تواصل
أبرز الشخصيات المقدسية التحذير من الأخطار المحدقة التي تعصف بمدينة
القدس المحتلة
وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، جراء المخططات
التهويدية والانتهاكات المتصاعدة
التي تشرف عليها حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية التي يقودها بنيامين نتنياهو.
ودفعت
هجمة وأفعال حكومة الاحتلال التي تستهدف القدس والمقدسيين رئيس الهيئة الإسلامية العليا
في مدينة القدس المحتلة وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ
عكرمة صبري، للتحذير مجددا من خطورة
ذلك وضرورة التحرك الفوري لإنقاذ القدس المحتلة وأهلها.
وأكد
الشيخ صبري الممنوع من السفر من قبل الاحتلال في تصريح لـ"عربي21" بأن
"الأمور في القدس المحتلة تزداد تعقيدا وتوترا، لأن الاحتلال طامع في المسجد الأقصى
المبارك، والحكومة اليمينية المتطرفة تسعى لفرض السيادة (الاحتلالية) عليه".
وأضاف:
"المقتحمون للمسجد الأقصى هم في حماية وحراسة وتشجيع هذه الحكومة الإسرائيلية؛
التي تتحمل المسؤولية عن أي مس يلحق بالمسجد الأقصى"، منوها إلى أن "قيام عدد
من المقتحمين بأداء صلوات تلمودية في باحات الأقصى، يأتي للتأكيد على أطماعهم وسعيهم
لفرض واقع جديد في الأقصى".
واعتبر
خطيب الأقصى أن "كل ما تقوم به سلطات الاحتلال في الأقصى هو إجراءات اعتدائية
تعسفية استفزازية لن تكسبهم أي حق في الأقصى، فهم معتدون على المسجد الأقصى، وهذا المسجد،
هو ملك للمسلمين بقرار من رب العالمين، وليس بقرار من مجلس الأمن ولا من هيئة الأمم".
ونبه إلى أن "أي إجراء يقوم به الاحتلال عبر أذرعه المختلقة في القدس والمسجد الأقصى، يصب
في تهويد القدس، وفي هذه الدائرة التهويدية يقوم الاحتلال في كل يوم بإجراءات ضد التجار
بهدف التضييق عليهم، وضد المالكين وبيوت القدس. كما أنه يقوم بمصادرة الأراضي وفرض الضرائب،
وكل ذلك يصب في صالح تهويد القدس، لدفع التجار وغيرهم للرحيل عن البلدة القديمة بالقدس".
ولفت
الشيخ صبري إلى أن "سلطات الاحتلال تركز حاليا على البلدة القديمة، على اعتبار أنها
الكنز وهي التي تحفظ هويتنا (الإسلامية والعربية وأيضا
الفلسطينية)، وتؤكد على حقوقنا
وتجذرنا في هذه البلاد".
وفي
ظل هذا الواقع الصعب والمعقد والخطير الذي تمر به القدس ومن فيها، أكد أن "حرب
الاحتلال الإسرائيلية ضد القدس، مفتوحة على مصراعيها وهي على جميع المستويات. هناك
حرب دينية أعلنوها ضدنا، وحرب قومية ووطنية وتاريخية وحضارية. الحرب علينا في كل المستويات
من أجل خلع جذرنا وتفريغ مدينة القدس".
وعن
العمل المطلوب أمام هذا الواقع الخطير، قال رئيس الهيئة الإسلامية: "نحن في الجانب
الدولي لا نعول على أي شيء، فلا مجال لأي شيء من قبل المجتمع الدولي؛ لأن المواقف الدولية
مرتبطة بأمريكا، وهذه الأخيرة تؤيد إسرائيل تأييدا مطلقا".
وتابع:
"أما الدول العربية والإسلامية، فمن الواجب عليها أن تتحمل المسؤولية تجاه مدينة
القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك"، لافتا إلى أن "التراجع والتخاذل والصمت
العربي، مآله إلى الزوال، ولا بد أن تعود الوحدة العربية وتكون المواقف موحدة، لأن
الحق يعلو ولا يعلى عليه".
وزادت
إجراءات مشاريع الاحتلال التهويدية في القدس على الأرض، حيث تستمر سلطات الاحتلال في
السيطرة على منازل المقدسيين بطرق مختلفة، وفرض الضرائب واقتحام المسجد الأقصى والتضييق
على المصلين وإبعادهم ومنعهم سفر العديد من رموز القدس، مع تواصل حملات الاعتقال والملاحقة
واستهدف التجار المقدسيين وهدم منازلهم.
وتصاعدت مؤخرا جرائم المستوطنين في القدس وخاصة مسيراتهم الاستفزازية في البلدة القديمة،
وغير ذلك مما ينغص على أهل القدس حياتهم باستمرار، ويجعلهم يخوضون حرب بقاء في أرضهم
ووضعهم المحتل.