كشف الطبيب الجراح في مستشفى العودة بغزة، بكر أبو صفية، عن تفاصيل إقدام جيش
الاحتلال على إعدام واعتقال العديد من
الفلسطينيين الذين تواجدوا داخل المؤسسة الصحية خلال حصارها.
وقال أبو صفية، إنه تم حصار المستشفى بشكل مشدد على مدار 18 يوما انتهت قبل نحو أسبوع، لافتا إلى أن جيش الاحتلال قصف المستشفى بالطائرات والقذائف المدفعية وأطلق النار عليه، بحسب حديثه لوكالة الأناضول.
وأضاف أبو صفية الذي يقوم بأعمال مدير المستشفى أحمد مهنا منذ أن اعتقله الاحتلال قبل نحو أسبوع، أن العديد من العاملين والنازحين بالمستشفى استشهدوا جراء القصف وبرصاص القناصة.
ولم يتلق مستشفى العودة أي مساعدات طبية أو غذائية منذ أكثر من شهرين، وقد استنفد معظم مخزونه من هذه المواد خلال الأسابيع الماضية قبل أن يخرج عن الخدمة ويكتفي بتقديم رعاية طبية متواضعة للجرحى لديه، وفق ما نقلته الأناضول عن أطباء عاملين بالمستشفى.
وشن الاحتلال خلال عدوانه المتواصل على قطاع
غزة حربا شعواء على كافة مستشفيات القطاع، حيث إنه تعمد قصفها وحصارها وشن حملات اقتحام عنيفة ضدها، ما أسفر عن مجازر مروعة بحق المرضى والنازحين فيها.
وتسبب عدوان الاحتلال عن خروج عشرات المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة بشكل كامل أو جزئي، وسط الحاجة المتزايدة للخدمات الطبية بفعل تصاعد وحشية آلة الحرب الإسرائيلية وارتفاع أعداد الجرحى والمصابين.
وقال أبو صفية، إن "مقاتلات الاحتلال استهدفت في بداية الحرب الطابق الثالث من مستشفى العودة، واستشهد آنذاك ثلاثة أطباء ومرافق لجريح، وأصيب ممرضان يعملان مع منظمة أطباء بلا حدود".
وأضاف أن الاحتلال "قتل موظفين من طواقم المستشفى أحدهما ممرض متطوع والآخر عامل خلال فترة حصاره برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي الذين كانوا ينتشرون في المباني المحيطة"، وفقا للأناضول.
وتابع الطبيب الفلسطيني: "نتواجد في المستشفى منذ اليوم الأول للحرب ومعظم الأطقم الطبية والموظفين هنا لم يغادروا إلى منازلهم حتى اليوم في عمل متواصل لمدة تزيد على الـ80 يوما".
وأردف: "استقبلنا المئات من الجرحى والشهداء وقمنا بإجراء مئات العمليات الجراحية أغلبها بالأطراف".
وحول أعداد العاملين في المؤسسة الصحية بعد حصار الاحتلال، أشار أبو صفية إلى أن في المستشفى حالياً 97 موظفا بين فني وإداري وطاقم طبي، فضلا عن 4 أسر تقطن في بيوت ملاصقة للمستشفى نزحت إليه، وفقا للأناضول.
"أمرهم بالخروج بملابسهم الداخلية"
وتطرق أبو صفية خلال حديثه إلى وحشية الاحتلال وحملة الاعتقالات التي شنها بحق المتواجدين داخل مستشفى العودة خلال حصاره.
وقال إنه خلال فترة الحصار طلب جيش الاحتلال من الذكور الذين تزيد أعمارهم على الـ16 عاما، الخروج بملابسهم الداخلية فقط، لافتا إلى أنه تم اعتقال 12 شخصا حينها بينهم مدير المستشفى أحمد مهنا.
وأوضح الطبيب أبو صفية، أنه كان من بين المعتقلين "أربعة نازحين ومصاب واحد يعاني من بتر في ساقه، وأحد المرافقين، والبقية من الكوادر الطبية بالمستشفى".
وتواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها على المستشفى الخارج عن الخدمة، حيث أشار الطبيب الفلسطيني إلى أنه تم قصف المؤسسة الطبية، الثلاثاء، ما تسبب في إصابة إحدى العاملات ودمار كبير في عدد من غرف المستشفى.
وكانت وزارة الصحة في غزة، أعلنت في 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، عن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى العودة واحتجاز مديره.
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة في بيان حينها: "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى العودة، وذلك بعد عدة أيام من حصاره وقصفه، وقامت باحتجاز وتعرية كوادره الطبية، وعلى رأسهم مدير المستشفى أحمد مهنا".
وأشار إلى أن "قوات الاحتلال أطلقت سراح الكوادر الطبية بعد أربع ساعات من الاستجواب في ظروف غير إنسانية، فيما أبقت مدير مستشفى العودة رهن الاعتقال، واقتادته إلى جهة غير معلومة".
ولليوم الـ82 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مخلفا مجازر مروعة بحق المدنيين، خصوصا الأطفال والنساء منهم.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نحو 21 ألف شهيد، جلهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ54 ألف مصاب بجروح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية.