انطلقت أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الأربعاء، في
القاهرة، لبحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف التصعيد في الأراضي
الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين.
وأكد وزراء الخارجية العرب، على "أهمية وفاء إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي باعتبارها قوة احتلال للفلسطينيين، ووقف جميع إجراءاتها اللاشرعية التي تكرس الاحتلال وتقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل، بما في ذلك بناء المستوطنات وتوسعتها، ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، والعمليات العسكرية ضد المدن والمخيمات الفلسطينية، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية" وذلك خلال البيان الختامي.
وتابع وكيل الأمين العام للجامعة العربية، البيان الختامي، بالقول: "نؤكد على ضرورة إحياء العملية السلمية وإطلاق مفاوضات جادة بين منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإسرائيل، لتحقيق السلام العادل".
وفي السياق نفسه، قال أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في الكلمة الافتتاحية، إن "الفلسطينيين في
غزة يتعرضون لمجزرة يجب وقفها وإدانتها فورا"، مردفا: "نتضامن مع الفلسطينيين في غزة لأنهم يتعرضون لمجزرة يتعين وقفها وإدانتها فورا؛ حيث يلتئم مجلسنا اليوم في ظرف عصيب".
وأضاف أبو الغيط، أن "التصعيد الجاري بين حماس والإسرائيليين غير مسبوق في آثاره، وهناك احتمالات جادة لانفلات الأوضاع وربما اتساع نطاق المواجهات، وهي احتمالات أتمنى عدم تحققها لأنها يمكن أن تدفع بالمنطقة كلها إلى وضع غير معلوم"، مؤكدا أن "هذه اللحظة الخطيرة تقتضي من الجميع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنظر إلى العواقب".
وحذّر أمين عام الجامعة العربية، من أن "العمليات الانتقامية التي تمارسها وتجهز لها قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تجلب الاستقرار، بل ستدخلنا في المزيد من دوامات العنف والدم" مؤكدا على "أن العقوبات الجماعية التي تمارسها ضد سكان غزة مرفوضة ومدانة في القانون الدولي".
وتابع: "نتضامن مع الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الذين يتعرضون اليوم لمجزرة يتعين إيقافها فورا، وإدانتها بأشد العبارات؛ لا أحد كان يرغب في مثل هذا التصعيد"، معربا عن رفضه بشكل كامل أي عنف ضد المدنيين وبلا مواربة، وأن "قتل المدنيين وترويع الآمنين غير مقبول كوسيلة لتحقيق غاية سياسية سامية مثل الاستقلال".
من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، "إن الملك محمد السادس سبق أن نبّه غير ما مرة إلى خطورة الوضع والاقتحامات المتكررة التي يقوم بها متطرفون يهود بالمسجد الأقصى".
وأضاف بوريطة، أن "الملك محمد السادس، حذّر من أن تلك التصرفات المرفوضة تغذي التطرف، وتروج لثقافة العنف، وتؤجج نيران الصراع، وتقوض جهود التهدئة، وتنسف أفق حل الدولتين، وتضرب بذلك في الصميم كل فرص السلام الشامل والعادل والدائم".
وشدد، بوريطة، على أن الوضع في قطاع غزة، "بات مأساويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهناك قتلى بالمئات وهناك نزوح جماعي، وهناك حصار كامل على قطاع غزة" مشيرا إلى أن "المملكة تؤكد على أن المساس بالوضع القانوني والتاريخي القائم بمدينة القدس والمساس بالحق المشروع للشعب الفلسطيني يقوض فرص السلام ويؤدي إلى تأجيج الصراع من سياسي إلى ديني ستكون عواقبه وخيمة على الجميع".
تجدر الإشارة إلى أن انعقاد هذا الاجتماع الذي يترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، جاء "بطلب من فلسطين وكذا من المملكة المغربية، التي تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية".
وبحسب وكالة "الأناضول" فإن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، كان قد أكد في بيان سابق، أن عقد اجتماع استثنائي وزاري، يأتي بناء على طلب فلسطين وبرئاسة المملكة المغربية، الرئيس الحالي لدورة المجلس الوزاري لبحث "وقف العدوان الإسرائيلي على غزة".
وأطلقت حركة "حماس"، فجر السبت الماضي، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة"؛ فيما أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.