في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه على
غزة، تتزايد التباينات الإسرائيلية حول السلوك المتوقع هناك، وسط قناعة بأن تشكيل حكومة حرب محدودة لن تقود الاحتلال إلى أداء أقلّ تخبّطاً، رغم أنها تضم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وبيني غانتس، ووزير الحرب، يوآف غالانت، ورئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر.
وقدّر المستشرق الإسرائيلي في موقع "
زمن إسرائيل" العبري، بنحاس عنباري، أن "غانتس سيكون الشخصية الأمنية الكبرى في إدارة الحرب، فيما أعفت الحكومة رئيس الأركان، هآرتسي هاليفي، من علاقته الغامضة مع الحكومة، التي لم تعد سِرّاً، لأنه لا يثق في نتنياهو، ويواجه مشكلة في تلقي التعليمات من وزرائه "المجانين"، خاصة سموتريش، وبن غفير، مما قد يسهّل على هاليفي، إدارة الحرب وفق توجيهات المستوى السياسي".
وتابع المستشرق، في المقال، الذي
ترجمته "عربي21": "لكن سؤال المليون هو ما إذا كان غانتس نفسه سيتمكن حقا من اتخاذ القرارات، وتمريرها لرئيس الأركان، رغم أن ذلك لا يليق بنتنياهو، كونه رئيس الحكومة".
وأضاف في
مقال أنه "يمكننا بالفعل أن نرسم لوحة الوحل الذي سيُرمى على غانتس، لأنه لن يستطيع أن يقضي على حماس، ومن يعتقد أن الحكومة ستسمح له بإدارة الحرب فلا يعرفها جيداً، إذ أن الوزراء لن يرضيهم أن يروا تركيبة الحكومة الجديدة: غالانت وغانتس وآيزنكوت، وهم أبناء المؤسسة العسكرية، فيما باقي الوزراء من جهة أخرى ينظرون إليهم بعين الريبة، ويُخشى أنه إذا اتخذ غانتس قرارات ما بشأن العملية البرية فإن حماس قد تكون استعدت له، وأعدّت له "الفخاخ" التي يجب عليه تجنبها".
من جهته، أكّد الكاتب في موقع "
زمن إسرائيل" العبري، إيتاي لاندسبيرغ نيفو، أن "الحكومة تعتزم هذه الأيام ارتكاب جريمة حرب ضد شعبها، وكأنه لا يكفيها فشلها بالتخلي عن مستوطنات غلاف غزة، لأن إعلانها بأنها لا تنوي الدخول في مفاوضات على مصير الأسرى الإسرائيليين، وسوف تناقش موضوعهم بعد نهاية الحرب تعتبر خيانة ثانية لهم، حتى أنه بعد تعيين مسؤول جديد عن ملف الأسرى، فقد أتى بأحد مقربيه، دون خبرة في المفاوضات، لكنه سيقود المفاوضات الأكثر تعقيدا على الإطلاق، حول مصير أكثر من 130 أسيرا في أيدي حماس".
وأضاف في مقال
ترجمته "عربي21" أن "حكومة نتنياهو الانتقامية تريد الآن تغيير الشرق الأوسط، لأنها تعلم أن الفشل يقع على عاتقها، وهي من يجب أن تدفع الثمن، هذه الحكومة المجرمة تريد الانتقام أولا، وعندها فقط تتعامل مع مشكلة الأسرى الإسرائيليين، رغم أن هذه الحرب قد تستمر عدة أشهر، وتتحول حرباً متعددة الجبهات، وحينها لن يعرف أحد مصير أولئك الأسرى، وبالتالي فإن هذه الحكومة تخونهم مرة أخرى، بل تخون أبسط القيم الأساسية المتمثلة في الالتزام بحياتهم ومصيرهم، وباتت اعتباراتها سياسية وانتقامية ومشوهة".
وختم بالقول إن "الفشل العسكري هو أولا وقبل كل شيء فشل قيادة الدولة، التي ضغطت على الجيش لتنفيذ ترتيب فاضح للأولويات، وتخلّى فعليا عن حياة مستوطني الجنوب، لكنها الآن تحاول استعادة هالة السلطة والقيادة من خلال عدوان عسكري في غزة، وفي الطريق تتخلّى حرفياً عن حياة عشرات الإسرائيليين ممن يتعرضون الآن للخيانة مرة أخرى من قبل حكومتهم".