط سلمي ومناهض للإمبريالية. ومع ذلك، فإن حقيقة أن مصر وتركيا جارتان أيضا عن طريق البحر تمهد الطريق لتطوير علاقاتنا بأبعاد مختلفة.