يواصل
الاحتلال الإسرائيلي الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت ذرائع مختلفة، وهو لا يترك فرصة إلا ويستغلها من أجل مضاعفة بناء الوحدات الاستيطانية في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين.
وتوقعت صحيفة "
هآرتس" العبرية في تقرير من إعداد هاجر شيزاف، أن يناقش ما يسمى بـ"مجلس التخطيط الأعلى" خطط بناء نحو ألف وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة "عيلي"، التي أعلن عنها الأسبوع الماضي رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين
نتنياهو، والوزير بتسلئيل
سموتريتش، في أعقاب العملية الفلسطينية التي نفذت في المكان وأسفرت عن قتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين.
ورأت أن "إحضار الخطة بشكل سريع للنقاش يدل على تسريع الخطوات من أجل الدفع قدما بالبناء في المستوطنات، علما أنه في السابق كانت تمر بضعة أشهر على إعلان رئيس الحكومة عن بناء وحدات سكنية إلى أن يتم الدفع بها قدما".
وبالإجمال، "سيتم الدفع قدما ببناء نحو 5600 وحدة سكنية استيطانية في جلسة المجلس"، وفي المقابل، زعم نتنياهو في بداية جلسة الحكومة، أن "الدعوات لاحتلال مناطق بصورة غير قانونية غير مقبولة عليه، وأنها تقوض القانون والنظام في الضفة الغربية".
ولفتت الصحيفة، إلى أن نتنياهو ألمح في أقواله لتصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أكد للمستوطنين أثناء زيارته لبؤرة "أفيتار" الاستيطانية، أنه يدعمهم، وقال لهم: "اركضوا إلى التلال".
وأوضحت أن "نتنياهو تجنب التطرق إلى أعمال شغب المستوطنين في الضفة الغربية التي وقعت الأسبوع الماضي، وقد شارك في الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين، عشرات المستوطنين، وتسببوا بإصابة عدد من الفلسطينيين وإحراق عدد من البيوت والسيارات".
وقال نتنياهو: "يجب تعميق الجذور في هذه الأرض كرد مناسب على العمليات"، زاعما أن "الدعوات لاحتلال مناطق خلافا للقانون، لا تعزز مشروع الاستيطان بل العكس، هي تضر به وبمصالح إسرائيل الحيوية، لذلك يجب أن تتوقف على الفور".
وأفادت "هآرتس" أن "خطط البناء التي ستتم المصادقة على إيداعها تشمل شرعنة البؤر الاستيطانية "هيوفيل" و"نوف هاريم" كأحياء في مستوطنة "عيلي"، وحتى قبل تحديث جدول أعمال مجلس التخطيط والبناء في أعقاب العملية، كان يتوقع مناقشة الدفع قدما ببناء 499 وحدة سكنية في المستوطنة، منها خطة تشرعن بؤرة "بلاغيه هيم" المتفرعة عنها، والحديث يدور عن إضافة كبيرة لمستوطنة "عيلي"، التي يعيش فيها 4762 مستوطنا".
وذكرت أن "النقاش اليوم يتوقع أن يتناول أيضا مرحلة التخطيط الأولية لبناء 4560 وحدة سكنية في "بيتار عيليت" و340 وحدة سكنية في "معاليه أدوميم"، كما يمكن أن يقدم المجلس اليوم على المصادقة النهائية أيضا على مئات خطط البناء، منها 787 وحدة سكنية في "جفعات زئيف"".
في الأسبوع الماضي، صادقت حكومة الاحتلال على تقصير عملية اتخاذ قرارات المصادقة على البناء في المستوطنات، وحتى الآن مكنت هذه الآلية المستوى السياسي من وقف الخطط في عدة مراحل، وعلى مدى السنين تدخل رئيس الحكومة ووزير الأمن أكثر من مرة لإعاقة هذه الخطط طبقا للاحتياجات السياسية، بحسب "هآرتس".
ونبهت الصحيفة أن "قرار الحكومة أزال عدة كوابح ما سيسرع البناء الاستيطاني ويمنح صلاحية المصادقة على الخطط، التي كانت حتى الآن في يد وزير الأمن للوزير سموتريتش الذي يتولى منصب وزير إضافي في وزارة الأمن إلى جانب وزارة المالية".