في الوقت الذي تنفذ فيه قوات الاحتلال مجازرها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع
غزة، احتفلت القنصلية العامة لدولة الاحتلال في إمارة دبي بما يسمى بـ"عيد استقلالها"، بمشاركة مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين وممثلين عن الجاليات اليهودية.
وفيما زعمت القنصلية الإسرائيلية العامة أن "الإمكانات الهائلة الموجودة في مستقبلنا المشترك كبيرة"، فقد أشار المغني الإسرائيلي رامي كلاينشتاين المشارك في الحفل إلى أن مشاركته تعتبر شرفا له، فيما وصفها "الأيام الصعبة" التي تمر بها دولة الاحتلال.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكر أنه "بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد أقامت القنصلية العامة لإسرائيل في دبي حفل استقبال على شرف الذكرى الـ75 لاستقلال دولة الاحتلال بمشاركة المغني رامي كلاينشتاين، الذي اختير لتقديم العرض الاحتفالي، وهو أول حفل استقبال يقام في دبي في دولة
الإمارات العربية المتحدة، بحضور رئيس وزارة الخارجية في دبي الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم، ومسؤولين حكوميين ودبلوماسيين ورجال أعمال وممثلين عن الجاليات اليهودية".
ونقل في تقرير، ترجمته "عربي21"، عن القنصلية الإسرائيلية العامة في دبي ليرون زيسلانسكي، أنه "منذ ثلاث سنوات فقط، لم يكن معظم الناس يتصورون أن شيئا كهذا سيحدث، وأي شخص موجود هنا معنا، ويرى هذه الفعالية، لن يصدق أن هذا يحدث في دبي، وهو بالتأكيد ليس متفاجئا، وابتداء من الغد سنتصرف بناء على تعليمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي زعم أن المستقبل لا ينتظر المترددين، فكلما حققنا المزيد، هكذا نفهم مقدار ما يمكننا تحقيقه، ليس لدي شك في الإمكانات الهائلة الموجودة في مستقبلنا المشترك".
وأشار إلى أن "الفعالية شهدت تذوق الضيوف للطعام الإسرائيلي، وعرض أحد أركان الموسيقى الإسرائيلية رامي كلاينشتاين، الذي زعم أنه متحمس جدّا للمشاركة في أول حدث تاريخي من نوعه على أرض إمارة دبي، وللظهور أمام أناس هم جزء من تاريخ شعب إسرائيل، إنه شرف عظيم أن أشارك في 75 عاما من استقلال الدولة، وفي معلم مهم في نشاطها الدبلوماسي، وبالتأكيد في الأيام الصعبة التي تمر بها الدولة الآن".
مشهد محزن أن تضمّ إمارة دبي هذا الحفل الإسرائيلي في ذروة المجزرة الإسرائيلية التي تنفذ بحق
الشعب الفلسطيني في غزة، وبدل أن يحظى بعبارات الدعم والمساندة، وإدانة الاحتلال الفاشي بسبب جرائمه الدامية، فقد تلقى الفلسطينيون هذا الاحتفال بكثير من الاستنكار والرفض؛ لأنه مثّل طعنة نجلاء في ظهورهم.
وفي الوقت الذي كان
الاحتلال الإسرائيلي يسفك دماء الفلسطينيين على مرأى العالم أجمع، فقد شرب المسؤولون الإماراتيون والإسرائيليون نخب ذكرى تأسيس قيادة دولة الاحتلال على أنقاض أراضيهم المحتلة.