أكد وزير الخارجية
المصري سامح شكري على ضرورة وقف حلقة العنف
الدائرة في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، ووضع حد للاقتحامات الإسرائيلية المتكررة
ضد المدن والقرى الفلسطينية، وأهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل تحقيق التهدئة
وإعادة الأمل في استئناف عملية السلام.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه شكري اليوم الإثنين مع وزيرة خارجية
النرويج "أنيكين هويتفيلد"، تناول سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية
بين مصر والنرويج، والمستجدات الخاصة بالأوضاع في
السودان والقضية الفلسطينية.
وذكر السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية
العامة بوزارة الخارجية المصرية، بأن الوزيرين أكدا خلال الاتصال على تطلع مصر
والنرويج لتعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها في مختلف المجالات، مضيفاً بأن
الوزيرة النرويجية حرصت على الاستفسار عن تقييم وزير الخارجية لمخرجات قمة دول
جوار السودان، مشيدةً بالمبادرة المصرية بعقد القمة، ومعربةً عن تطلعها لأن تسهم
جهود دول جوار السودان في حلحلة الأزمة السودانية ووقف الحرب الدائرة.
ووفق ذات المصدر فقد حرص وزير الخارجية المصري على استعراض جهود مصر
منذ بداية الأزمة السودانية المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، والترحيب بالسودانيين
في مصر، ودعم المعابر الحدودية بالفرق والمعدات الطبية والإغاثية والإنسانية
اللازمة لتقديم الدعم للوافدين السودانيين.
وأشاد شكري بما شهدته القمة الأخيرة من توافق الدول المشاركة حول
التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في
شؤونه الداخلية، وأهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، والتعامل الجاد
والشامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية، بالإضافة إلى تسهيل نفاذ المساعدات
الإنسانية عبر أراضي دول الجوار، والتأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع
الدائر، وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة على مستوى وزراء خارجية دول الجوار.
وتأتي الدعوة المصرية للتهدئة في الأراضي الفلسطينية في ظل تصاعد
الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة، فقد أصيب فلسطينيان برصاص الجيش
الإسرائيلي جنوب ووسط الضفة الغربية، واعتقل 25 خلال مداهمات لعدة محافظات، اليوم الإثنين،
في وقت اعتدى فيه مستوطنون على ممتلكات فلسطينية وأتلفوها.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن متحدث نادي الأسير الفلسطيني (غير
حكومي) أمجد النجار قوله، إن فلسطينيا أصيب بجراح خلال حملة اعتقالات نفذها الجيش
الإسرائيلي في مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوب الخليل.
وقال النجار: "أصيب شاب يعاني أصلا من فشل كلوي، بالرصاص الحي
ونقل إلى المستشفى الأهلي في الخليل لتلقي العلاج، وأجريت له عدة عمليات جراحية".
كما أفاد بأن قوة إسرائيلية اقتحمت حي وادي أبو كتيلة بمدينة الخليل،
وأجرت أعمال تفتيش وتخريب في منازل ذوي الفلسطيني عمار النجار الذي تتهمه بتنفيذ
عملية إطلاق نار أدت إلى إصابة 3 مستوطنين إسرائيليين شرقي بيت لحم، الأحد،
واعتقال المنفذ.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي اعتقل اثنين من أقارب النجار، بعد يوم من
اعتقال والده وزوجته وثلاثة من أشقائه، وإخضاعهم للتحقيق في مركز للتوقيف بمعسكر
عتصيون بين بيت لحم والخليل.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"
إن فلسطينيا أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامه مخيم عقْبة جبر، بمدينة
أريحا (وسط)، لتنفيذ اعتقالات.
وأضافت أن "مواجهات اندلعت في المخيم، أطلقت قوات الاحتلال
خلالها الرصاص وقنابل الصوت باتجاه الشبان، ما أدى إلى إصابة أحدهم بالرصاص".
ووفق بيان لنادي الأسير، الإثنين، فإن الجيش الإسرائيلي شن حملة
اعتقالات طالت 25 فلسطينيا من عدة محافظات.
وأردف البيان: "شنّت قوات الاحتلال الليلة الماضية، وفجر اليوم
(الإثنين) حملة اعتقالات في الضّفة، طالت 25 مواطنًا، بينهم 16 حالة اعتقال من
محافظة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات: رام الله، نابلس، أريحا،
القدس، وجنين".
وفي السياق، أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن مستوطنين إسرائيليين
اقتلعوا نحو مئة شجرة عنب من حقل زراعي خاص بمدينة الخليل.
وقال الناشط الفلسطيني في متابعة "الانتهاكات الإسرائيلية"
عارف جابر إن "عشرات المستوطنين من مستوطنة خارصينا اقتلعوا نحو 100 شجرة عنب
من أحد الكروم القريبة وأتلفوها وخطوا شعارات عنصرية على الجدران".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "بأشد العبارات
انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين المنظمة والمسلحة".
وأضافت في بيان: "تواصل الحكومة الإسرائيلية إطلاق يد ميليشيات
المستوطنين ومنظماتهم وعناصرهم الإرهابية للسيطرة على المزيد من الأرض الفلسطينية
وسرقتها، وارتكاب أبشع أشكال الإرهاب بحق المدنيين الفلسطينيين".
وطالبت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية "بوضع حد
لإرهاب المستوطنين" والمجتمع الدولي "بمواقف أكثر حزما تجبر الحكومة
الإسرائيلية على الاعتراف العلني بحل الدولتين، وتلزمها بالانخراط في عملية سياسية
تفاوضية تفضي لإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني".
ووفق معطيات للأمم المتحدة اطلعت عليها الأناضول، نفذ المستوطنون 525
اعتداء بالضفة منذ مطلع العام وحتى 3 يوليو، 137 منها أدت إلى إصابات بين
الفلسطينيين و388 تسببت في أضرار بممتلكاتهم.
إقرأ أيضا: في جنين وغزة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم الذكاء الاصطناعي
وكانت القاهرة قد استضافت الخميس الماضي قمة دول جوار السودان، بمشاركة
رؤساء دول وحكومات ست دول هي جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، إريتريا، إثيوبيا،
ليبيا وجنوب السودان، بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمين عام جامعة الدول
العربية.
واتفق المشاركون على إنشاء آلية وزارية لوقف القتال بين الأطراف
السودانية المتحاربة والتوصل إلى "حل شامل" للأزمة، التي حذروا من
تداعياتها الكبيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم، بحسب الأناضول.
ومنذ ثلاثة أشهر يشهد السودان قتالاً في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى
بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم
السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما خلَّف آلاف القتلى، معظمهم
مدنيون، وأكثر من 3 ملايين نازح ولاجئ في دول الجوار، وفقا لوزارة الصحة والمنظمة
الدولية للهجرة.
إقرأ أيضا: قتال عنيف في السودان مع استئناف مفاوضات جدة.. وزخم المعارك يصل دارفور