تواصل العدوان الإسرائيلي على مدينة
جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية، الثلاثاء، وقام الطيران الحربي التابع للاحتلال، بقصف مواقع مختلفة داخل المخيم.
وتزامن مع عدوان اليوم الثاني على جنين، تنفيذ عملية دهس وإطلاق نار شمال "تل أبيب"، أسفرت عن إصابة ثمانية مستوطنين إسرائيليين على الأقل، بعضهم بجروح خطيرة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الشاب عبد الوهاب خلايلة من بلدة السموع قضاء الخليل، هو من نفذ العملية، قبل أن يستشهد.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على جنين، وفق آخر إحصائية من وزارة الصحة، عن استشهاد 12 وإصابة نحو 100 آخرين، بينهم 20 بحال الخطر، إضافة إلى شهيد ارتقى في مدينة البيرة أمس خلال مواجهات اندلعت نصرة لجنين وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي عليها.
وأفاد الهلال الأحمر، الثلاثاء، بأن طواقمه استلمت شهيدا من منطقة حرش السعادة في جنين اكتشف صباح اليوم، كما أنها استلمت شهيدًا آخر أُصيب خلال القصف على مخيم جنين ظهر أمس ولم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليه إلا بعد ساعات.
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة، إن قوات الاحتلال صعدت من استهدافها للمرافق الطبية والمستشفيات وطواقم الإسعاف في جنين، حيث اقتحمت مستشفى جنين الحكومي وأطلقت النار بداخله ما أدى إلى وقوع ثلاث إصابات بينها إصابتان خطيرتان، وكذلك اقتحمت مستشفى ابن سينا بالمدينة.
ويواصل الطيران الحربي الإسرائيلي قصف منازل المواطنين في المخيم، بالتزامن مع الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية لقوات الجيش إلى مداخل المخيم مدعومة بجرافات عسكرية صغيرة الحجم تتناسب مع أزقته وشوارعه.
وحاولت قوة من جيش الاحتلال التقدم من حي الجابريات باتجاه محيط مخيم جنين، بعد فشلها المتكرر في اقتحامه من جهة حارة الدمج.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين وقوات الاحتلال عند مدخل سيلة الحارثية غرب جنين.
وتواصل قوات الاحتلال حصارها لمخيم جنين وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عنه جراء التخريب الكبير المتعمد للبنية التحتية بفعل التجريف للشوارع، واقتلاع أعمدة الكهرباء، والتشويش على خطوط الاتصالات.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أنه جرى ظهر اليوم نقل جثامين الشهداء من مستشفى جنين الحكومي إلى ثلاجات في قباطية وعرابة، بسبب تعطّل ثلاجة المستشفى الحكومي، والخشية من ازدياد أعداد الشهداء في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء، وانهيار سور قريب من الثلاجة جراء العدوان.
وأجبر جيش الاحتلال أهالي مخيم جنين على إخلاء منازلهم والخروج من المخيم، تحت التهديد بقصف منازلهم بالصواريخ، في الوقت الذي حول فيه الجيش عددًا من المنازل على أطراف المخيم إلى ثكنات عسكرية ونشر القناصة على أسطحها.
اظهار أخبار متعلقة
الاحتلال يزعم العثور على نفق
وزعمت إذاعة الاحتلال الإسرائيلي، أن قوات الجيش عثرت على أجزاء من أنفاق تحت مسجد الأنصار في مخيم جنين، بالإضافة إلى مختبر متفجرات وعبوات ناسفة جاهزة للاستخدام.
اشتية: جيش الاحتلال اعتقل وقتل الأبرياء
وانتقد رئيس الوزراء
الفلسطيني محمد اشتية، الجهات التي تقول إنه "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، قائلا: "الجيش الإسرائيلي هو جيش احتلال، اجتاح مخيما للاجئين، اعتقل وقتل الأبرياء، والأراضي الفلسطينية هي أراض محتلة، إن من يحق له الدفاع عن النفس هو الفلسطيني".
الجامعة العربية تدعو لوقف فوري لـ"الاعتداءات" الإسرائيلية
ودعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، الثلاثاء، إلى وقف "الاعتداءات" الإسرائيلية في فلسطين.
جاء ذلك في قرار للمجلس عقب اجتماع طارئ عقده المندوبون الدائمون بالجامعة، برئاسة مصر رئيس الدورة الحالية للمجلس بمقر الجامعة بالقاهرة، بالتزامن مع العدوان على جنين.
ووفق القرار، فقد "دعا المجلس إلى تحرك عربي عاجل من خلال القيام بزيارات واتصالات وتوجيه رسائل مشتركة وثنائية رفيعة المستوى إلى مجلس الأمن وأعضائه ومراكز صنع القرار الدولي".
ويهدف ذلك التحرك إلى "تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية بأشكالها كافة على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له".
وأكد مجلس الجامعة العربية، في القرار ذاته، أنه في حال عجز مجلس الأمن عن القيام بدوره وتولي مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، يتم التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد اجتماع يهدف لوقف ذلك "العدوان الإسرائيلي"، وطلب منح دولة فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
وطالب المجلس المحكمة الجنائية الدولية بالوفاء بمسؤولياتها و"إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل".
وحث المجلس المجتمع الدولي دولاً ومؤسسات على المشاركة في حماية المدنيين الفلسطينيين وتشكيل آلية عملية وفعالة لتنفيذ ذلك.
وشدد على "دعم كل الخطوات والإجراءات والقرارات التي تتخذها القيادة الفلسطينية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية".
موقف تركي أردني
شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على ضرورة وقف الاقتحامات الإسرائيلية ضد "الأشقاء الفلسطينيين الأبرياء".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في مقر الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة.
وقال فيدان: "يجب بشكل عاجل إيقاف الاقتحامات ضد أشقائنا الفلسطينيين الأبرياء وهجمات المستوطنين".
وأضاف: "نتابع عن كثب التطورات الأخيرة في فلسطين. يجب أن تتوقف غارات وهجمات المستوطنين على إخواننا الفلسطينيين الأبرياء في أقرب وقت. ننقل وجهات نظرنا حول مصلحة المنطقة بأسرها إلى السلطات الإسرائيلية بطريقة منفتحة وشفافة".
وأفاد فيدان بأن تركيا والأردن لديهما توافق تام بشأن القضية الفلسطينية ووضع الأماكن المقدسة خصوصا المسجد الأقصى، وأن أنقرة تهتم وتدعم دور الأسرة الهاشمية في حماية الأماكن المقدسة بالقدس.
بدوره، قال الصفدي إن "نهاية الاحتلال ووقف الخطوات التي تكرسه السبيل الوحيد لإحلال السلام في المنطقة".
وأشار إلى أن "الأردن وتركيا متفقان على إدانة ورفض العدوان الإسرائيلي على جنين باعتباره تأجيجاً وتصعيداً كبيراً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونطالب بوقفه فورا".
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل سريع وفاعل لوقف هذا العدوان الذي لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف والتوتر الذي سينعكس على المنطقة برمتها.
إدانة سعودية
وأدانت الخارجية السعودية، استمرار التصعيد الإسرائيلي "في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخرها العدوان على مدينة جنين".
جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقالت الخارجية إن "المملكة العربية السعودية تُدين استمرار التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخرها العدوان على مدينة جنين، مما أدى إلى سقوط ضحايا أبرياء وإصابة آخرين".
وأكدت الوزارة "رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة".
وأعربت الخارجية في بيانها عن "خالص التعازي وصادق المواساة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب فلسطين، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين".
سوناك يحث إسرائيل على "ضبط النفس"
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن بلاده تحث "إسرائيل: على "التحلي بضبط النفس وحماية المدنيين" خلال عمليتها العسكرية بمدينة جنين.
وحث سوناك، في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، جميع الأطراف على تجنب المزيد من التصعيد في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أن "بلاده تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، واستدرك: "يجب إعطاء الأولوية لحماية المدنيين في أي عملية عسكرية"، على حد قوله.
اتصالات بين "حماس" و"الجهاد"
بحثت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، الثلاثاء، تطورات العدوان الإسرائيلي في جنين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جمع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة، وفق بيان صدر عن "حماس".
وبحث الطرفان، وفق البيان، "مجريات وتطورات المواجهة الدائرة في مخيم جنين والعدوان الذي تقوم به قوات الاحتلال والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها".
وشدد الجانبان، على "استمرار التواصل والتشاور الدائم وتقدير الموقف لاتخاذ القرارات التي تتلاءم وطبيعة تطورات الوضع الميداني على قاعدة وحدة الشعب والقضية والمقاومة في أماكن تواجدها كافة".
وأشارا إلى ضرورة "تعزيز المقاومة والإسناد المباشر والكامل للمخيم (جنين)، وإفشال أهداف الاحتلال من النيل من المقاومة ومقدراتها".
وقالا إن "معركة جنين لها ما بعدها من التأثير والنتائج والتداعيات"، مضيفان: "المقاومة ستتواصل بالوسائل والمستويات كافة وفي مختلف الجهات".