فيما تواجه دولة الاحتلال أزمات سياسية ودبلوماسية مع العديد من دول العالم في السنوات الأخيرة، فقد أظهرت زيادة في الاهتمام بمنطقة المحيط الهادئ على خلفية التوترات بين الصين والولايات المتحدة، حيث ترى في المنطقة سوقًا وثيق الصلة بالصادرات العسكرية، وتتصرف في هذا الاتجاه، فيما زعم وزير خارجيتها أن تعزيز العلاقات مع دول تلك المنطقة سيفتح المزيد من الأبواب أمامها، ويتيح فرصا اقتصادية رائدة.
شيريت أفيتان
كوهين مراسلة صحيفة "
إسرائيل اليوم" العبرية، كشفت أن "إيلي كوهين وزير الخارجية قام بزيارة رسمية للفلبين تحضيرا لعمل على مسار طويل الأمد لتحديث جيشها، وهما على اتصال مباشر لصالح صفقات المشتريات العسكرية، وبعد وصول أربع سفن من أحواض بناء السفن الإسرائيلية إلى مانيلا في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع وصول خمس سفن أخرى قريبًا، حيث تم توقيع اتفاقية لتحديث حوض بناء السفن. وفي محادثات مع نظرائه تحدث كوهين عن الفرص الاقتصادية في شرق آسيا، إضافة للوجود الإسرائيلي المتزايد في المنطقة".
وأضافت في تقرير ترجمته "
عربي21" أنه "في السنوات الأخيرة، حدثت زيادة كبيرة في الاهتمام الإسرائيلي بتعزيز العلاقة مع دول منطقة المحيط الهادئ، خاصة على خلفية التوترات بين القوتين العظميين الصين والولايات المتحدة في المنطقة، حيث حذرت
الفلبين في السنوات الأخيرة من دخول السفن الصينية إلى أراضيها، رغم أن الصين تعمل بقوة في المنطقة، وهي شريك تجاري رئيسي للفلبين، رغم الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، ما يزيد من التوترات بين القوى".
وأشارت إلى أن "العلاقات الاسرائيلية مع الفلبين تتركز في تحديث الجيش، وتطوير القدرات والمشتريات العسكرية، مع أنهما صديقان قديمان، لأنه منذ 2016 حصلت زيادة مطردة في الصادرات الدفاعية الإسرائيلية إلى الفلبين، من خلال شراء معدات دفاعية إسرائيلية وسفن، وتحديث حوض بناء السفن المحلي، بجانب التطلعات الاقتصادية، لأنه من وجهة نظر سياسية دبلوماسية فإنها تسعى لخلق وجود لها في منطقة شرق آسيا، وتعزيز روابط النقل بين دولها، بإنشاء طريق للنقل البري من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وتوسيع العلاقات الدبلوماسية".
كوهين زعم أن "زيارته للفلبين تهدف إلى تعزيز العلاقات مع دول شرق آسيا، واختصار زمن الرحلة بفضل الحصول على إذن من سلطنة عُمان للتحليق فوق أجوائها، ما سيفتح أبوابا لإسرائيل في دول أخرى في المنطقة، وسيوفر لها فرصا اقتصادية وسياسية".
أريئيل كهانا المراسل السياسي لصحيفة "
إسرائيل اليوم" العبرية، أكد بدوره أن "زيارة كوهين للفلبين تهدف إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية في شرق آسيا، زاعما أن إسرائيل والشعب اليهودي مدينان للفلبين بدين تاريخي لإنقاذ 1300 يهودي خلال المحرقة النازية، وكونها الدولة الآسيوية الوحيدة التي أيدت إقامة دولة الاحتلال، حيث تعتبر هذه الزيارة التاريخية الأولى بعد 56 عاما من زيارة آبا إيفان إليها عام 1967، وسبقتها غولدا مائير في 1962، وقد افتتح الجناح الجديد للسفارة الإسرائيلية في مانيلا، والتقى بممثلي الجالية اليهودية الصغيرة".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21" أن "كوهين بدأ زيارته السياسية التاريخية بلقاء مع رئيس الفلبين فرديناند ماركوس جونيور، ونظيره مانيلو، وناقش معهما تعزيز العلاقات الثنائية، والفرص الجديدة التي أتيحت بعد توقيع اتفاقيات
التطبيع، والموافقة على الرحلات الجوية فوق السعودية وسلطنة عُمان، ما يقلل بشكل كبير من أوقات الرحلات بين إسرائيل وشرق آسيا، كما أنه التقى بشركات فلبينية عملاقة في إطار منتدى الأعمال".
تأتي زيارة كوهين إلى الفلبين استمرارا للجهد الإسرائيلي لتحسين صورتها في قارة آسيا، وتقوية علاقتها الاقتصادية معها، بزعم إحداث انقلاب في الصورة الذهنية المأخوذة عنها في القارة الكبرى، من خلال تقوية العلاقات مع عشرات السفراء والقناصل الآسيويين حول العالم، بجانب البرلمانيين والأكاديميين ورجال الأعمال والمستثمرين، وجميعهم يحاولون تعميق هذه الاتصالات مع إسرائيل في مجالات الاقتصاد والثقافة والأمن والسايبر والزراعة والمياه والطاقة والسياحة والعلوم والمعرفة.