تناول تقرير لـ"بي بي سي" قصة طبيب سيرلانكي
مسلم اتهم زورا بتعقيم آلاف النساء البوذيات.
فبعد انتشار لنظريات مؤامرة حول سعي الأقلية المسلمة في
سريلانكا لزيادة نسبة المسلمين من خلال تعقيم النساء من المجتمع البوذي الذي يمثل الأغلبية،
كان أحد الرجال، وهو طبيب من بلدة كورونيغالا الشمالية الغربية، هدفا لادعاء غير قابل
للتصديق بشكل خاص.
فقد اتهم الدكتور محمد شافي، زورا، بضغط قناتي فالوب لمريضات
بوذيات بأداة في أثناء الولادة القيصرية، ومن ثم منعهن من إنجاب المزيد من الأطفال.
اعتقل الطبيب في 24 مايو/أيار 2019 ووجهت له تهم بموجب قوانين
الإرهاب.
ظل شافي
خلف القضبان لمدة شهرين.
في تموز/
يوليو 2019، أفرجت المحكمة عنه بكفالة، لكنه مُنح إجازة إجبارية بسبب التحقيقات الجارية
معه.
بعد
أربع سنوات من اعتقاله، أعادت وزارة الصحة السريلانكية محمد شافي إلى عمله في أيار/
مايو 2023؛ لعدم توفر أدلة تدعم الاتهامات الموجهة إليه.
تعود
جذور القصة إلى 21 نيسان/ أبريل 2019 حيث استهدفت سلسلة تفجيرات كنائس وفنادق سياحية، أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا، واتهمت مجموعة من المتطرفين المرتبطين بتنظيم الدولة
بتنفيذ الهجمات.
وأثارت
التفجيرات موجة من المشاعر المعادية للمسلمين في كل أنحاء سريلانكا، وغذت العديد
من نظريات المؤامرة.
بعد
شهر من تفجيرات عيد الفصح، نشرت صحيفة "ديفاينا"، إحدى كبريات صحف البلاد،
مقالا في الصفحة الأولى زعمت فيه أن "طبيبا من جماعة التوحيد عقّم 4000 من الأمهات
السنهاليات البوذيات. والكشف عن التفاصيل مع الدليل. تحقيقات واسعة النطاق لاعتقال الطبيب".
ولم
تذكر الصحيفة أي مصادر لدعم مزاعمها، ولم تكشف عن هوية الدكتور شافي، لكن سرعان ما ظهرت
اتهامات بتعقيم مريضات بوذيات من الدكتور شافي، إلى جانب صورة له ومكانه على فيسبوك.
ويقول
الدكتور شافي، استشاري احد أجنحة المستشفى؛ إنه وزملاءه من كبار المسؤولين، زاروا مدير
مستشفى كورونيغالا التعليمي، الدكتور ساراث ويراباندارا، للإبلاغ عن الاتهام الكاذب
الموجه له على وسائل التواصل الاجتماعي والتعبير عن مخاوفه بشأن تهديد محتمل على حياته.
لكن
ويراباندارا قال؛ إنه يمكنه معالجة القضايا التي تثار داخل المستشفى وليس خارجها.
بعد
يومين، ألقي القبض على شافي.
وقال:
"لقد تم نقلي إلى مركز الشرطة بدون أمر قضائي، وتم زجي في السجن لتجنب حدوث اضطرابات
عامة".
بدأ
الرهبان
البوذيون في الاحتجاج خارج المستشفى الذي تعمل فيه فاطمة عمارة، زوجة الدكتور
شافي.
وقال
شافي: "تلقت زوجتي تهديدات بالقتل. كانت تخشى على حياة أطفالنا"، مضيفا أنها
"كادت أن تخسر وظيفتها".
بعد
الاعتقال، انتقلت زوجته وأطفالهما الثلاثة إلى كولومبو. منذ ذلك الحين، يذهب أطفاله
إلى ثلاث مدارس مختلفة.
قال
شافي: "اضطر أطفالي وزوجتي إلى الفرار من مكان إلى آخر، ولم يكن لديهم المال بسبب
تجميد حساباتي المصرفية".
على
الرغم من أن حوالي 800 امرأة قدمن شكاوى ضد محمد شافي في 27 حزيران/ يونيو 2019، أبلغت
إدارة التحقيقات الجنائية في سريلانكا المحكمة بعدم وجود أي دليل ضد الدكتور شافي فيما
يتعلق بادعاء قيامه بعمليات تعقيم سرية.
إضافة
إلى ذلك، نفت بيانات مختلف وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات، بما في ذلك جهاز استخبارات
أمن الدولة، وجود أي دليل يربط شافي بأي أنشطة إرهابية.
بعد
اعتقال الدكتور شافي، أيد الراهب البوذي البارز واراكاجودا سري جناناراتانا علانية
رجم المسلمين بالحجارة، وحث البوذيين على مقاطعة المتاجر والأطعمة المملوكة للمسلمين.
في ظل
عدم وجود أدلة تدعم المزاعم ضده، استأنف شافي عمله في مستشفى كورونيغالا التعليمي في
أيار/ مايو 2023.
حصل
على مدفوعات متأخرة عن ثلاث سنوات قرابة (8750 دولارا)، تبرع الدكتور شافي بها لوزارة
الصحة لشراء الأدوية التي تشتد الحاجة إليها.